مقدمة
تتعدد طرق التدريس الحديثة اليوم والتي ثبتت فاعليتها في العملية التعليمية، ولكن بالنظر إلى الواقع التربوي فهناك حاجة ماسة إلى إدخال طرق تربوية جديدة وتقليدية في آن واحد منها التدريس بالتراث ،حيث يعد استخدام التراث في التدريس هاماُ في مواد الدراسات الاجتماعية بشكل خاص؛ لكونه يحقق أهدافاً معرفيةً، ومهاريةً ،ووجدانيةً إلى جانب تحقيق قدر كبير من التكامل بين الأحداث التاريخية، وما يمثله ذلك من ربط لأحداث الماضي والحاضر في آن واحد.
فالتراث يمثل أمة بأكملها، وجوانبها الثقافية، والتاريخية، والفكرية، وينتقل بفكر الأمة، وعاداتها، وتقاليدها، وحكاياتها، وقصصها، وأنسابها، ومعتقداتها من جيل إلى جيل ،والفلكلور أو التراث الشعبي بمفهومه ما هو إلا صمام أمان لبقاء الأمم والشعوب. ودراسة التراث تزيد ميول التلاميذ نحو التعلم؛ هذا ما أثبتته دراساتٌ عديدةٌ تتمحور حول دور الأدب الشعبي والفلكلور عموماً في العملية التعليمية.
ونتيجة لما نعايشه اليوم من مستجدات عصر العلم والتكنولوجيا ، ومحاولتنا اللحاق بركب العصر؛ الأمر الذي يستدعى منا إعادة النظر للموازنة بين الجانب النظري والجانب العملي للمواد الدراسية ، وتحديد دور كل جانب من الجوانب ،ومتى يقدم ، وكيف يقدم، والربط بينهما . من هنا ظهرت الحاجة الماسة إلى تطبيق طرق تدريس حديثة.
من هذا المنطلق جاءت فكرتنا المتواضعة باستحداث طريقة جديدة في التدريس أطلقنا عليها اصطلاحا " طريقة التدريس بالتراث"؛ لتكون رفداً جديداً وتقليدياً في آن واحد يساهم في حراك العملية التعليمية، ويشكل محوراً هاماً في تدريس المواطنة بشتى أبعادها ومضامينها.أهداف الادريس بالتراث:
- تعميق الشعور بالهوية الوطنية .
- المحافظة على التراث العماني وتعريفه للطالبات .
- ربط الأصالة بالمعاصرة من خلال تطوير التراث الوطني .
- الاعتزاز بالإنسان العماني الذي استطاع مواجهة التحديات لبناء حضارة ساهمت في اثراء التراث الانساني .
- بناء جيل من الطالبات واعي بتراثه الوطني وما خلفه الأجداد من انتاج ثقافي .
- تهـيئة المنـاخ المـناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية المرتبطة بعناصر التراث الوطني .
- تنمية القراءة والاطلاع في مجال التراث الوطني .
- ربط الموضوع بالمناهج الدراسية المختلفة. فميدان التربية يتميز بسهولة انتشاره مما ييسر واستخدام مضامينه الأخلاقية التي تمثل مكونات الثقافة كالدين والتاريخ والآمال .
- مواكبة التطور والتغير الثقافي والاجتماعي ، فالتراث يمثل دافعا سلوكيا للتعايش مع المجتمع المحلي للطالب ويحدد اتجاهات المجتمع ويكون مصدر القيم وعامل هام من عوامل التنشئة الاجتماعية، مما يعطى محتواه أهمية تربوية.
- التعلم على أساس نشاط المتعلم وحيويته فهو يمثل خبرة تربوية متكاملة تساعد المتعلم على النمو المتكامل.
- تشجع على التعاون والعمل الجماعي.
- مراعاة الفروق الفردية ،ومراعاة ميول وقدرات التلاميذ وملاءمة طبيعة نمو المتعلم وملاءمة مطالب نمو المتعلم.
- تحقيق تكامل المعرفة.
- تحقيق الأهداف الوجدانية والنفس حركية والمعرفية.
- لمخرجات تعليمٍ أكثر دواماً وأقل عرضة للنسيان.
*دواعي تدريس التراث :
- على الرغم من أن تدريس التراث قائم ولكن بشكل غير مباشر من دون وجود طريقة معتمدة تربوياً بهذا المسمى تتطلب الأمر استحداث طريقة يتم اعتمادها تربوياً بهذا المسمى يكون لها ضوابطها ويمكن بالتالي تطبيقها على مختلف المناهج خاصة الدراسات الاجتماعية.
-حاجة الطلاب في هذه الفئة العمرية وهم على اعتاب مرحلة جامعية و تكوين أسرة مستقبلية إلى ترسيخ قيم وتراث مجتمعنا العماني والخليجي والعالمي.
-التجديد في التعليم والأنشطة المدرسية والبعد عن الروتين المدرسي.
- تشجيع الابداع وتنمية المواهب لدى الطالبات .
-تحقيق تواصل أقوى مع المجتمع المحلي وخاصة مع أمهات طالبات المدرسة ليكون سبب التواصل مشجعا على مزيدا من التواصل بين البيت والمدرسة خاصة اننا نعاني من عزوف الأسرة من التواصل مع المدرسة للتعرف على مستوى الطالبة التحصيلي بحجة ان الطالبة في فئة عمرية قادرة لتحديد مستقبلها التعليمي.
فعلى الرغم من اهتمام مناهج منطقة الخليج العربي عامة وسلطنة عمان خاصة واحتوائها على كم لا بأس به من مكنونات التراث خاصة مواد الدراسات الاجتماعية ؛ إلا أنه باتت الحاجة ماسة إلى إعادة النظر إليها في ظل وجود فجوة بين الأجيال المتعاقبة، وما تحمله العولمة والمعلوماتية والحداثة من قيم عالمية .تؤدي بشكل أو بآخر إلى ذوبان الهوية الوطنية المحلية والعربية والعالمية. من هذا المنطلق جاء هذا المشروع القائم على استحداث وسائل وطرق متعددة لجعل التراث جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية في مناهجنا .
-يركز التدريس بالتراث على جميع عناصر العملية التعليمية و على عدة جوانب مشتركة تشمل المنهج المدرسي ابتداء بمناهج مواد الدراسات الاجتماعية ومن ثم إمكانية تطبيقه على المواد الأخرى، واستحداثنا طريقة جديدة من طرق التدريس باتت اليوم مثار اهتمام في الحقل التربوي العالمي اسميناها اصطلاحاً " طريقة التدريس بالتراث" والتي جاءت من خلال تجربة سنوات التدريس الماضية والتي عملنا فيها بجهد لإيصال مضامين التراث لأبنائنا الطلاب. والتي نسعى لتعميمها في منطقتنا التعليمية، وسلطنة عمان في المستقبل من خلال مقترح نقدمه للجهات الرسمية. ومن خلاله يتم الاطلاع على المناهج الحالية وعمل تصور للدروس التي يمكن تطبيق طريقة التدريس عليها بالكيفية الملائمة. وتقديم نماذج لتحضير الدروس بهذه الطريقة المقترحة. مع تقديم كتيب داعم للمنهج مقترح متكامل من قبلنا يصور أوجه التراث التي يمكن تضمينها ويقف مسانداً للمنهج المدرسي.
كما أننا لا نغفل أن نقدم للمعلم ومعيناً يمكنه من التدريس بهذه الطريقة من خلال المشاغل التربوية والأكاديمية، والحصص النموذجية وحصص المشاهدة، والندوات، وعمل كتيب مبسط يشرح فكرة التدريس بهذه الطريقة . سواء في مواد الدراسات الاجتماعية أو المواد الأخرى مع تكوين فريق عمل من المواد الأخرى لتطبيق المشروع عليها.
ونظراً لما يمثله الطالب من كونه محور العملية التعليمية كان كل ذلك ينصب لمصلحته وغرس قيم ومفاهيم ومضامين التراث من خلال ربطه بالتراث الحي من خلال المنهج وطريقة تقديمه الملائمة له من جهة، والإذاعة المدرسية التي دأبنا فيها كل أسبوعين على تقديم صورة حية شاملة للتراث .والرحلات الميدانية التي مازلنا مستمرين فيها ليشاهد عن قرب تلك المضامين. وكذلك المسابقات التراثية، والندوات والمحاضرات، وحملات التوعية الداخلية. وورش العمل والملتقيات فنحن نعد للسنة الثالثة على التوالي ملتقي "حرفتي مستقبلي 4" والذي نعرض فيه نماذج من ابداعات طالبات الصفين 11-12 ممن يرغبن ان يكون التراث هو مهنتهن المستقبلية من خلال مشاريع ندعمها بشتى الطرق ،كما أننا نعرض فيه جانب كبير من العروض البصرية ،والسينمائية، والمعارض ،والورش التدريبية وغيرها من الفعاليات .ولا ننسى جماعة "أحب وطني" التي أسسناها منذ العام 2008م وما زالت مستمرة والتي تدعم فكرتنا . ولا نغفل عمل عدد من الاستبانات القبلية والبعدية لقياس احتياجات الطلاب في المشروع، ومعرفة مدى الأثر المكتسب بعد التطبيق وعمل اختبار الكتروني أو استبيان ببرنامج الجوجل درايف لمعرفة آراء الطلاب بعد تطبيق المشروع.
ثم أننا قمنا على نقل كل تلك الصور الحية بزيارات للمدارس المجاورة ابتداء من رياض الأطفال ،ومدارس الحلقة الأولى والثانية ،وما بعد التعليم الأساسي وعمل مسابقات ثقافية ،وفنية تراثية، ومسابقة صور فتوغرافية، وتصميم برامج تراثية محوسبة بين المدارس المختلفة ،كما أننا نسعى إلى تنمية توجهات الطلاب ليكون التراث مهنة مستقبلية لهن خاصة أن لبعضهن ميول وهوايات ترتبط بالحرف التقليدية وتطويرها في إطار يجمع بين الأصالة والمعاصرة
كل ذلك في إطار من التوعية الإعلامية التي تبدأ من منبر الإذاعة المدرسية ،إلى حملات التوعية الداخلية ،والخارجية إلى المدارس الأخرى، وأولياء الأمور ،مع الأخذ في عين الاعتبار مشاركة مجلس الأمهات في المدرسة .والاتصال بعدد من الجهات الحكومية التي ترتبط بعلاقة وثيقة بالتراث كوزارة التراث والثقافة، وجامعة السلطان قابوس، والهيئة العامة للصناعات الحرفية، ووزارة السياحة، والمتاحف، ومكتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الثقافية، والمكتبات العامة والاهلية. والحرفيين التقليدين ،وتفعيل الرحلات الميدانية إلى مختلف المواقع التراثية ،وإلى البيئة العمانية ومكنوناتها التاريخية والتراثية والحضارية .
ولا نغفل النشر الالكتروني للمشروع من خلال المنتدى التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم في قسم الدراسات الاجتماعية ،حيث قمنا بعمل استطلاع لرأي المعلمين في مختلف أنحاء السلطنة حول مدى إمكانية تطبيق المشروع في المدارس الأخرى. ومن خلال موقعنا على توتير hawaa_home@،ومن خلال عدد من المدونات الالكترونية التي تخدم المشروع.
كما تم مؤخرا وباقتراح منا بإعداد قاعة دراسية تم تسميتها “ قاعة التراث “ لكي تخدم تدريس هذه الطريقة في مختلف المواد الدراسية وهي لازالت في طور الإعداد.
هدى الزدجالي
آسيا العوضي
مدرسة حواء بنت يزيد 110-12
صورة مرفقة![]()
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات