بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته

كيف حآلكم يآ أحبه ، اقترب عيد الفطر المبارك وقبل الزحمه أقولكم تقبل الله منكم وكل عام وانتم بخير وبصحه وبعآفيه أنتم وجميع من تحبون .. sos3

في العيد أغلب العوآئل يزورون الأحبه وعلى رأسهم الجد والجده الله يطول بأعمارهم ويحسن لهم الخاتمه ..

في هذا الموضوع نسلط الضوء على هذه المرحله ( الشيخوخه ) كثيراً ما نتصادم مع جداتنا خآصه انهم ربي يحفظهم ينتقدون البنات الرهيفات بكثره ، ويتضايقن البنات .. :Ghada:
هنا نفسر سلوكهم ونتفهمهم .. هم أيضاً بشر ولهم دوافع داخليه وأسباب .. كل تصرف يصدر منهم هي أعراض لدوافع داخليه
فلا نتجاهل الدافع الداخلي وننظر فقط للعرض والكلمه التي خرجت من أفواههم ..

الحاله النفسية للمسنين ليست نمط واحد لجميع من هم في هذه المرحله ، هي تختلف من مسن لآخر .. استناداً على المواقف التي مر بها والبيئه ومن حوله .. ولذلك يختلف كثيراً سلوك المسنين عن بعضهم باختلاف العوامل التي تعرضوا لها في حياتهم .. ولكن هناك أمور أحب أن أفسرها والتي تتواجد في شخصية أغلب المسنين وليس جميعهم

أثبتت الدراسات أن الحاله النفسية للمسن تتأثر بكيفة نظرة الآخرين له ، لأن المسن يهتم كثيراً ويتأثر بالآخرين وشعورهم تجاهه ويؤثر هذا في حالته النفسية وسلوكه ..
لذلك يجب أن نُشعرهم بأننا نحبهم ونحترمهم ونكرر ذلك عليهم كلما تصافحنا معهم ، وكثيراً ما نلاحظ أن الجدات يكثرون العتاب على أفراد عائلتهم ، لأنهم يشعرون بالقلق أن الآخرين يتضايقون منهم ، وربما تكثر الأفكار لديهم بأن أولادهم أو أحفادهم لا يحبوهم وتتأثر نفسياتهم ، بدون أن يصدر من الأولاد أي تصرف أو كلمة تثبت ذلك ..
لذلك يجب علينآ نحن الأبناء أن نعبر عن حبنا واشتياقنا واحترامنا لجداتنا وأجدادنا بصوت واضح وعبارات مفهومه ونكرر ذلك في كل مره .. لكي يشعروا بالأمان

نلاحظ على المسنين أن أجسادهم تغيرت كثيراً عن شبابهم ، لكن لو تلقون نظره على عقولهم تجدونها أصبحت مختلفه كثيراً ،
فالتغيرات العقليه للمسن أكثر وأشد من التغيرات الجسديه لديه ..
فطريقة تفكيرهم ليست كما هي .. حيث أن الشباب والراشدون يفكرون بسرعه وما أن يشاهدوا موقف أمامهم يتفاعلون بسرعه معه ..
مثلاً إذا كانت جميع العائله مجتمعين وفجـأه طفل سكب الشاي الساخن ..
في هذه اللحظه نلاحظ أن الشباب من أعمار 14 - 40 هم أول من يهرع ويصرخ ويبعد الولد ويكون انتباهه شديد وردة فعله سريعه ..
ثم يلونهم الأشخاص من عمر 40-60 ..
وبعد ذلك ينتبه المسن (60-80) بأن هناك شيء ما حدث ،
ففي البدايه يسأل ماذا حدث مع أنه شاهد الطفل .. ثم يستفسر عن تفاصيل الحدث ثم يصدر تعليقاته وردة فعله حينها يكون الجميع قد نسوا الموقف وغيروا الموضوع والمسن مازالت لديه كلمات عن الموقف يريد قولها لكن لا أحد يشاركه فيسكت حزيناً ..
لذلك نحن يجب أن نراعي تفكيرهم فنعطيهم الوقت ونشاركهم
وفي تفكيرهم البطي تكمن حكمة المسن .. لأنه لا يصدر كلماته إلا بعد أن يتفحص عن الموقف ويتأكد ثم يفكر ثم يتكلم ويكون كلامه بليغ وصحيح
بخلاف الشاب الذي ردة فعله سريعه وفي الغالب صراخ وكلمات طائشه ..


وأيضاً من التغييرات العقليه عن المسنين هي فقدان بعض الذكريات الحديثه ، فالمسنون ينسون بسرعه ماحدث للتو ، لكنهم يتذكرون جيداً ماحدث قبل 50 سنه .. لذلك يحلو لهم الحديث عن القديم ويسترسلون بالحديث ، بعكس المواضيع الحديثه فهي لم تخزن في ذاكرتهم جيداً ..
ولأننا نحبهم ونريدهم أن يشعروا بتحسن سنحلق بهم بين أحداث الماضي ونجعلهم يسردونها لنا ونبتسم لهم ونشاركهم ذلك .. ولا تكثروا من أحاديث الحاضر لأنهم يشعرون أنهم خارج الموضوع ولن يشاركوكم الحديث ..

كذلك يبالغ بعض المسنين في المبالغه في وصف أنفسهم وقدراتهم ويتمحور حديث المسن حول ذاته لحرصهم على لفت انتباه من حوله له ليصغوا له
ويصاحب ذلك مظاهر الغيره من الآخرين والأنانية وحرص شديد على ممتلكاتهم الخاصه مهما كانت بسيطه ،
وأيضاً انتقادهم المستمر ورفضهم لكل ماهو جديد ،
وحين يظهر على أبنائه ومن حوله تضجر من سلوكه يلجأ المسن للعزله والانغلاق وهذا خطير جداً على المسن وفي كثير من الأأحيان يؤدي إلى الهلوسه وتوهم الأمراض وكثرة التفكير في الموت مما يعجل ذلك ..

لذلك يجب علينا عندما تظهر هذه الصفات في سلوك جدتنا أن نتأكد أنها ماهي إلا أثار من مرحلة الشيخوخه ونتقبلها بصدر رحب لأنها جبلت على ذلك كما جبل الطفل على البكاء والمراهق على التهور والانفعال ..

وفي أغلب العوائل هذه التغيرات للمسنين تخلق فجوه بين المسن وأحفادهم ، لأن الاختلاف كبير في البنية العقليه ، فالمسن لا يتقبل الجديد بسهوله ويرفض التعامل معه والشاب يبحث عن كل ماهو جديد وحديثه دائماً عن المستقبل بعكس المسن .. فتظهر فجوه بين الجد وحفيده وربما تصادم ..
لكن الآن بعد أن علمنا أن هذه سنة الحياه ولكل مرحله سلوك مختلف وأسباب ذلك .. نستطيع ردم الفجوه والتعامل بحب وتفهم وتقبل بين جيل الأجداد وجيل الأحفاد بكل سهوله ..

مما يوفر لأجدادنا الراحه النفسيه والتي أهم بكثير من الراحه الجسديه ..

وأخيراً أحب أن أنوه على أن المسن لا يحتاج إلى عواطف وأحضان ولا إلى هدايا وغيره بقدر ما يحتاج إلى الشعور بأهميته ووجوده في المجتمع وأن الجميع يحتاج إليه ، بذلك يتعوض ما فقده والفراغات الشاغره التي تركها من كانوا حوله ..


شكراً لكم على قرائتكم لهذا السطر ، أتمنى أن تحظوا بأيام سعيده بين أذرع جداتكم وعلى همس حديثهم المعتق بشذرات الماضي ..

كل الود لكم والسلام عليكم .. كيورا sos3



*** منقول ***