فى تلك الحياة رأيت وما رأيت، رأيت وما إن ترعرت براعم هذه الزهور فرحة، كالفراشات تحط تدور تتنفسها النور ، تداعب وجناتها فى صباحاتها أشعة ذهبية ، وميض هادئ ينسم مساءاتها ببشاشة بدر البدور ، ولكن كرة الأرض تدور ، ومن وسط قمة نور وسرور ، أسقطهم القدر بلا هوادة وبهم يغور ...
وماإن رأيت إلا رأيت وأحلامهم ومنتهى آمالهم يسكنه القبور ...
غابت ... وغاب فوح حياتهم وكل العطور...
وهالهم الكل يرددها مدوية كالصاعة ... ماتت ... أمهم ماتت...
ولم يكن فى أفقهم آن ذاك للموت نور ... وزادهم القدر إيلاما فى إيلام فوق الامهم، وأصبح الكل عليهم يجور ... حين إحتضنت أشلاء أوجاعهم أيدى فارغة لم يكن فى منتهى كل حناياها إلا عنفوان فتور ... ،
ومرت سنوات وسنوات ... تلو السنوات والسنوات ...
والمر كؤس يتجرعه نسيم حياتهم ... فغدت الحياة كلها هبوب ... لا مضجع فيها ولها إلا مستقره صخور... آه ياقلمى... آه فما من مدادك وحتى كل محبرتك أن تسترسلها حروف ...
بمقدور ... ففيض الألم عز فيه الكلم ...أن يوجزها سطور ...
فالصمت أولى من أن يبحر فى قلب المعنى يعبر بأنينه كل بحور ...

ودى وخالص تقديرى



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..