لم يتمكن ( الهادي آدم ) صاحب القصيدة المشهورة ( أغدا القاك ) من حضور اللقاء المخطط له . فهو يكره الفراق والوداع ، ويبدو أن الوداع يثير توتره ويوهج روحه ، لذلك فهو يرى أن الذين نحبهم لا نودعهم لأننا لا نفارقهم فهم دائما في عقولنا وقلوبنا ، فالوداع للغرباء وليس للأحبة ، لذلك لم يحضر اللقاء . هل خوفا من اللقاء أم من الوداع ؟ هل خوفا من الفراق أم من الموعد ؟وهل هناك فرق بين الوداع والفراق والموعد واللقاء ؟ تلك المفردات لها معاني عند ( الهادي آدم ) و أصحاب القلوب الرقيقة والعواطف الجياشة ، لذلك هم الذين يستطيعون معرفتها وتحديد الفرق بينها ، وقد يكون الموعد هو لقاء وقد يكون الوداع هو فراق ، لكن الوداع على أمل اللقاء والفراق لا أمل من اللقاء، يعني النهاية ، لذلك تنبأ ( الهادي آدم ) بالنهاية فلم يحضر اللقاء ، ولم يحضر أي لقاء بعد ذلك ، حتى لقاء المتقاعدين الذي أقيم في دائرة تنمية الموارد البشرية ( في عوقد ) لم يحضره ، وهو في الواقع لفته كريمة من قبل المنتسبين لتلك الدائرة ، فتلك الخبرات التي أنارت الوجود بأخلاقها والتزامها في مهنة التوجيه والإشراف ونقل الخبرات والمعارف وتهذيب العقول والقلوب تم توديعها في حفل بسيط وبجهود ذاتية ، فكانت المحصلة بعد أكثر من ( عشرين سنة ) ( خطبة ، و قصائد شعرية ، وكلمات متناثرة ، ومجموعة من الدروع ، وشهادات تقدير، وبوفيه ) وكانت إطلالة بعض الوجوه هناك ( على قول البعض ) إضافة للحفل ولفتة كريمة حتى لو كانت يوم الوداع والفراق وذرف الدموع . هل هناك أي لفتة كريمة من قبل المؤسسة التربوية الأم بعد رحلة الجهد والعطاء والشقاء لتلك الفئة ؟ كلنا أمل ورجاء ، حتى لو كان الوداع حالة من فقدان الذاكرة ، وحتى لو كان الوداع هو الموت الصغير كلنا أمل ورجاء و سيظل ذلك الوداع حتى لو رحلوا في ذاكرتنا وذاكرة (الهادي آدم ) مهما كان فيها من حكايات ووداع ، وسيظل ذلك الوداع حتى لو رحلوا في قلوبنا وقلب ( الهادي آدم ) وسيظل ذلك الوداع حتى لو رحلوا في عقولنا وعقل ( الهادي آدم ) ، وحتى لو رحلوا ستظل كلمات ( الهادي آدم ) على أمل اللقاء وعودة الذكريات بكل تفاصيلها وبكل حروفها وبكل كلماتها وبكل الصور الجميلة وستظل الدعوة قائمة ( أغدا القاك ) فهل سألقاك ؟
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات