بين أسوار (الجامعة الإسلامية العالمية) بماليزيا علقت هناك مع العالقين , علقت بسبب الأمطار الغزيرة التي داهمتنا جميعا فجأة بدون سابق إنذار و لم أتمكن من رؤية أي شيء سوى ضوء البرق في السماء , وكنت أخشى من استمرار تلك الأمطار لوقت متأخرفذلك قد يؤثر على حركتي وحركة المواصلات , والذي يزيد الخوف أكثر صوت الرعد وضوء البرق الخاطف , فتكاد السماء أن تنشق والأرض كذلك , لكن أحيانا كان يختلط صوت الرعد مع صوت القطار الذي لا يبالي بالأمطار مهما كانت قوتها أو غزارتها فيحدث بعض الأصوات الغربية بين الحين والآخر, فأحيانا صوته كعواء الذئب وأحيانا كفحيح الأفعى , وتلك الأصوات هي التي تجعلني أشعر بالأمان وأن الحياة مازالت مستمرة في الطرف الآخر مهما كان صوت الرعد وضوءالبرق ومهما كانت غزارة الأمطاروقوتها , تلك الأمطار التي نطلق عليها نحن هنا ( الخريف ) , ذلك الخريف الذي أصبح له خصوصية على كل المستويات , فأصبح يطلق على بعض المحلات التجارية هنا اسم ( الخريف ) وبعض المواد الاستهلاكية أيضا , والآن المؤسسة التربوية نافست تلك المؤسسات التجارية والمواد الاستهلاكية لتطلق على إحدى مدارسها الجديدة اسم ( مدرسة الخريف1-5) ولا أدري إن كانت هناك حقوق ملكية أم لا ؟ ولا أدري إن كانت هناك علامة تجارية أم لا ؟ ولا أدري إن كنا عجزنا عن إيجاد مسمى آخر أم لا ؟ ولكن لو تم الأخذ بمشورتي لسميت المدرسة ( 23مارس ) أسوة ( 23يوليو ) للدلالات التي ستظل راسخة في الأجيال الحالية والقادمة , و من الواضح أن هناك من ينظر لأسماء المدارس نظرة صماءخاصة في الوقت الراهن وبعد ما أصبحت المناهج صماء أيضا وكأن المنهجية واحدة والفكرة كذلك وهي تجريد الأجيال من أي دلالات مقصودة . هناك من سيقول ما معنى" مدرسة حدبين " أو "مدرسة مدينة الحق" أو " مدرسة طيطام " أو " مدرسة رخيوت" هل هناك أي دلالة للاسم ؟ وهل تلك المدارس تختلف دلالاتها عن " مدرسةالخريف " مثلا ؟ لا شك أن تلك المدارس لها دلالات مكانية والخريف له دلاله اسميه وكل ذلك يختلف عن الدلالات التربوية أو التاريخية أو الفكرية والثقافية من حيث المسمى الدال عليها فمثلا " مدرسة السلطان قابوس " أو " مدرسة فاطمة الزهراء " أو " مدرسة خديجة بنت خويلد " أو " حطين" أو " مدرسة أسامة بن زيد " أو " مدرسة أنس بن مالك " أو" مدرسة ابن خلدون " وهكذا , اليس هناك أي فرق في الدلالة أو المعنى ؟لا شك , فربط الأجيال بالتاريخ والبطولات واسماء القادة والعلماء والحكام والمفكرين وعراقة الماضي هي من ضمن أهداف المؤسسة التربوية والذي ينبغي أن يقوم الفكر التربوي على تأصيلها , لكن إن بعدنا عن الأهداف السليمة ستكون اليوم " مدرسة الخريف " وغدا" مدرسة بن صولع " ومن ثم " مدرسة الحوجري " ومدرسة " نسر سمحان " أ و" مدرسة النسر الأصلع " ومدرسة " محمية النمورو الطيور " أو" مدرسة الخيران " وهكذا ....لنحقق أهداف جهات أخرى تسعى للنيل من التاريخ والتراث والرموز القيادية والفكرية والثقافية تحت مظلة التربية والتعليم الواسعة والقادرة على احتواء الجميع , فنعم تلك التربية ونعم ذلك التعليم .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات