الوقَت سَيدُ الهروب..

يظلَّ معنا ، لكنه يظلَّ يهرب، تماماً گالأَحلام المُغيبة ، أو گأغاني السهر ،
عندما يتعب الساهرونْ في آخر ساعات الليل..
لم يكَذب الوقت علينا، لكننا لانحبه في لحظة إِعلانْ الحقيقة المُرّة،والتي تُغير كل تفاصيل الوجوه..


ونحاول ان نتحداه گثيراً، بوسائلنا الساذجه، التي تفضح قصور عقولنا وقلوبنا في تحدي الوقت.


كثيراً،ما أشعر بالوقت طفلاً، يعبث في وجَوهنا ورؤوسنا يلهو ،يغير خصائص السواد، ويَحيلها الى صراحة البياضْ الجارحة..
ودائماً مايلهو الوقت بملامحنا ويجعلنا عاجزين عن القفز وعن الركض.
يلهو الوقت بقسمات الوجه، وبأعمار الخلايا، فتبدأ خطوطه تظهر على الجبين، وفي الرقبة واطراف الفم.


الوقت ،لايتركنا للمفاجأة، انه يوشوشنا، وهو يرسم علاماته على اجسامنا، وقتنا يشبهنا، يعيش الوقت طفلاً مع الطفل ..
يكون نشيطا منطلقاً، ساعاته تركض مع كل جرس مدرسي ومع كل اناشيد الصباح..
يجري فيسبق الريح والاحلام الصغيرة ويهرب مع الطفولة من شبابيك الفصل ويقفز فوق السور المدرسي ليستكمل اللعب العفوي مع الطفل..


لكنه مع الذين يرفلونْ بجلال الخمسين يشبههم في السير والكلام..
وبداية الكلام، ونهايته، يكون فيه قدر من التأمل وقليل من الشقاوات، يكونْ فيه فرح قليل وكثيرٌ من التريث..
يزداد هذا التريث كلما تزاحمت سنوات العمر وصار عددها يقسو على الذاكرة..
يعيش الوقت مع الكهل كهلا، هادئاً، وتتساوى فيه لحظات الاشراق مع لحظات الغروب ، ويصير شرب الشاي ابطأ ،
ويتحول الغناء مع شيء من الانين المتقطع..
تتبعه الاتفاتةٌ غريبه ، وغير مفهومه، الى الشارع والناس ،وهم ذاهبوان في اتجاهات مُختلفة تُشبه اختلاف وجوههم وتوجهاتهم.






أنه الوقت هذا المبهمْ الواضحَ ، الفاعل في الوجوه مايفعله في الأرصفة، ومايفعله في ملامح الطرقات، والتواريخ وواجهات البنايات..


لاوقت لنمضيه في الكُره، وفي الحزن، وفي القلقْ ، وفي القتل والثأر، لاوقت بقي، لنحرقه في آتون الغير والحسد ، وتلبية الشهوات التي لاتشبع..




لا وقت لدينا لنبعثره في ترديد الاقوال المأثوره، وافعالنا تتوزع بين قراءة الصحيفة، ومتابعة مباريات الركض المجنون، وراء كرات مملوءة بالهواء..


ولاشيء سوى الهواء،لنتنفسهُ بهدوء وعمقْ..
لاوقت معنا لننفقه في البغضْ، ومعاناة القلب بعد ذلك من الارهاق..


ليس قوياً، من يقضي وقته يكره ، ولا يقضي وقته وهو يحب..
ولا وقت للتنقيب عن السيء فيك، والبغيض في غيرك،
سأبحث بما لدي من وقت عن الجميل فيك، واذا لم اجد فقد اخطأت في النظر اليك لانني نظرت اليك بأنانية من زوايتي انا..




لاوقت لدي ، لأبحث فيك عن عيوبك الوقت قليل، والجمال يعيش حالة يُتمٍ مُرّه، لا أحد يبحث عنه او يراه ..
لا وقت لنضيعه في تضييع الجمال، مابقي من الوقت قليل بعد رحيل الليالي، وانتهاء السهر..
لا وقت بقي،
كل مالدينا اغصان حلم عتيقْ، ينتظر ان نسقيه دمع الغيم المهاجر، الذي يشبه الوقت، لاينتظر ولايقف، فلنجعل وقوفنا عند الحزن قصيراً، ثم ننطلق مع هذا الضوء وهذا الهواء..


نعانق احساسنا بالوجود واشواقنا للغناءْ، لا وقت لدينا لنعرف هل القوافل راحلة او عائدة.؟
المهم ان نستأنفْ الحداء الليلي ، حتى لو كان حزينا،
فليس كل حزين قبيح، الوقت يمضي، وانت لازلت مقطبا وغاضباً حتى حدود الغضب..
الوقت يمضي، ولازلت معترضا على اشياء كثيرة..
الوقت يمضي، ولازلت قادراً ان تخاصم وتهاجم..
وجوهٌ كثيرة تحتاج الى ابتسامتك القادمة من اماكن ولادة المطر..
قلوب كثيرة تسأل عنك في كل المراكب العائدة..
عيون كثيرة مازالت تحتفظ بأخر وداع لك ومن وقتها وهي تنتظر عودتك..
لا وقت للأمعان في البكاء على احلام لن تحضر ،لا وقت للأنينْ من الغربة،
ليت الانينْ يتحول الى غناءْ لها، لان الغربة امهر رفيقْ يعلمك كم لديك من الحنين وكم لديك من الانين..


(أَنتهت)



شيءٌ من مزون الحكمة مع بعض الأضافات


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..