المعلم هو قطب الرحى في البرنامج التعليمي، لذلك فنحن بحاجة إلى معلمين أكفاء على جميع المستويات... فالمعلم الذي يكون متمكنا من مادته لا يماريه فيها أحد، دائم البحث، يقدم لطلبته الجديد دائما هو معلم محبوب مقبول عندهم.
وعلى المستوى التواصلي يعتمد المعلم على منهج يسمح له بالتقرب أكثر من الطلبة والإحساس بهم وفتح المجال لهم من أجل المشاركة في بناء العملية التعليمية؛ فالطريقة التلقينية الصِرْفَة لم تعد تُجدي نفعاً ولابُدّ من مزجها بطرق حديثة، كي يشعر الطالب بمتابعة معلمه لحركة التطور الخارجي.
و المنهج الذي أقصده هنا هو المنهج التشاركي الذي يعتمد على جهد المعلم والمتعلم في بناء العملية التعليمية، و هنا يستطيع المعلم أن يكسر حاجز الخوف وعدم التواصل بينه و بين الطالب.
نحن في حاجة إلى مواطن صالح، يدركُ قيم المواطنة و حقوق الإنسان ليساهم في إصلاح المجتمع و النهوض به. ولكن من أين يستقي هذه القيم ؟
إنّما تُعَلَّمُ هذه القيم في المدرسة، إذ هي الوسيلة الفعالة و الأبرز لتمريرها، و لا يمكننا الحديث عن المدرسة دون الحديث عن المعلم الذي يستطيع نقل هذه القيم والمساهمة في تطبيقها على أرض الواقع، ولا بد من توفر بعض المواصفات في هذا المعلم حتى يتمكن من نقلها بشكل سليم، من بينها :


  1. الإيمان بالقيم : فلا يمكن لشخص كيفما كانت شخصيته أن يمرر قِيمةً من القيم دون أن يؤمن بها، و إلا سيكون تصرفه يخالف قوله مما يسبب اضطرابا له و لمن يستمع إليه.
  2. القدوة: وأقصد هنا أننا نريد معلما قدوة، لا معلما يقول ما لا يفعل، فالمعلم الذي يدعو الطلبة إلى قيم العدل و المساواة و هو لا يحقق العدل و المساواة بين الطلبة لا يمكن أن يمرر هذه القيمة، لأن ما نمرره بالأعمال هو ما يبقى و أما الدروس النظرية فهي إلى زوال.
  3. الحوار و التواصل: فالمعلم الذي يستطيع أن ينقل هذه القيم لا بد أن يكون منهجه الحوار و التسامح مما يسمح له بالتواصل مع الطلبة، و إشراكهم في المجال التعليمي حتى لا ينظر إليه بعين التسلط.


أما فيما يخص طرق تفعيل هذه القيم على أرض الواقع فهي كثيرة لا تعد و لا تحصى، و نذكر بعضها حتى لا يطول بنا المقام:


  1. المناهج الدراسية : تلعب دورا فعالا في تمرير القيم، فيجب اختيارها وفق مايساهم بشكل فعّال في نشر قيم الخير، و لا أقصد هنا أن تكون هناك مادة معينة تسمى " التربية للمواطنة و حقوق الإنسان" هي التي نمرر فيها هذه القيم فقط، بل أقصد تمرير هذه المواد انطلاقا من كل المواد الدراسية.
  2. التعليم الإلكتروني : و يمكننا تقسيمه إلى شقين :
    • استعمال الأجهزة و التقنيات الإلكترونية الحديثة في تقديم الدروس داخل الصف الدراسي، مما يعتبر متابعة جيدة من المعلم للتطور التكنولوجي.
    • فتح قنوات تواصل عن طريق المواقع الإلكترونية الخاصة بالمواطنة و حقوق الإنسان، و كذلك فتح صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت حديث الساعة من أجل تمرير هذه القيم و التعريف بثقافة الوطن وزرع حبه في نفوس الطلبة.


  3. الألعاب : و خصوصا إذا كان الطلبة صغارا، فيستطيع المعلم أن يمرر كثيرا من هذه القيم عن طريق الألعاب، ففي الألعاب متعة للطالب و استراحة من جهد الدراسة و الملل الذي يصيبه منها في بعض الأحيان. وهناك لعب كثيرة تساهم في نشر قيم الخير كالتعاون و التسامح، حري بنا أن نستغلها أحسن استغلال.
  4. الرسوم المتحركة : و هذه الطريقة تصلح لفئات عمرية محدودة، غير أنها فعالة لأنها قادرة على تمرير الكثير من القيم.
    و مشكلتنا اليوم أننا نستهلك و لا ننتج فنعتمد على رسوم متحركة تمرر قيم الشر والحقد والفساد والعنف لأبنائنا دون أن نلتفت إلى ما تلعبه تلك البرامج من دور في تكوين الإطار العام لشخصياتهم، والواقع يشهد أنه ما من طفلٍ إلا و يتابع هذه الرسوم المتحركة اليوم، ينبغي علينا إذن أن نُعِيرَ هذا المجال اهتماماً كبيراً لأنه سيساهم بلا شك في غرس الكثير من القيم التي نحتاجها بشدة.
  5. الملصقات الحائطية : سواءٌ كانت هذه الملصقات داخل المدرسة أو خارجها فهي تطرحُ قيما كثيرة، فعلينا أن نراعي فيها نبذ قيم الشر والعنف، ونشر قيم الحب والخير والمواطنة والسلام.




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..