جلستُ ذات يومٍ بين فكرهم الطفولي النقي الذي طالما أتغذى منه تفاؤلا وصمودا
قلتُ لهم أغلقوا كتبكم ودفاتركم.. في الحقائب دسوها إن شئتم
فقط اليوم وددتُ الحوار معكم .. معذرة من وقتكم المنهجي..
ولكني إمرأة مضطرة .. لعلي أجد ضالتي وأحسم استفهاما يجول بحشايا خاطري
قلت لهم بالحرف: هنالك من يشتكي منكم ويتضايق لعدم استجابتكم ..
فما بالكم يا عباقرتي تستقطبون الأقاويل اللامحبوبة منكم وتجعلونها ضدكم؟!!
استفهامات تطايرت من بين حواجبهم الصغيرة.
.وما هي إلا هنيهة من الوقت وإذا بالإجابات تهطل على مسامعي وتستفز علامات الاستفهام هي الاخرى لدي..
قال قائل منهم بصوت متحمس شجاع.. معلمتي مللنا.. الأمس يعيد نفسه.. واليوم يعيد الغد
واسترسل موضحا قاطعا سيل التعجبات على جبيني وحاجبي
أجل .. أيمكن أن نتعلم القراءة باللعب؟!والرياضيات بكرة القدم؟!!
بل العلوم بالمسابقات والحكاوي
وحتى الانجليزية بالمزاح واللعب
؟!! أيمكن أن يكون هذا ؟!
قاطع حلمه هذا طفل قابع بزاوية _نادرا ماينطق ببنة شفة_ بإجابة على هيئة سؤال واثق من ردات الفعل:
نعم يمكن ولما لا ؟!
فما أروع اللعب بالتعلم .. أعني أتعلم وألعب وأمرح وأضحك
صرخت هي الأخرى قائلة:
معلمتي: تلاشت قطع الحلوى .. وأشكال الهدايا .. فما عدنا نهوى أن نتفاعل أو نستجيب للتفاعل !!
أيدتها صديقة _ قلما تمارس التحدث في الصف_بصوت يزمجر حدة ما أجمل الهدايا وقطع الحلوى!
حاولت وقتها أن أتمالك ضحكة كادت أن تغلبني وأنا أحاول إخفائها خجلا منهم واستغرابا!!
وأردفت قائلة:
أحبتي افتحوا كتبكم ومن يجيد قراءة الفقرة من النص قراءة نموذجية معبرة فسيحظى بعود آيسكريم بالفراولة ..
وانحنيتُ لأرفع صندوق الآيسكريم وأضعه على ملأ من أعينهم التواقة المتحمسة المندهشة
وبصوت جهوري واحد صاخب: هييييييييه ياسلاااااام !!
تعجبتُ .. تطاير التساؤل من فكري..
وألتقطه أحدهم _ وهو النبيه صاحب التعليقات في حصتي_ وتمتم بابتسامة تخفي خلفها ضحكة عارمة بلهجة عامية بريئة:
(الآيسكريم هذا ما يلعب)
وقتها حبستُ ضحكة أخرى غالبتني .. وتمتمتُ أنا الأخرى لنفسي:
ألي هذه الدرجة تكون ردات الفعل نحو التعزيز والمحفزات؟
ولاسيما من بعض الطلبة الذين كنت أحلم يوما بل أياما أن أسمع نبرة أصواتهم ولو لدقائق
وها هم اليوم يتطايرون ردا علي بنبرات خالطها الحماس تارة ..
والنشاط الطفولي تارة أخرى
تلك بعضا من جلسات حكاويهم معي .. سؤالي الحواري لكم رواد منتداي الراقي:
التعزيز إلى متى ؟؟!
وهل بات وسيلة أم غاية في نفوس أبنائنا الطلبة؟!
وسيلة للتنافس الحر العفيف .. على جني المعلومات والتباري في المفهومات؟؟!!
أم غاية أضحت هدفا بحد ذاتها ؟!
طيب.. لو كان التعزيز من أجل التعليم؟؟
ماذا لو غاب يوما .. فهل يغيب التعلم والتعليم بغيابه ويخمدان؟!
بطريقة أخرى ومعنى مختلف: من غرس المقابل هذا في نفوسهم ؟! أهي تربية؟! أم فطرة؟!
أم مقتضيات الحال أصبحت تستهوي المقابل من أجل الحصول على الانجاز؟؟
(لا أنجز إلا بالمقابل وإلا فلست مضطراَ!!)
التعزيز متى؟ وكيف ؟
كي يصبح أداة لحث الهمم نحو القمم؟
بعيدا عن التعقيد .. أهو شعور طفولي فطري ؟؟
وليكن .. ينبغي إذًاً احتضانه بطرق ناجعة ذكية كي نتجنب استغفاله واستحواذه لفكرهمالنقي! بعيدا عن الفطرة بحب العلم والتعلم
ودمتم بروح تعزيزية ملهمة
خالص احترامي: أجنــــ النجوم ــحــــة
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات