درس على الهواء.. رحلة نجاح متجددة وطريق للمذاكرة الصحيحة* خالد الزدجالي: بدأ البرنامج إذاعيا مدته نصف ساعة
* عبدالعزيز العجمي: يجيب البرنامج على الأسئلة التي يبنى عليها الامتحان النهائي
* سعيد الحارثي: يساعد الطالب على المذاكرة
* أصيلة الفزارية: لابد أن يعرض بصورة منتظمة منذ بداية العام الدراسي
* عبدالسلام الهنائي: أصل للبرنامج وأنا على دراية تامة بمحتوى المادة
تحقيق: محمد خلفان
تصوير: إبراهيم القاسمي
"درس على الهواء" تسمرت أمام شاشته وأنا طالب أنهل من معينه مادة وعلما لا ينضب، وما زلت متسمرا أمام شاشته وأنا أتابع الزملاء الذين انضممت إلى قافلتهم وهم يشتعلون أمام الشاشة وخلفها حتى ينيروا طريق الطالب السائر على درب الامتحانات محملا بجده واجتهاده وقلبه المطمئن.. في هذا التحقيق نستشرق درب البرنامج التربوي التعليمي "درس على الهواء" منذ بداياته حتى الآن، نمر على التحديات التي تواجهه وأهم الرؤى والمقترحات لتطويره..
البدايات يعود بنا المدير المساعد لدائرة الإعلام التربوي للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمشرف العام على البرنامج خالد بن سليمان الزدجالي إلى الوراء، إلى البدايات الأولى للبرنامج يقول: بدأ برنامج "درس على الهواء" في سنته الأولى كبرنامج إذاعي مدته نصف ساعة من خلال برنامج صباح الخير يا بلادي، تحول في العام التالي مباشرة إلى التلفزيون، وتم إدخاله كفقرة من فقرات قهوة الصباح بحجة أن المواد العلمية تحتاج إلى أن تكون مرئية، نجح البرنامج وأصبحت الحاجة له ملحة فانفصل عن قهوة الصباح وأصبح برنامجا مستقلا حمل اسم درس على الهواء.
ويمسك خلفان بن سليمان العاصمي رئيس قسم البرامج التلفزيونية والإذاعية بدائرة الإعلام التربوي بخيط الذكرى قائلا: كان ذلك قبل 17 عاما أي في العام الدراسي98/1999م حيث كانت لدينا دروس تعليمية مسجلة مسبقا كانت تنتجها في ذلك الوقت دائرة تطوير المناهج وكانت هذه الدروس تقدم من طرف واحد هو الأستاذ مقدم الدرس.
ويكمل الزدجالي: اليوم تطور البرنامج في مختلف الجوانب حيث انتقلنا من استخدام القلم والسبورة إلى استخدام سبورة إلكترونية وتقنيات عالية . وعن التطوير يقول العاصمي: البرنامج له ثيمة معينة ورؤية ثابتة هي تقديم مادة علمية ومراجعة لدروس طلبة الصف الثاني عشر ويكون التجديد في المادة المستخدمة كما أشار الزدجالي، ويضيف: نحاول الآن أن نضيف إلى المادة العلمية المقدمة بعض النصائح المرتبطة بالجانب النفسي أثناء المراجعة أو تأدية الطالب للامتحان بالاضافة إلى ما يخص القبول الموحد.
ويشير عبدالعزيز بن حمد العجمي معد ومقدم برامج إذاعية وتلفزيونية بدائرة الإعلام التربوي إلى المقدمين الذين تعاقبوا على تقديمه ويصفهم بأنهم مجموعة من المذيعين والإعلاميين المجيدين ومنهم: خلفان بن سليمان العاصمي وعايدة الزدجالية وراشد السعدي وحسين العميري، وأدرج أنا اسمه ضمن المجيدين وهو الماسك بزمام البرنامج معتليا صهوته. وما زال الزدجالي في نشوة الذكريات قائلا: تشرفت بإخراج البرنامج من بدايته وحتى عام 2012بعدها وإيمانا بسنة التغيير وفتح الآفاق للشباب تغير المخرج وتعاقب المبدعون حتى وصل اليوم للمبدع ناصر الشكيلي.
الفكرة وعن فكرة البرنامج يقول الزدجالي: اسم البرنامج يجيب على سؤالك حول فكرته، إنه درس للطلبة في الصف الثاني عشر، وميزة هذا الدرس أنه يقدم على الهواء مباشرة ليكون مراجعة للمادة الممتحن فيها الطالب قبل أن يدخل إلى غرفة الامتحان مساعدة له وإيمانا من الوزارة بأهمية تهيئة الجو للطالب ليدخل الامتحان متمكنا منه وليكون في أعلى حالات استعداده وجاهزيته. ويشارك العجمي هذا الرأي بقوله: يقوم برنامج "درس على الهواء" على فكرة السؤال والجواب باعتبارهما أداة معيارية لتقييم أداء الطلاب ومستوياتهم من خلال الورقة الامتحانية، ويقدم البرنامج مجموعة كبيرة من الأفكار العلمية التي تساعد الطلاب على الإجابة عن الأسئلة ذات المستويات المختلفة التي يبنى عليها الامتحان النهائي.ويستثمر القائمون على البرنامج بعض وقته الذي يمتد إلى تسعين دقيقة مباشرة لعرض نماذج متعددة من الامتحانات السابقة لتعريف الطلاب بمواصفات الورقة الامتحانية وتوزيع الدرجات، كما يتخلل البرنامج تذكير بمواعيد الامتحانات وأهم القوانين والأنظمة الخاصة بها وما يستجد من تعديلات وتنبيهات مهمة، ويقدم النصائح والإرشادات النفسية والذهنية التي تقلل من مشكلة القلق لدى الطلاب بوصفها إحدى التحديات التي يواجهها الكثير من الطلبة.
ويؤكد العاصمي على الكلام السابق بقوله: نقدم من خلال البرنامج درس وميزة هذا الدرس أنه لا يقدم مسجلا بل مباشرا لذلك جاء الاسم "درس على الهواء" ويشير العاصمي إلى أن البرنامج واسمه كانا متفردين ومتميزين فقد كان البرنامج يحظى بمتابعة كبيرة من مختلف دول الخليج خاصة في حلقات المواد العلمية الموحدة من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية ويشير إلى أنه ظهر لاحقا برنامج في المملكة العربية السعودية بعنوان دروس على الهواء ويضيف العاصمي: استطاع الاسم الحفاظ على نفسه لعدة أسباب منها تسويقية فالاسم ثابت في أذهان الناس منذ تلك المدة والاسم علامة تجارية "ماركة" حيث أن ذكر هذا العنوان يتوجه بالأنظار مباشرة إلى ذلك البرنامج المقدم لطلبة الصف الثاني عشر.
للمرة الأولى وعن جديد البرنامج يقول العجمي: يشارك معنا خلال هذا الفصل بعض المعلمين في البرنامج للمرة الأولى وذلك رغبة منا في تجديد الخبرات العلمية التراكمية، وإعطاء فرصة تعزيزية للمعلمين لاكتساب الخبرة في مواجهة الجمهور المشاهد عبر شاشة التلفزيون، ومواجهة الفروق الفردية المتمثلة في أسئلة الطلبة، كما بدأ بعض المعلمين في المواد العلمية بطرح أسئلة على الطلبة قبل تلقي السؤال باستخدام برامج حاسوبية جاذبة ومثيرة للانتباه.
تحديات ويعدد عبدالعزيز العجمي التحديات التي يواجهها البرنامج بقوله: أولها عدم إمكانية تدخل مقدمو البرنامج في اختيار أسئلة المتصلين، وبالتالي يتواصل بعض الطلبة مع البرنامج بطرح أسئلة ذات مستويات متدنية ومعلومات سطحية، والحال أن البرنامج يقدم للطلبة الذين أنهوا المذاكرة قبل بدء البرنامج، كما يواجه البرنامج مسألة عرض المشكلات التي يواجهها الطلبة كصعوبة الامتحانات، وغموض الأسئلة، وما يتعلق بإدارة مراكز الامتحانات، وهذا ليس من أهداف البرنامج، ويرجو العجمي من الطلبة استثمار وقت البرنامج في طرح أسئلة ذات مستويات عليا، وعدم تكرار الأسئلة التي لا تحتاج لجهد ذهني كبير، والابتعاد عن الموضوعات التي لا ترتبط برسالة البرنامج.
طلاب وخريجون تبدأ آلاء بنت سالم المعمرية الطالبة بالصف الثاني عشر من مدرسة سمية للبنات للتعليم ما بعد الأساسي من تعليمية محافظة شمال الشرقية حديثها عن مدى متابعتها للبرنامج بقولها: أنا حريصة على متابعة البرنامج بصورة كبيرة، ويأتي هذا الحرص من أهمية البرنامج الذي يركز على نقاط مهمة يجب على الطالب التركيز عليها أثناء المذاكرة. وتجيب نوف بنت سالم العبرية الطالبة بالصف الثاني عشر من مدرسة فاطمة بنت قيس من تعليمية محافظة الظاهرة بقولها: أحرص دائما على مشاهدة البرنامج، بل أحرص على أن لا تفوتني حلقة من حلقاته للفائدة التي أخرج بها منه.
وحتى تكتمل الصورة وتتم الفائدة يشاركنا الحديث طلبة التعليم العالي المارين بهذه التجربة يقول عبدالسلام الهنائي من كلية الهندسة من جامعة السلطان قابوس: كنت أحرص على مشاهدة برنامج درس على الهواء، وكنت أنهي مراجعة كتاب المادة ومراجعة دفترها والاطلاع على أوراق امتحاناتها السابقة التي سيتم مناقشتها في البرنامج قبل بدء البرنامج ويعلل أهمية هذه الخطوات بقوله: وذلك حتى أصل إلى البرنامج وأنا على دراية تامة واطلاع كاف بمحتوى المادة، الأمر الذي يسهل عليّ مناقشة الأسئلة المطروحة والإجابة عليها. وكان حرص عهود بنت محمد الحمادية من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا يرتكز على مشاهدة بعض المواد بعينها وهي أهم المواد بالنسبة لها.
درس مفيد وعن فائدة البرنامج يقول محمد بن سعيد الحارثي معلم رياضيات من تعليمية محافظة مسقط وأحد ضيوف البرنامج أن "درس على الهواء" يساعد الطالب على المذاكرة ويحثه على الوقوف على المبهم في المنهج، ويحفزه على التواصل مع ضيوف البرنامج للإجابة على ما استشكل عليه من أسئلة ويتعرف الطالب بمتابعته للبرنامج على نماذج الأسئلة المطروحة في الامتحانات السابقة كما يتعرف على طرق حلها، وطرق إيجاد مفاتيح حلول المسألة الصعبة خصوصا في المواد العلمية، ويكمل قوله أن هذا الأمر مفيد جدا الطلبة الذين لا يعرفون تركيبة الامتحان النهائي وتقسيم درجاته وتوزيعها، ويؤكد أن ضيوف الحلقة يستعرضون ذلك في كل حلقة.
وتؤكد أصيلة بنت ربيع الفزارية معلمة أولى لمادة الجغرافيا من تعليمية محافظة شمال الباطنة على ما قاله الحارثي وتضيف: يساعد البرنامج الطالب على المذاكرة المسبقة للمادة قبل الامتحان، فهو لا يشارك في البرنامج إلا بعد أن يكون قد انتهى من المذاكرة ووقف على أوراق الامتحان، ويكون عارفا بالجوانب التي ألم بها وتلك التي يحتاج إلى أن يقف أمامها، ويركز عليها ويطرحها على المعلم الضيف في البرنامج.
وتستلم نوف العبرية خيط الحديث لتقول أنها جنت فائدة كبيرة من متابعتها للبرنامج فقد تعرفت على طرق حل أسئلة لم تكن تجد إجابات لها، كما أنها تتبع نصائح المقدمين والضيوف الذين يذكرون الطرق الأفضل للتعامل مع الورقة الامتحانية، ويطلبون من الطلبة أن يركزوا على نقاط مهمة في المادة يتوقع أن ترد في الامتحان. وتتحق الفائدة لدى الهنائي من خلال نوعية الأسئلة المطروحة تلك الأسئلة التي تحتاج إلى مستوى تفكير عال في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن البرنامج ينبه الطالب ويذكره ببعض الجزئيات التي تكون موضع شك أو خلاف بين الطلاب. وعن الفائدة تقول المعمرية: البرنامج يستذكر محتوى المنهج ودروس الكتاب بصورة ملخصة وسريعة وسلسلة ويركز على أهم النقاط التي ينبغي على الطالب استيعابها قبل دخوله إلى الامتحان.
الطريق إلى المذاكرة الصحيحة يسلط البرنامج ضوءه على الأسئلة الصعبة والمواضيع المهمة في المناهج ويحل الأسئلة المعقدة هذا هو أهم ما في البرنامج بالنسبة لعهود الحمادية وبهذه الطريقة يساعدها البرنامج على المذاكرة الصحيحة وهو الأمر الذي يجعلها تحرص على مشاهدته، ويرى الهنائي أن البرنامج يقدم للطالب مراجعة شاملة للمنهج ودروسه خاصة لذلك الطالب الذي تمكن من إنهاء المذاكرة والاستعداد للامتحان، ويعده أمرا مهما وأساسيا للقدرة على متابعة البرنامج، وكانت استفادة نوف من البرنامج كبيرة لأنه ساعدها في اتباع الطرق الصحيحة في المذاكرة كما أنه علمها أن تجيب على الأسئلة المعروفة إجابتها لديها وتأجيل الأسئلة الصعبة إلى وقت البرنامج.
الدرس والدروس الخصوصية يذهب بنا عبدالعزيز العجمي إلى قضية شائكة ومعقدة وهي قضية الدروس الخصوصية، حيث يرى أن درس على الهواء بديلا ناجحا للدروس الخصوصية لعدد غير قليل من الطلبة وخاصة قبيل الامتحانات، بل يعده أكثر ضمانا من ناحية المادة العلمية لأسباب منها: إن اختيار المعلم يتم بموضوعية من خلال ترشيح دائرة الإشراف التربوي بالتنسيق مع مديريات التربية والتعليم في المحافظات، وأن المعلم يواجه آلاف المشاهدين من الطلبة وبالتالي يبذل جهدا كبيرا في الإعداد الذهني، من خلال مراجعة شاملة للأوراق الامتحانية في السنوات الماضية، ومراجعة بعض المصادر والمراجع العلمية ليكون أكثر ثقة في هذه المهمة الحاسمة التي يعول عليها الطلبة، ويبنون معلوماتهم.
هذا ما نراه وتواصل نوف حديثها باقتراحها تغيير وقت البرنامج إلى وقت أكثر مناسبة للطلبة كما تقترح زيادة مدة البرنامج فهي ترى أن المدة الحالية غير كافية والطالب بحاجة إلى وقت أكبر مع هذا البرنامج المفيد، وتشاركها الفزارية في الاقتراح حيث أنها تناشد أن يبدأ البرنامج قبل الامتحانات بشهر ويقترح الهنائي أن يكون البرنامج أسبوعيا طوال أيام الفصل الدراسي حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه وليستطيع أن يغطي أكبر قدر من المناهج والدروس التي يتعرض لها، ثم ينتقل في مرحلة الاستعداد للامتحانات ليكون بشكل يومي على أن يناقش استفسارات الطلبة المتعلقة بأسئلة الكتاب أو أسئلة الامتحانات السابقة.
وتطلب المعمرية أن يبدأ بث البرنامج مع بدء العام الدراسي، وتقترح استضافة أكثر من معلم في الحلقة الواحدة. ويقترح المعمري أن ينتقي المعلم الضيف سؤالا ويحله بإشراك أحد الطلبة المتصلين معه، كما يقترح تخصيص الوقت الكافي للمواد العلمية، ويتمنى أن تكون للبرنامج حلقة علمية منتصف كل شهر.
نصيحة من ذهب وتنصح الفزارية الطلبة بقولها: استكملوا مذاكرة المادة التي ستبث حلقة خاصة بها مذاكرة جيدة واكتبوا جميع الأسئلة وحلولها والملاحظات حولها، ويؤكد الحارثي على أهمية تقييد المعلومة بالكتابة والتركيز الجيد مع المعلم ومتابعة البرنامج في الإعادة لمن يتعذر عليه فهم حل سؤال ما وينصح الهنائي الطلبة الممتحنين الراغبين في الاستفادة من البرنامج بأهمية الانتهاء من مذاكرة الكتاب المدرسي وكراس الكتابة ومراجعة أسئلة الامتحانات السابقة حتى يصل إلى البرنامج وهو في جاهزية تامة للتفاعل مع أي سؤال يطرح خلال البرنامج مع ضرورة تدوين الملاحظات المهمة التي يوجهها المعلم المستضاف في البرنامج. وتنصح عهود زملاءها بتلقي المعلومة من مختلف المصادر التي يكون البرنامج أحدها فهو يستطيع أن يسد بعض الفراغات لدى الطالب قبل دخوله الامتحان
....
صورة مرفقة![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات