80 % 20 هي نظرية " باريتو " الإقتصادية , ولا يخلو تطبيقها أيضا في المجال الإداري . مفادها أن 80% من النتائج يمكن أن تتحقق بجهد 20 % , وكذلك 20 % من النتائج يمكن أن تتحقق بجهد 80 % وهكذا ....الذي يهمنا هنا الجانب الإداري في التطبيق خاصة في المؤسسة التربوية من حيث الأداء والإنجاز وبذل الجهد والعطاء والتخطيط والعمل المنظم والمركز وحتى أيضا في التكريم أو توزيع الحوافزوالجوائز على الموظفين والعاملين , فمثلا الموظف مهما كان مسماه الوظيفي إذا بذل الجهد بمقدار 80 % قد يكون إنجازه 20 % فقط , لأن جهده غير منظم أو ربما بيئة العمل غير لائقة وغير مناسبة أو ربما الموظف لا يجد البيئة الإدارية السليمة التي تعينه على الأداء المنظم فكان عمله في ظل العشوائية والفوضى وفي ظل إدارة تسلطية همها معاقبة الموظف وتصيد الأخطاء . وبالمقابل هناك من يعمل بجهد 20% ويكون إنجازه 80% عندما يجد البيئة السليمة والإدارة المتخصصة الواعية , وفي نظري الشخصي نحن بحاجة للإدارة المتخصصة والواعية والتي لا تبحث عن الموظف في سوق الخضار أو محلات البيع بالجملة . حاولت أن أسلط النظرية السابقة وأسقطها على المكرمين من القطاع التربوي بشكل عام على مستوى الوزارة , سواء كان فنيا أو إداريا , وسواء كان الأداء 80% أو 20% , وسواء كان الجهد 20 % أو 80% , وسواء كان الإنجاز 80 % أو 20 % وسواء كان العمل المنظم والمركز ( 80 % 20 ) فوجدت أن النتيجة واحدة وهي التكريم , لأن القضية كلها رؤية أو فكرة أو نظرية يتم الإنطلاق منها , وعلى ضوء ذلك لا يمكن أن تكون آلية الاختيار ثابتة في ظل النظرية لأن المدير المتسلط بنسبة (80 % ) يتم تكريمه لأنه يرى " الكم " أولا لا " الكيف " وهناك من يؤيده , والذي كان انجازه (20 % ) في نظر البعض أيضا تم تكريمه لأن هناك من وصى عليه , والمدير الذي يستند لآراء غيره في الرؤية والتنفيذ تم تكريمه لأنه يرى ذلك ا سلوب من أ ساليب الإدارة لجهله بالإدارة وعدم تخصصه بها ....وهكذا , دون التعميم طبعا . إذن لا توجد رؤية حقيقة للتكريم مهما تحدثوا عن الآلية , فهناك من يتم إخضاعه لتلك الآلية المزعومة وهناك من يكون خارجها في ظل التوازنات وفي ظل تدوير التكريم حسب الحصة المقدرة , وهناك من يكون تكريمه حسب القول الشائع ( من أجل عين ...تكرم ألف عين ) وهكذا ..... لكن هل تم تطبيق النظرية السابقة ( 80 % 20) في توزيع الجوائز "الحوافز" أيضا ؟ ربما , فلم تكن الفئات المكرمة ( حوافزها التشجيعية ) موحدة في ظل مؤسسة تربوية تدعو للعدالة والمساواة والحقوق , ولكنها في نظر البعض قد تكون رؤية أو خطة أو استراتيجية ونحن لا ندرك معناها أو مغزاها أو بعدها المستقبلي حتى لو كانت ارتجالية كالعادة وحتى لو كان آثارها سلبية على القطاع التربوي , المهم أنها جاءت من هناك . لكن هناك من سيدرك تلك الرؤية أو الفكرة أو البعد المستقبلي عندما يرى توحيد "خطاب الشكر" لجميع الفئات مع تفضيل البعض على البعض في الحوافز التشجيعية , هل كان الخطاب مجرد خطاب شكلي قد تم الإتفاق عليه دون أن تكون له أي دلالة في المعنى ؟ هل كان الخطاب خطاب مجاملة يصلح للجميع بغض النظر عن المسمى أو الخبرة والتفاوت في الإتقان والإنجاز ؟ هل الخطاب مجرد خطاب بغض النظر عن التمييز الحاصل بين الموظفين في التكريم ؟ هل الخطاب مجرد خطاب حتى لو كان الآداء في اتجاه آخر ؟ لا أريد هنا أن أقلل من الجهد أو الخطاب , ولا أريد أن أقول أن هناك مشكلة في عمق المؤسسة التربوية , ولا أريد أن أقول أن هناك تخبط , فربما التخبط عندي والمشكلة كذلك , ولا أريد أن أقول أن هناك عشوائيه , فربما العشوائية عندي , ولا أريد أن أقول كل ذلك بسبب سوء الإدارة فربما ذلك إجحاف , قد تكون المشكلة في تطبيق النظرية ( 80 % 20 ) و قد تكون المشكلة في " باريتو " وقد تكون المشكلة في أسماء أخرى هنا أو هناك , لكن الذي يهمنا جميعا ألا تكون المشكلة في فكر المؤسسة التربوية الأم وفكر القائمين عليها .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..