أحمل حقيبة بها مُصحف وبضعُ وريقات في صباحات أشبة بغيم السماء في طهرها ، أمسكُ يدَ أُختي الصغرى ونمضي معا .. على عتبة باب المجلس..نسمعُ ترديد أسماء الله الحُسنى .. ندلفُ إلى حلقات النُور وتحفنا الملائكة بجناحيها ..نقرأ دونما تعبٍ وتأتأة ..وكالعادة سور عم القصار هي أول ما نحفظ...
كنتُ كثيراً ما أقرا "تجري من تحتهم الأنهار خالدين فيها"
فأتخيل نفسي وقدماي المتدليه على ضفاف نهر ،طفلة شغوفة باللعب بالماء ..أسرح في نهر الجنة ..حتى توقظني همسة أختي ..الأستاذة الأستاذة تنظر إليك!!
فـ أشيحُ ببصري لأراها ..وابتسم !!..
تحضنني بنظرة عينيها الحالمة ....
كبرتُ وكبر هذياني بأنهار الجنة وجمالها ...حتى قرأت
"مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم "
حينها لم يكن بوسعي سوى الإنكسار أمام هذا الجمال ،يذيب أطنان الشوق في صدري الذي أضناه التعب ...
كيف وهي للمتقين يا قلبي؟!وأين أنت؟!
لبنُ الدنيا الحامض لا يوازيه لبنُ الجنة،
وخمرها لذة تستمع بها ..
وعسلٌ كالزلال في صفائه ..
لأعيدَ القراءة من جديد" كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم"..فأعض شفتاي ،وأحتضن وجهي ، ودموعي تنسكب ....
لا أقوى على القراءة ،أسقط على سجادة ،أتمتم بدعواتٍ وأنهار الجنة يالله أرزقنيها يارب...
شدي الوثاق يا نفسي ،ومثواكـِ أنهارُ الجنة !



صورة مرفقة



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..