تم استدعاء أحد الموظفين من قبل نائب رئيس الشركة ليبلغه قرار فصله من العمل , فقال له الموظف :
"أتمنى يوما ما أن تعثر على ضميرك مرة أخرى ", ثم وقف الموظف وترك المكتب .
فكر نائب الرئيس وهو يكلم نفسه :
"ما قاله الشخص كان مضحكا . فكر معي , فأنا لم أرى ضميري مدة من الزمن " .
ففي الغالب عندما يفقد في الشركة شيء ما يرفع بشأنه تقريرا لنائب الرئيس الذي بدوره يحيله إلى مسئول المفقودات والموجودات . فهو الذي يستدعي ويسأل . وبالفعل استدعى نائب الرئيس منسقه وسأله :
" هل رأيت ضميري ؟"
أجاب المنسق : " نحن لا نتعامل مع الضمائر المفقودة . أنصحك التحدث مع ضابط الأمن , أنه خبير بالضمائر المفقودة " .
عندما اتصل بضابط الأمن مستفسرا عن ضميره , أجابه بقوله :
" هذه مشكلة خطيرة . لماذا لا تأتي إلى مكتبي لكي نتحدث بشأنها".
وعندما ذهب نائب الرئيس لرؤية ضابط الأمن , كان أول سؤال طرحه عليه هو :
" هل تتذكر متى آخر مرة استخدمت فيها ضميرك ؟ "
أجاب نائب الرئيس :
" لا , وهذه مشكلتي " .
بعد مزيد من المناقشة رفع نائب الرئيس رأسه منتبها وقال :
" لربما نسيته في مكتب الرئيس التنفيذي للشركة " .
"آه ها !" قال ضابط الأمن ." أنا أعرف ذلك . قد تتعجب كم مرة يحصل مثل هذا الشيء . أنا خبير في استرداد الضمائر المفقودة وسأقول لك بأن فقدان الضمائر أمر مألوف ولطالما يحدث مرارا . دعنا نذهب لمكتب رئيسك ونسأله إن رأى ضميرك " .
عندما وصل الاثنان مكتب الرئيس , قال ضابط الأمن للرئيس :
" لدينا مشكلة خطيرة , لقد فقد نائبك ضميره , هل رأيته ؟ "
صرخ الرئيس بصوت متشنج وقال :
" ماذا أعمل بحق الأرض بالضمير ؟ ألا تعرف أنه غير مرغوب به في إدارة الأعمال ! يستحضر الضمير في حالة التفكير النقي ليجعل الناس حالمين , بينما نحن بحاجة إلى مديرين أذكياء صارمين . فالمنافسة قاسية جدا على الضمير . وبصراحة , يأخذ مني وقتا طويلا للتخلص من ضميري " . ثم استدار نحو نائب الرئيس وقال له :
" لم أكن أعرف أن لك ضميرا,لو كنت مكانك لما قلقت بشأن فقدانه , أنك تعمل بشكل أفضل بدونه – تماما المدير الذي أحب " .
في أثناء ذلك قال الرئيس لنائبه :
" كيف سار العرض الأخير مع الشركاء ؟ تأكد من أن الأرقام ستظهر صحيحة , أليس كذلك ؟ نحن لا نريد تشويشهم وإقلاقهم " .
بينما غادر الاثنان مكتب الرئيس قال ضابط الأمن للنائب :
" أما زلت تريد العثور على ضميرك ؟ لم أكن أعلم بقيمة الضمير هنا إلا في هذه اللحظة " .
قال النائب :
" نعم , أكثر من أي وقت مضى , هل لديك أي مقترحات ؟ " .
" لكي نجد ضميرك ... أجاب ضابط الأمن , عليك أن تتذكر متى استخدمته آخر مرة . لماذا لا نرسل مذكرة داخلية ونسأل فيما إذا رأى أحد ما ضميرك مؤخرا وهو قيد العمل " .
أجاب نائب الرئيس :
" آه , أنا لا أريد أن أعترف لكل واحد بأنني لا أملك ضميرا " .
" لماذا لا ؟ " سأل ضابط الأمن " حتى الرئيس نفسه لم يكن يعرف أن لك ضميرا " .
وزع ضابط الأمن مذكرة داخلية يسأل فيها عن الضمير المفقود لنائب المدير. لم تكن هناك استجابة واحدة في اليوم الأول من توزيع المذكرة . شعر النائب باليأس , أخيرا تقدم موظف واحد وذلك في اليوم الثاني من توزيع المذكرة , الذي قال بأنه شاهد ضمير نائب الرئيس في العمل : " لقد تضررت سيارتي السنة الماضية في موقف السيارات وقد بذل المدير مجهودا كبيرا لتتبع أثري وإخباري عما حصل ,إن لم يكن تفعل ذلك لما عرفت من الذي أحدث الضرر بسيارتي " .
بعد أن غادر الرجل , قال ضابط الأمن :
" هذا شيء رائع , الصدق بداية جيدة لأبدأ منها خطة عمل استرداد الضمير " .
استعاد أخيرا نائب الرئيس ضميره وشكر ضابط الأمن على جهوده ولكنه قبل أن يغادر علق قائلا :
" لا أظن أن الرئيس بعد الآن سيكون مسرورا بعروضي , وخصوصا بعد أن استرجعت ضميري , فإنني لن أشوه الأرقام وأزورها عندما لا تبدو مطمئنة لهذا الفصل , ولن يشعر المالكون والمساهمون في الشركة بالراحة " .
( القادة العظام يشبهون أفضل قادة الفرق الموسيقية , إنهم يذهبون إلى ما وراء النوتة الموسيقية للوصول إلى أروع ما لدى العازفين )
بيلين لي
المفضلات