قبل مدة اشتريتُ للعيد أثواباً جديدة ..
وعندما جاء العيد فتحت خزانتيلأرتديها ولكن عندما نظرتُ إليها كانت كلها تبدو قديمة !
وما عادت تغريني كما كانتفي المحل الذي اقتنيتها منه , رفضتُ أن ألبسها ولبست آخرى أقدم منها
!

وتصفيفة شعري التي عُقِدت بشريطة برتقالية كانت أكثر مللاً منها , فككتُ الشريطةوأسدلتهُ على كتفي ..ونظرتُ في المرآة فرأيته لا يزال مرتباً , فنكشته بيدي قليلاًوهمستُ لنفسي : هكذا يبدو أفضل ..


اخترتُ أرواجاً داكنة وكحلة غامقة لكن سرعان مامللتها فدعكتها بالمنديل وبقيت أثارها على وجهي فخرجتُ من الغرفة وكان البيت يضجبالعطور وكل شيء في مكانه المزهرية على الطاولة , أسماك الزينة في حوضها سبع سمكاتمع أني كنت أتوقع وفاة الرابعة الصغيرة لأني كرهتها عندما رفضت أن ألمسها يومأدخلتُ يدي البارحة في الحوض فقد كانت تختبئ وتفر مني عمداً ورأيتها بأم عيني وهيتدلق لسانها .. لتغيضني, وألعاب أخوتي الصغار لا تبدو مبعثرة في المكان كما فيالأيام العادية
, تأففتُ وعدتُ إلى الغرفةسريعاً وأغلقت الباب وبقيت هناك لمدة ..

نظرتُ إلى المكتبة ومررتُ سريعاًبأصبعي على رؤوس الكتب التي كانت مرتبة بشكل أبجدي , تأوهتُ وقلتُ في داخلي : لو تبعثرُ قليلاًوتنشحُ فوق الطاولة وتحتها , يمين المكتبة ويسارها وفي كل الغرفة وتمزق بعض أوراقها.
فتحتُ النافذة المطلة على الشارع كنت أشعر بالإختناق ورأيتُ السيارات تسيربتؤدة والتزام كما لو أنها فطرت على أن لا تقود إلا في المكان المخصص لها ولو أن يدي تطالها منهنا لمسحتُ الخطوط الصفراء والبيضاء وجعلته شارعاً واحداً للعائد والذاهب فماذايضر لو تصادمت ؟
وماذا يضر لو متنا معاً .. وقامت قيامتنا كلنا مرة واحدة أوليس أفضل لنابدل أن نحزن على فراق أحبتنا واحداً واحداً ونموت شيئاً فشيئاً .










*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..