24. وسئل فضيلة
الشيخ:
عن قول الإنسان أنا حرّ ؟
فأجاب
بقوله:
إذا قال ذلك رجل حر وأراد أنه حر من رق العبودية لله – عز وجل
–
فقد أساء في فهم العبودية ، ولم يعرف معنى الحرية
لأن العبودية
لغير الله هي الرق ، أما عبودية المرء لربه – عز وجل – فهي الحرية
فإنه إن
لم يذل لله ذل لغير الله
فيكون هنا خادعاً نفسه إذا قال: إنه حر يعني إنه
متجرد من طاعة الله ، ولن يقوم بها
25. سئل فضيلة الشيخ:
عن قول العاصي عند الإنكار عليه (أنا حر في تصرفاتي) ؟
فأجاب بقوله:
هذا خطأ ، نقول : لست حراً في
معصية الله
بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية
الله
إلى رق الشيطان والهوى
38. سئل فضيلة الشيخ :
عن قول العامة ( تباركت علينا؟) (
زارتنا البركة ؟)
فأجاب قائلا :
قول العامة
(تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله – عز وجل –
وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك
والبركة يصح إضافتها إلى
الإنسان
قال أسيد بن حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع
منها قال :
" ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر "
وطلب البركة لا
يخلو من أمرين :
الأمر الأول :
أن يكون
طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم
قال الله – تعالى - : ( وهذا
كتاب أنزلناه مباركاً )
فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح ،
فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك
ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات
وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت
الأمر
الثاني:
أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم ، مثل العلم
فهذا
الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير
قال أسيد ابن حبير (ما هذه بأول
بركتكم يا آل أبي بكر)
فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير
ما لا يجريه على يد الآخر
وهناك بركات موهومة باطلة
مثل ما يزعمه الدجالون
أن فلاناً الميت الذي يزعمون أنه ولي
أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك
فهذه بركة باطلة لا أثر لها ، وقد يكون
للشيطان أثر في هذا الأمر
لكنها لا تعدو أن تكون آثاراً حسية بحيث أن
الشيطان يخدم هذا الشيخ
فيكون في ذلك فتنة
أما
كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة ؟
فيعرف ذلك بحال
الشخص
فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن
البدع
فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل لغيره
أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة ، أو يدعو إلى باطل
فإن بركته
موهومة ، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله
41. وسئل
:
عن حكم قولهم : تدخل القدر ؟ وتدخلت عناية الله ؟
فأجاب قائلا:
قولهم (تدخل القدر) لا تصلح
لأنها
تعني أن القدر اعتدى بالتدخل وأنه كالمتطفل على الأمر
مع أنه أي القدر هو
الأصل فكيف يقال تدخل ؟
والأصح أن يقال : ولكن نزل القضاء والقدر أو غلب
القدر أو نحو ذلك
ومثل ذلك ( تدخلت عناية الله )الأولى إبدالها بكلمة حصلت
عناية الله ، أو اقتضت عناية الله
46. وسئل
أيضاً:
عن حكم ما درج على ألسنة بعض الناس من قولهم (حرام عليك أن
تفعل كذا وكذا)؟
فأجاب بقوله:
هذا الذي
وصفه بالتحريم إما أن يكون ما حرم الله
كما لو قالوا حرام أن يعتدي الرجل
على أخيه وما أشبه ذلك
فإن وصف هذا الشيء بالحرام صحيح مطابق لما جاء به
الشرع
وأما إذا كان الشيء غير محرم
فإنه لا يجوز أن يوصف بالتحريم
ولو لفظاً
لأن ذلك قد يوهم تحريم ما أحل الله عز وجل
أو يوهم الحجر
على الله عز وجل في قضاءه وقدره بحيث يقصدون بالتحريم التحريم القدري
لأن
التحريم يكون قدريا ويكون شرعيا
فيما يتعلق بفعل الله عز وجل فإنه يكون
تحريماً قدرياً
وما يتعلق بشرعه فإنه يكون تحريما شرعيا
وعلى هذا
فينهى هؤلاء عن إطلاق مثل هذه الكلمة ولو كانوا لا يريدون بها التحريم الشرعي
لأن التحريم القدري ليس إليهم أيضا
بل هو إلى الله عز وجل هو الذي
يفعل ما يشاء فيحدث ما شاء أن يحدث ويمنع ما شاء أن يمنعه
فالمهم أن الذي
أرى أنه يتنزهون عن هذه الكلمة
وأن يبتعدوا عنها وإن كان قصدهم في ذلك شيء
صحيحاً . والله الموفق
49. سئل فضيلة الشيخ
:
هل يجوز أن يقول الإنسان للمفتي ما حكم الإسلام في كذا وكذا ؟
أو ما رأي الإسلام ؟
فأجاب بقوله :
لا ينبغي أن يقال (ما حكم الإسلام في كذا ) أو ( ما رأي الإسلام في
كذا )
فإنه قد يخطئ فلا يكون ما قاله حكم الإسلام
لكن لو كان الحكم
نصاً صريحاً فلا بأس مثل أن يقول : ما حكم الإسلام في أكل الميتة؟
فنقول :
حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام
51. سئل فضيلة الشيخ :
عن قول بعض الناس:
وخسرت في
الحج كذا ، وخسرت في العمرة كذا ، وخسرت في الجهاد كذا ، وكذا؟
فأجاب قائلا:
هذه العبارات غير صحيحة
لأن ما بذل
في طاعة الله ليس بخسارة ، بل هو الربح الحقيقي
وإنما الخسارة ما صرف في
معصية ، أو في ما لا فائدة فيه
وأما ما فيه فائدة دنيوية أو دينية فإنه ليس
بخسارة
53.وسئل فضيلته:
يستخدم بضع الناس
عبارة (راعني) ويقصدون بها انظرني
فما صحة هذه الكلمة ؟
فأجاب قائلا:
الذي أعرف أن كلمة : (راعني ) يعني من
المراعات أي أنزل لنا في السعر مثلاً
وأنظر إلى ما أريد ، ووافقني عليه ،
وما أشبه ذلك ، وهذه لا شئ فيها
وأما قول الله – تعالى - : ( يا أيها الذين
آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )
فهذا كان اليهود يقولون (راعنا)، من
الرعونة
فينادون بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون الدعاء عليه
فلهذا قال الله لهم : (وقولوا انظرنا )
وأما (راعني ) ، ليست مثل
(راعنا) ، لأن راعنا منصوبة بالألف وليست بالياء
يتبع\\
المفضلات