درجات المروءة


1 . مروءة المرء مع نفسه، وهي أن يحملها على مراعاة ما يجمل ويزين،
ويترك ما يدنس ويشين، ليصير لها ملكة في العلانية.
فمن اعتاد شيئا في سره وخلوته: ملكه في علانيته وجهره،
فلا يكشف عورته في الخلوه، ولا يتجشأ بصوت مزعج،
ولا يخرج الريح بصوت، وهو يقدر على خلافه، ولا ينهم عند أكله وحده.



* فلا يفعل خاليا ما يستحي من فعله في المﻷ، إلا ما لا يحظر الشرع والعقل،
ولا يكون إلا في الخلوة، كالجماع والتخلي ونحوه.



2 . المروءة مع الخلق:
بأن يستعمل معهم شروط اﻷدب والحياء، والخلق الجميل،
ولا يظهر لهم مايكرهه هو من غيره لنفسه.



* وليتخذ الناس مرآة لنفسه. فكل ما كرهه ونفر عنه،

من قول أو فعل أو خلق، فليجتنبه، وما أحبه واستحسنه فليفعله.




* وصاحب هذه البصيرة ينتفع به من خالطه.

¤ روي عن بعض الأكابر: أنه كان له مملوك سيء الخلق،
فظ غليظ، لا يناسبه، فسئل عن ذلك؟ فقال: أدرس عليه مكارم اﻷخلاق.


3 . المروءة مع الحق سبحانه، بالاستحياء من نظره إليك واطلاعه عليك في كل لحظة ونفس.


¤ فالله اشترى منك نفسك
وأنت ساع في تسليم نفسك لله
وتقاضي الثمن،
وليس من المروءة تسليمه على ما فيها من العيوب.


¤ كل ما ذكر في منزلة الفتوة والخلق فإنه بعينه في هذه المنزلة.

مدارج السالكين
ج3 ( 2298، 2300)