[IMG]file:///C:/Users/TOSHIBA/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]المقدمة
بلغ من حب الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه لها وللعنكبوت لقسمه أن قارئها من أهل الجنّة ثم قال: لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتب الله علي في يميني إثماً ، وإن لهاتين السورتين من الله مكانا؛هذا وقد كان يوصي بقراءتهما ليلة ال23 من رمضان.


[IMG]file:///C:/Users/TOSHIBA/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG] التأمل

لأنها مكية فناسب محتوى هذه السورة أن يكون درسا عاما للتوحيد ، هذه الآية وفيها إشارة واحدة ووعدان محققان هزيمة الفرس أما الروم في جولة ستكون بعد بضع سنيين والوعد الثاني نصر المؤمنين وسنتأملهما في موضعهما ، ووعد الله تعالى ولكن لماذا هذا الوعد بل ما أهمية انتصار الروم لنا ؟ هنا تتجلى العلاقات الروحية بالمصالح ويظهر القياس المبنى على مقاييس قاصرة مع الوعد المحقق .
أ‌- قياس الكفار : وقعت موقعةٌ عظيمةٌ بين الفرس والروم، وانتهت هذه الموقعة بغلبة الفُرس على الروم، وقد استولى الفرس على دمشق وعلى بيت المقدس، خلفيَّة هذه الآية أو مناسبتها، أنه جرى نقاشٌ بين كفَّار مكَّة وبين المؤمنين حول الإيمان، وحول الكفر، وحول وجود الله عزَّ وجل، وما إلى ذلك، فحينما غلب هؤلاء الفرس الروم، والفرس وثنيُّون ككفَّار مكة، والروم يؤمنون بكتابٍ سماوي، فكان هذا حُجَّةً لهم على أنَّهم لو كانوا على حق لانتصروا.
ب‌- الوعد المحقق : سنتأمله في قادم الآيات ولكن هنا لطيفة جلية بها أخذ الأمر مراهنة الخليفة الراشد أبوبكر الصديق رضي الله عنه لأبي بن خلف الجمحي لما قال له: يزعم صاحبك أن الروم سوف تغلب في بضع سنين، فناحبهم أي راهنهم على خمس سنين ثم زادوا المدة والرهان، ومعنى بضع سنين، أي من ثلاثة إلى تسعة، وفي السنة السابعة غلبت الرومُ الفرس وأخذ الصديق المناحبة من ورثته لأنه هلك مثخنا بجراحه في أحد . وهذا من إعجاز القرآن الإخباري ومن دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.وبتأمل أدنى الأرض نجد أن هنا اعجاز علمي أكده العلمُ حاليا في أن المنطقة التي وقعت فيها المعركة أقل نقطة منخفضة في الأرض .ويروي المفسرين أن أقرب أرض الشام إلى أرض فارس ، قال عكرمة : هي أذرعات وكسكر ،وقال مجاهد : أرض الجزيرة . وقال مقاتل : الأردن وفلسطين . ( وهم من بعد غلبهم أي : الروم من بعد غلبة فارس إياهم ،سيغلبون فارسا .
معلومة ذهبية : نصر المكروه لله على المحبوب لله أتى بتوقيت الله ، وحتى يجيد أهل الخير بتقواه ويقضته وبيقينه ليتم غلبهم على أهل الشر فإذا انتصر أهل الشر دلَّ على رسالة لأهل الخير ليتنبهوا فمثلا في أحد لم يتأتى النصر للمسلمين لمخالفتهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم فلو انتصروا لقالوا سمعنا أو عصينا نتصر ولم يتنبهوا لخطأهم ، وفي حنين لما قال سيدنا أبو بكر لن نغلب من قلة غلبوا لماذا؟ لينتبهوا أن الايمان أقوى عدد وعدة.
البياني
[IMG]file:///C:/Users/TOSHIBA/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]

1- الــــــــــــــــم : هناك حرفان حرف معنى ومبنى ، فسبحان من جعل نبيه الأمي يقرأ أ لام ميم هكذا ولم يقرأها ألم . ومن معاني الحروف المقطعة البيانية أن هنا تحدي للكفار ألا أعلموا أن القرآن الكريم الذي عجزتم عن الاتيان بمثله مكون من الحروف المعروفه ، ولذلك لا بد أن يأتي لفظ القرآن أو الكتاب أو الذكر بعدها إلا في خمسة مواضع لكن لما تتلو السورة كاملة ستجد في داخلها ذكراً للكتاب والقرآن أو الكتاب وحده أو القرآن وحده أو الذكر،إذن عندنا 29 موضعاً، 24 منها بهيئة معينة، الخمسة الباقية تكون محولة على الكثير تُفهم من خلال الكثير ي جميعاً في نهايتها كلام على القرآن فكأنها تأخذ الأول والآخر.

2- وعد : الوعد (في الغالب) يستخدم للمفاجأة الجميلة التي تنتظرنا بعكس الوعيد، وأعجبني قول الشاعر وهو ابن الفارض رحمه الله :
فإن وعدت لم يلحق القول فعلها = وإن أوعدت فالقول يسبقه الفعل

3- غَلَب : مصدر تستخدم للفاعل مرة وللمفعول مرة بإضافته لهما يعطي معنىً مختلف .فقولنا : غلب الأمير العدو تختلف عن قولنا غلب العدو من الأمير فالأولى أضيفت للفاعل فصار الغالب الأمير بينما الأمير مغلوب من العدو.
[IMG]file:///C:/Users/TOSHIBA/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG] 4- والغلب والغلبة لغتان
وجوه القراءات : ألـــــــــــــــــــــــم ، سكت أبوجعفر على ألف ولام والميم ، وهذا من باب السكت وللفائدة : ليعرف ما يجوز عليه السكت مما لا يجوز ، فالساكن الذي يجوز السكت عليه إما أن يكون بعده همزة فيسكت عليه لبيان الهمزة وتحقيقه ، أو لا يكون بعده همزة ، وإنما يسكت عليه لمعنى غير ذلك . وأما الذي يسكت عليه لغير قصد تحقيق الهمز فأصل مطرد وأربع كلمات ، فالأصل المطرد حروف الهجاء الواردة في فواتح السور نحو ( الم ، الر ،كهيعص ، طه ، طسم ، طس ، ص ، ن ) فقرأ أبو جعفر بالسكت على كل حرف منها ، ويلزم [ ص: 425 ] من سكته إظهار المدغم منها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها ليبين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال ، بل هي مفصولة ، وإن اتصل رسما وليست بمؤتلفة ، وفي كل واحد منها سر من أسرار الله تعالى الذي استأثر الله تعالى بعلمه .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..