حين تتجانس المجموعة التربوية العاملة سواء أكانت في المديرية أو المكاتب الاشرافية أو المدارس ، وتلاحظ أنها تعمل في انسجام وتناغم فتشعر حين تراقبهم بأنك تتابع منظر جميلا أو تستمع لأنغام جميلة لشدة ما بينهم من توافق وتكامل ، فثق تمام الثقة بأنهم قد سعدوا بوجود قيادة تربوية ناجحة.

فهل هذا النوع من القيادة موجودة حاليا ؟

وهل كانت موجودة سابقا ؟

ومتى نصل إلى هذا الانسجام وهذا التناغم اذا لم تكن موجودة حاليا او سابقا ؟

ويحق لنا أن نتساءل : هل لدينا قيادة تربوية قادرة على خلق الانسجام والتناغم بين الموظفين لو اعطيت زمام الأمور ؟

هل لدينا قيادات تحمل صفات ومهارات عملية تؤهلهم لقيادة مجموعة من التربويين الذين يعملون لتطبيق مبادئ وفلسفة التربية وتنشئة جيل جديد وهم في الحقيقة عناصر التنمية المستدامة لأي مجتمع طموح ؟

وبعد هذه الأسئلة سأتطرق إلى سرد نظري لتقريب الصورة عن العلاقة التي ينبغى أن تكون لخلق التجانس والتناغم بين الموظفين .

تمر المنظومة التربوية في المديرية في وسط زخم من المتناقضات ، واستفحلت بمرور السنين وزادت استفحالا مع تردي مستوى الأداء في بعض الدوائر والأقسام ، مما دفع بهذه المنظومة إلى الخروج عن مسارها الطبيعي وتذيلها جميع المنافسات والمسابقات المختلفة ، ويصاحب ذلك تدني مستويات التحصيل الدراسي وغياب المحافظة عن قوائم التصنيف وكان آخرها ، مسابقة التفوق الكشفي والإرشادي على كأس صاحب الجلالة حفظه الله ومسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية وكانت النتيجة صفر العام الدراسي المنصرم وهذا العام ربما تكون تحت الصفر .
ومما لا شك فيه، أن للمسؤولين التربويين داخل هذه المنظومة تأثيرا بالغا على أهدافها وتوجهاتها ونتائجها إما سلبا أو إيجابا وذلك بسلوكهم وأدائهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض .
إن العلاقة ما بين البعض داخل هذه المنظومة لا زالت تأخذ طابعا ذاتيا وليس عمليا ، بحيث أن محاورة المسؤول أو الاعتراض عما يصدر منه من تجاوزات ، يعتبر في نظر ( غالبية ) المسؤولين اعتداء على شخصه ، واستفزازا له ومحاولة للنيل من هيبته ومكانته ، فهو إن كان لم يفصح عن إحساسه إلا أن تصرفاته إزاء بعض المواقف خير دليل على ما ذكرناه .

وقد يتفنن هذا المسؤول في ردات فعله المتكررة بالتنكيل بمرؤوسه والانتقام منهم بطريقة يصعب معها الضبط والاكتشاف وذلك بالترصد لكل هفواتهم ، والتعامل معهم في إطار (قانوني) ، ناسيا أن هذا المرؤوس او ذاك ما هو إلا بشر ، ومتناسيا كذلك (أي الرئيس) دوره كمسؤول من مواصفاته اللازمة الاحترام و الشعور بالمسؤولية ، والإخلاص والعمل بأمانه وعدل بين الجميع . ولكن مع كامل الأسف ، نجد أن الأسلوب السلطوي لا يزال يخيم على عقلية بعض المسؤولين ، مما جعل العلاقة بينهم وبين مرؤوسيهم يسودها نوع من التوتر والتوجس ، والترصد ، كل من جانبه (الرئيس والمرؤوس) في مسلسل من المشاحنات حلقاته مفتوحة على جميع الشاشات وعنوانها نصف الجهود والاقصاء الكلي لكل ما قدم .

وفي هذا الإطار نسوق مثالا واحدا ، أي هذا النوع من العلاقات داخل منظومتنا التربوية ، فمنهم من اعتبر نفسه فوق الجميع يحدد له مسؤوليته ، بل تجاوزها للاعتداء على مسؤوليات الآخرين ، لأنه لم يجد من يوقفه عند حده.
لقد حان الوقت لئلا يستمر هذا الإطار مفرغا من مهمته الحقيقية حتى يكون فاعلا داخل المنظومة التربوية ، وليس مـعول هدم وتحطيم ولعل ذلك بات قريبا !!! وإن غدا لناظره قريب ( ؟ )!!!.
إن تعليمنا في أمس الحاجة إلى مسؤولين فاعلين بأفعالهم ومواقفهم الايجابية الجادة يعملون بروح الفريق الواحد .

وآن الأوان كي يشطب التصنيف ( فئة فلان وفئة علان وفئة غير مصنف ) .

وآن الأوان أن لا يصدر وصف من طرف المسؤول إلى البعض بالفئة غير المنتجة ، قبل أن يلتفت إلى من يقع تحت مسؤوليتة الإدارية المباشرة ويضبط موظفينة بمكان ومهام ووقت عمل .

وآن الأوان أن يتعامل مع الجميع بحسب مهامهم وأن يشجع المنتج ويحاسب المقصر .

وآن الأوان إلى عدم الالتفات إلى الكلمات الرنانه والمبادرات الوقتية للمحافظة على حبال الود مع البعض .

فالإنتاج والفاعلية لا ينبغي أن تنحصر على عينة في كتابة التقارير غالبا ما يكون طابعها النسخ والتكرار ومكانها في النهاية أدراجة الحديدية .
فإذا أصبح العنصر البشري عملة صعبة ونادرة تراهن عليها كل المجتمعات المتقدمة ، فإنه من غير اللائق أن تبقى هذه العينة من المسؤولين ، هي المسؤولة عن إدارة وإعداد مواردنا البشرية في المحافظة.

الخلاصة ، إن إعادة تشكيل منظومتنا التربوية رهين بإعداد مواردها البشرية إعدادا نفسيا وتربويا حتى لا تنطبق عليهم مقولة: "فاقد الشيء لا يعطيه" كما ينبغي أن يعم بين مسؤوليها التعاون والتكامل فيما بينهم في جو من الإحترام المتبادل.



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..