هاطلةٌ تلك المدائن النابضة ..
بلا سحائبَ سوداء ..
بلا رعودٍ أو بروق..
تُنبتُ بعمقي براعماً زاهية ..
تُحيطني بقطرات دافئةٍ من السكون ..
فأتنفسها نقاءً وأرتشفها وداً ..
وأعوم هائمة في محيطها بفكرٍ مطمئن ..
تمتدُ يدا حانيةً..
تعانقُ الصفاءَ في اللحظةِ الموقوتة ..
فتثيرُ السؤالَ من عمقٍ سحيقٍ :

ترى هل حدث وأن اكتملتْ أهازيجُ السعادةِ يوماً ؟!

مع كلّ قطرةٍ كانت الأغنيةُ تزدادُ طرباً
والجمالُ يزيّنُ جبينَها المترنم ..
ضياءُ الشروقِ الأصفر..
صفاءُ الغروبِ الأحمر ..
لمعانُ النّجم الفضي ..
نورُ القمرِ ..
زرقةُ البحرِ ..
رائحةُ الورد ِ..
برودةُ النسيمِ ..
طعمُ الشاي المزعفرِ ..
كلها التقتِ اليومَ هنا في قبضة يدي.. ُأُمسِك عالماً يود أن يتناثرَ من بين أصابعي ..
ولكني أراهُ كالطفلِ الوديع..
أهدهدهُ بتأنٍ ..
أخشى أن يبدأ بكاءهُ ..
سأدعهُ ينطقُ على مهلٍ ..
وسأزرعُ في قلبهِ قاموساً جديداً ..
لا يذكرُ آخرَ مرةٍ نطقَ فيها : "مَطَرْ"
ياااااه .. وقعها عميقُ ..
ليسَ على أرضهِ فحسبْ ..
وإنما على كل خليةٍ تُكَونهُ ..
أحدّثُهُ أنّ الصباحَ تغريد..
وأنّ المساءَ لحنُ..
وما بينهما شِعرٌ ساحرُ القافيةِ ..
فينامُ والسرورُ ملءُ جفنيهِ..
والإبتسامةُ عنوان شفتيهِ..
فلا أملكُ إلا أن أتوقفَ ..
كي لا يستيقظَ من حُلمه الأبيض ..
يتراقصُ فيه مطرُ السعادة..
وتوْرقُ أزاهيرُ الأنس..
نَمْ يا صغيري..
ودعِ القلمَ يَحلُم ..

كُتِبَتْ في لحظةٍ باسمةٍ ،،


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..