على الرغم من حاجته الدائمة لها ، يبدأ الطفل نوعا ما بالاستقلال عن أمه في الشهر السادس تقريبا من عمره ، وفي هذه المرحلة قد يتبنى إحدى العادات كمص الإصبع ، اللعب بالشعر ، أو حمل لعبة طرية أو حرام ناعم في أي وقت وأي مكان .
وهناك بعض الأطفال ممن يجدون راحتهم في ممارسة حركات منتظمة كالاهتزاز نحو الخلف والأمام .
إن العادات التي يمكن أن تحقق الاسترخاء والهدوء للأطفال هي جزء طبيعي من تطورهم ونموهم وحاجتهم إلى الشعور بالطمأنينة والأمان .
والواقع أن مثل تلك العادات قد تكون مفيدة بالنسبة للأطفال الذين يشعرون بانزعاج وتوتر في أغلب الأوقات لأن هذه الوسائل تساعدهم على مواجهة مخاوفهم والتغلب عليها ، ولهذا على الأهل أن يتفهموا هذا الأمر بشكل جدي لأن ممارسة الطفل لأي عادة من تلك العادات يحتاج إلى المعرفة والصبر ليساعدوه على التخلي عنها فيما بعد .
بشكل عام ، معظم العادات التي يمارسها الأطفال ليست خطيرة ، لكنها بشكل أو آخر قد تؤثر سلبيا على نمو وتطور الطفل إذا تمسك بها بشدة .
فعلى سبيل المثال ، الطفل الذي يمص إصبعه لا يستطيع أن يستخدم كلتا يديه لاكتشاف الأشياء المحيطة به .
وهناك أطفال يأخذون معهم زجاجة الحليب إلى السرير ما قد يعرضهم لخطر الاختناق إن كانت ممتلئة ، والحقيقة أن الأمهات اللاتي يتطور لدى أطفالهن مثل هذا النوع من العادات يكن في وضع صعب لا يحسدن عليه لأن الطفل الذي اعتاد أخذ زجاجة الحليب معه إلى السرير سيرفض أن ينام من دونها .
بالنسبة لعادة مص الإصبع ، فهي على الأرجح لا تؤذي أسنان الطفل حتى بزوغ تلك المؤقتة في عمر ستة أو سبعة أشهر .
على كل حال إن كانت الأم قلقة حول هذا الأمر بإمكانها أن تجعل الطبيب يشرح المخاطر لطفلها عندما يكون في عمر مناسب لأن تأثير الطبيب وباعتباره شخصا غريبا سيكون أكثر فاعلية من تأثير الأبوين .
في حالات نادرة ، هناك بعض الأطفال يطرقون رأسهم بعربتهم أو بحائط قريب ، وهؤلاء يكونون عرضة لخطر حقيقي لأن مثل تلك التصرفات قد تلحق بهم ضررا جديا بالدماغ ، ولذلك يجب استشارة الطبيب وطلب النصيحة منه للتصرف بحكمة في مثل تلك الأوضاع .
التخلي عن العادة :
عندما تزداد ثقة الطفل بنفسه أكثر فأكثر ، ستصبح ممارسته لأي عادة لديه أقل ، لكنه قد يلجأ إليها أحيانا عند إحساسه بالتعب أو الملل أو الانزعاج .
لكن مع مرور الوقت ، وعندما يبدأ الأطفال في الدخول إلى المدرسة ، فعلى الأرجح أنهم سيتخلون عن هذه العادات في هذه المرحلة ، إلا أن تلك السلوكيات قد تبقى لتعود للظهور عندما يكون الطفل في وضع متوتر أو قلق ، ومع ذلك ليس هناك ما يدعو للقلق ، المهم في الأمر هو أن يبحث الأهل في المشكلة التي تزعج ابنهم ، وأن يحاولوا إعادة الشعور بالطمأنينة والأمان إليه .
بغض النظر عن العادة التي يمارسها الطفل فهي في مجملها شكل طبيعي من أشكال بحثه عن التسلية والاسترخاء ، وهو بالطبع لا يستطيع أن يدرك لماذا هي غير مرغوبة بالنسبة لأهله الذين يتوجب عليهم أن يشرحوا له مساوئ العادة التي يقوم بها ، وأنه بدونها سيكون أكثر جمالا ، وستكون نظرة الآخرين إليه أكثر إيجابية .
سبل مساعدة الطفل :
- من الناحية الجسدية ، يصبح مص الإصبع مشكلة حقيقية عندما يبلغ الطفل ستة أشهر من عمره تقريبا ، وتبدأ أسنانه المؤقتة في البزوغ .
- يجب أن تقوي كل أم ثقة طفلها بنفسه ، وألا تستخدم كلمات سلبية قد يكون لها انعكاس سلبي يزيد المشكلة سوءا .
- يمكن أن تخبر الأم صديقاتها أمام طفلها من أجل تشجيعه بأنها سعيدة بالإنجاز الذي يقوم به صغيرها محاولا التخفيف من ممارسته للعادة التي لديه .
في النهاية ، على الأم أن تتذكر جيدا أن لدى معظم الأشخاص عادة ما من العادات ، ولذلك عليها ألا تتعامل بقسوة مع طفلها لأن الأمر لا يحتاج إلا لشيء من الصبر والهدوء .
المفضلات