ملف مرفق 128620





بمناسبة يوم المعلم؛ يسرني أن أهدي هذه الرسالة المتواضعه إلى كل معلم عرف قدر الاسم الذي يتوج به .


بعنوان :


"إلى معلمي "


معلمي ... عليل هو اللسان عن أن يسطر في كلمات وعبارات قدركم الجليل وشأوكم العظيم. ومهما كان الثناء والمديح؛ فهو محال أن يعطي لخليفة الأنبياء بعضا من حقوقه، فالكلمات وحدها لا تكفي و الهدايا كلها لن تجدي، أما من علمني أن أسطر هذه الكلمات، وحثني على أن أكتب للحياة القصيدة التي تنقصها، وأن أغني لها معزوفة الأمل التي بعثرتها الأحداث المتكررة.


معلمي...كم هي جوفاء تلك العبارات التي تردد؛ فقد أصبحت عادة تكرر في كل احتفال، سقط عنها المضمون، وتخلت عنها الروح المحبة و المعترفة بالفضل العظيم لإنسان لا يكل ولا يمل، من تقليد وطنه أوسمة الفخر و الرفعة، في جميع المجالات و الأنشطة.وكأنما الحقيبة التي يحملها ملئت من الصبر والجلد أضعاف ما ملئت من الكتب و الدفاتر.


معلمي...ليس العمل وحده هو كل المقاصد، وأسمى الغايات و المآرب، ولكن الإخلاص هو أقوم الوسائل أمام عينيك إلى أسمى غاية وهي العلم، والعلم يقتضي أن نعرف الخالق حق المعرفة، فهي غاية العلم المنشودة، وأعلى المطامع المأمولة، في عالم تطرح في من المستجدات يوميا ما لا نستطيع أن ندركه، وما ليس في طاقاتنا أن نعرف مضامينه إلا بالفكر السليم، والعقل المتدبر للأمور بكل صغيرها وكبيرها؛ ليستطيع بذلك أن يضمن لنفسه الدرب الذي يقود إلى بر الآمان، وإلى السعادة التي تهرول إليها البشرية اليوم دون أن تجد لها من سبيل مبين.


أيها المعلمون الفضلاء، أنتم شرارة الإبداع لكل فكرة منشؤها العقل، وميدانها الواقع، ورؤياها تتطلع إلى المستقبل، فمن يديك كان لبلدي الطبيب و الجراح، والطيار والمهندس، والكاتب و الشاعر، والمفكر والناقد...إلخ، كلهم من العار أن ينكروا فضلك عليهم، ومن السخف أن يجهلوا اسمك الذي هو اشتقاق من العلم، والذي هو صفة من صفات -المولى عز وجل- فحسبك مكانة ومنزلة لا يرتفع لها إلا من اصطفاه الله تعالى ليكون حاملا للواء العلم و المعرفة؛ليدحض بها الجهل والظلال.


ما أجل هذه المهنة الجليلة، وما أعظم هذه الرسالة النبيلة، التي تسعى جاهدا لتحقيق مبتغاها أيها المعلم. فمن العجب سيدي أن تصبح هذه المهنة ملاذا لمن لا يجد الوظيفة الملائمة له في القطاعات الأخرى؛ أوكيف يخوض المعركة من لا سيف له؟! وكيف يشق الغمار من لا تقوى قدماه على انتشاله من مكانه؟! كيف يا ترى يعين لتعليم النشء من لا يملك طرسا ولا يراعا في العلم والخلق؟!وكيف أضحت مهنة التعليم من المهن المستهان بها لدى الشباب المقبيلن على العمل. أكل ذلك سعيا وراء المادة و الحياة الرافهة في المناصب العليا، التي لا يحلم بها معلم في هذا العصر؟ كيف يترك جانبا هذا الركن المهم من أركان نهضة الأمم ورقيها؟!
مصيبة هي أن نجهل الركن الحقيقي في نهضتنا ونتجه لزخرف يزيدنا انحطاطا و خسرانا بدلا من السمو و الرفعة بين الشعوب .


بقلم /سالم بن محمد الرحبي


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..