لا تستغربوا عنواني ابدا ، انه فعلا رفيق الدرب ، وقد شاءت الاقدار ان تجمعنا تحت سقف واحد ، تظللنا سماء المحبة والإخاء ، كنت ايها الراحل العزيز مثالا للاحترام والتقدير ، وذلك لأنك فرضت احترامك على الناس وعلينا فبادلناك ذلك الاحترام ، وما لبثت السنون وهي تمر مر السحاب ، تطوي صفحات مضت ولن تعود ، كل يوم ينشق فجره ينادي :" يا ابن ادم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني فاني لا اعود الى يوم القيامة " نعم ايامنا لن تعود وعلينا اغتنام فرص الخير التي تتاح لنا ونحن نرفل في ثياب العافية والصحة ، طوى الزمن صفحات حبيبنا الراحل ، وتقاربت ايام رحيله ونحن ننظر بمقياس ابن ادم ، ذلك المقياس ذو النظرة المحدودة والأمد القصير ، كنا نمني انفسنا انها ايام مرض عابرة وتعود بسمتنا الينا من جديد ، ولم نكن نعلم – فعلمنا قاصر دوما – انه :" فوق كل ذي علم عليم " ، لم نكن نعلم انها الاقدار المحتومة والآجال المقدرة والمكتوبة علينا جميعا ستختار راحلنا الكبير ، الكبير بأخلاقه وتواضعه واحترامه للجميع ، وما هي إلا ايام معدودة مضت وتفاجئنا الاقدار بخبر كان كالصاعقة على اذاننا ، تبلدت من خلاله احاسيسنا وتجمد الريق في حلوقنا ، شخصت ابصارنا نحو الخير القادم من بعيد ينعى الفقيد الغالي علينا ، رحل رفيق دربنا : سالم بن صالح العريمي – ابوصالح – ولا شك بأننا جميعا راحلون ، فنحن نعيش في دنيا فانية وزائلة الى الابد ، وهي مزرعة للآخرة فطوبى لمن زرع فيها زرعا طيبا يجني ثماره في اخرته .سيبقى يوم رحيلكم تاريخا خالدا تتذكره الاجيال المتعاقبة عاما بعد عام ، ويتذكره زملاؤك في العمل ، فيوم رحيلك هو نقش في ذاكرة التاريخ ، انه يصادف يوم المعلم : 24 من فبراير من كل عام ، وأنت تعلم المعزة الكبيرة للمعلم في نفوس من يعشقه من الاجيال فقد كنت معلما مخلصا لأبناء الوطن الغالي ، ستبقى ايها الراحل عزيزا على قلوبنا وستظل الوسائل التعليمية دوما تبحث عنك وتفتش في غياهب الزمن ولكنها لن تظفر بوجودك بيننا ، وداعا ايها الراحل العزيز يا من تركت كرسيك سهما قاتلا تصوبه الاقدار نحو صدورنا وقلوبنا كل يوم ، اصبح مكتبك شبحا تفر منه نفوسنا وجوارحنا بعد ان كان ملاذا لنا للاحتماء به عندما كنا نستشيرك في كل شاردة وواردة تتعلق بأمور الوسائل التعليمية .ابوصالح ...لقد اظلم قسم تقنيات التعليم حزنا عليك وشوقا لك فبسمتك وفكاهيتك التي كنت انتظرها كل يوم وأنت تنسل ضاحكا الى مكتبي تلقي تحية الصباح التي تعودتها منك طيلة الاربع عشر عاما التي جمعتنا معا على محبة الله اولا وعلى الاخلاص في العمل ، ولم نرى فيها منك إلا كل خير ، وعندما كنت تغيب عنا يوما حتى ولو كنت في زيارة مدرسية لم نتحمل فراقك ، فكيف سنتحمل غيابك الابدي ؟!! يا من واراك التراب عنا لن تواري سنين عمرك وجودك بيننا ، لن تواري سيرتك الحسنة ودماثة خلقك التي تعودنا عليها طيلة فترة وجودك بيننا ، آآآه وألف آآآه يا دنيا الاقدار ، والحمد لله على كل حال .ايها الراحل الباقي بيننا .. في معاملاتي اليومية وأنا بينكم كنت اطلب من زميلك ورفيق دربك الاستاذ عزان عندما يحضر لي كشوفا غير موقعة منكم قائلا له :" خلي ابوصالح يوقع وبعدين رجعها لي اوقعها " ماذا سأقول له الان ! وقد اظناه واظناني الشوق الكبير لك ولبسماتك البريئة التي لم تحمل نفاقا ولا غلا ولا حسدا يوما من الايام ؟! ماذا سأقول له الان ؟! اشطب اسم سالم صالح من الكشوف نهائيا فلم يعد له توقيع بعد الان ؟ وإذا عزمت على قول ذلك على مضض فكيف سأقولها وكيف سيتقبلها رفيق دربك الحزين المنكسر ؟! عاشرناك اخا عزيزا لم نرى منك إلا خيرا في اخلاصك في العمل وجهدك واجتهادك دوما ، رافقناك عزيزا شهما كريما متواضعا ، تعمل في صمت عجيب ودونما ضجيج ، لا تسعى لشهرة ولا لطلب التكريم وإنما طلبك دوما رضاء الله والإخلاص له . واليوم نحن نفترق – وهذه سنة الله وقدره في الكون – وليس في قلوبنا لك إلا المحبة والتقدير وألسنتنا تلهج بالدعاء الصالح لك في كل يوم ، وحتى وان نسيناك – وحاشا لله ان ينسى العزيز عزيزا عليه – فستذكرنا جغرافية المكان وخصف نعلك وخطواتك وبسماتك وكل شيء جميل رأيناه منك .اللهم ارحم عزيزا علينا فارقنا ونحن له مخلصون بالدعاء ، اللهم تقبله عندك في جنات النعيم وأسبغ عليه واسع رحماتك في جنات الخلد ، اللهم نور عليه قبره وانسه في وحشته ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة يارب العالمين ، اللهم بيض وجهة يوم تبيض الوجوه واسقه شربة من حوض نبيك العظيم لا يظمأ بعدها ابدا .وداعا يارفيق الدرب وسيظل الحزن يملأ قلوبنا على فراقك ولكننا لن نقول إلا كما قال ربنا جل شانه وامتثالا لسنة نبينا الكريم ومن بعده صحابته الميامين :" انا لله وانا اليه راجعون "


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..