حقوق وواحبات المواطنة:
يكفل مفهوم المواطنة للمواطن حقوقا، ويحمله التزامات يفرضها القانون والدستور، ويعد مفهوم المواطنة أساسا للعقد الاجتماعي بين الفرد والدولة ( الموافي, 2008, 149).
ولا تكون المواطنة إلا بمساواة جميع أبناء الوطن في الحقوق والواجبات، دون أي تمييز قائم على الدين أو المذاهب أو النوع أو المستوى الاجتماعي أوالانتماء السياسي (الموافي,2008, 154).
أولا: الحقوق:
الحقوق سلطة يخولها القانون لشخص ما تمكنه من القيام بأعمال معينة تحقيقا لمصلحة ما يعترف بها ذلك القانون (ناصر وآخرون, 2006, 267).
وكلما اتسعت الحقوق التي يتمتع بها المواطن كلما أصبح المجال واسعا للمشاركة في الحياة العامة ( الموافي, 2008, 150).
ويرى ناصر وآخرون (2006, 267): أن هناك عدة أنواع من الحقوق منها:
- الحقوق الاجتماعية:
وتتمثل في حق المواطنين في التعليم والرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية ضد العجز والشيخوخة والبطالة، وتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة.
- الحقوق المدنية:
وهي الحقوق التي يخولها القانون لجميع المواطنين في الدولة، وكذلك تشمل رعاية الدولة للأجانب المقيمين فيها كالأمن وتنقل.
- الحقوق السياسية:
وهي الحقوق المتصلة باختيار الحاكم والمشاركة في أمور السياسة والحكم والفكر وإبداء الرأي التي يتمتع بها المواطنون في الدول دون الأجانب.
- الحقوق الإنسانية:
وهي الحقوق الطبيعية لمجموع الكائنات الإنسانية مثل حقها في الحياة والحرية والمساواة أمام القانون والحقوق الاقتصادية.
- الحقوق الزوجية:
وهي الحقوق الممنوحة لكل من الزوج والزوجة وفق قانون الزواج ونظامه.
- حقوق المرأة:
كحق المرأة بالعمل، والمساواة في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- حقوق الانتخاب:
وهو الحق المخول عادة للبالغين، فيتيح لهم المشاركة في انتخابات أعضاء المجالس النيابية والمجالس المحلية.
كما يرى الموافي (2008, 150) أن أهم هذه الحقوق:
- المساواة: وتنعكس على كثير من الحقوق، مثل حق التعليم والعمل والمعاملة المتساوية أمام القضاء والقانون.
- العدالة في تولي الوظائف العامة، والتحصيل العملي.
- عدم التمايز بين الجنسين.
- الحريات العامة مثل حرية الرأي والتعبير والاجتماع والاعتقاد والانتماء السياسي وحرية تشكيل الأحزاب والجمعيات.
- حق التملك، وحماية الممتلكات، وحماية المال العام، ومحاربة الفساد.
- الحق في الأمن وحماية الجسم، والدفاع عن النفس.
- حق العمل والمشاركة في اتخاذ القرارات.
- حق الترشيح والانتخاب.
- حرية التنقل والسفر.
وفي سلطنة عمان فإن النظام الأساسي للدولة قد نص على حقوق عديدة للمواطن كتلك التي يتمتع بها المواطن في أي دولة ديمقراطية في العالم, ومن أهم هذه الحقوق:
- حق الجنسية:
إن ارتباط الإنسان بوطنه لا يكون مجرد رابطة سياسية وقانونية، بل رابطة انتماء وولاء لهذا الموطن في المقام الأول؛ فهي رابطة روحية ووجدانية, ومن هذا المنطلق فإن الجنسية حق لصيق بالإنسان لا يجوز تجريده منه إلا في إطار قواعد القانون.
وقد أكدت المادة (15) من النظام الأساسي للدولة على هذا الحق بنصها: "الجنسية ينظمها القانون، ولا يجوز إسقاطها أو سحبها إلا في حدود القانون" (الشكيلي, 2006, 198).
- حق الأمن:
إن الحرية الشخصية مكفولة _وفقا للقانون_، ولا يجوز القبض على إنسان أو تفتيشه أو حجزه أو حبسه إلا وفقا لأحكام القانون (فريحة, 2006, 118).
وهو ما أكدته المادة (18) من النظام الأساسي للدولة بنصها: "الحرية الشخصية مكفولة وفقا للقانون, فلا يجوز القبض على إنسان أو تفتيشه أو حجزه أو حبسه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون".
كذلك نصت المادة (20) من النظام الأساسي للدولة على: "لا يعرض أي إنسان للتعذيب المادي أو المعنوي أو للإغراء أو المعاملة الحاطة بالكرامة، ويحدد القانون عقاب من يفعل ذلك, كما يبطل كل قول أو اعتراف يثبت صدوره تحت وطاة التعذيب أو الإغراء، أو لتلك المعاملة أو التهديد بأي منهما".
- حرية التنقل:
كفل نظام الدولة الأساسي للمواطن حرية التنقل داخل الدولة، والإقامة في المكان الذي يختاره، والخروج والعودة إليها كلما أراد ذلك، وقد أكدته المادة (18) التي تعرضنا لها سابقا.
- حرمة المسكن:
لمسكن الفرد حرمة وقداسة؛ فلا يجوز دخوله بغير إذن صاحبه إلا في الأحوال التي يبينها القانون، والكيفية المنصوص عليها فيه كما جاء في المادة (27) من النظام الأساسي للدولة: "للمساكن حرمة؛ فلا يجوز دخولها بغير إذن أهلها إلا في الأحوال التي يعينها القانون، وبالكيفية المنصوص عليها فيه" (الشكيلي, 2006, 200).
- حرمة المراسلات والمخاطبات:
كفل النظام الأساسي للدولة حرمة المراسلات البريدية والبرقية والمخاطبات الهاتفية،وغيرها من وسائل الاتصال الشخصية، كما جاء في المادة (30) من النظام الأساسي للدولة: "حرية المراسلات البريدية والبرقية والمخاطبات الهاتفية وغيرها من وسائل الاتصال مصونة وسريتها مكفولة؛ فلا يجوزمراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء سريتها أو تأخيرها أو مصادرتها إلا في الحالات التي يبينها القانون، وبالإجراءات المنصوص عليها فيه( الشريقي, 2006, 5).
- الحقوق والحريات الفكرية:
تعرض النظام الأساسي للدولة لمجموعة من الحقوق والواجبات الفكرية، منها:
أ/ حرية ممارسة الشعائر الدينية:
كفلت الشريعة الإسلامية لغير المسلمين حرية اختيار العقيدة التي يرتضونها، وممارسة شعائر دينهم في حرية كاملة بدليل قوله تعالى: (لاَاكْرَاهَ فِي الدِّين ِقَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِاسْتَمْسَك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة: الآية256).
وقوله تعالى: (لكُمْ دِينُكُم، ْوَلِيَ دِين) ( سورة الكافرون: الآية 6).
وقد جاءت المادة (28) من النظام الأساسي للدولة لتؤكد على حرية ممارسة الشعائر الدينية بنصها: "حرية الشعائر الدينية مصونة على ألا يخل ذلك بالنظام العام، أو ينافي الآداب" (الشكيلي, 2006, 202).
ب/ حرية الرأي:
تعتبر حرية الرأي معيارا مهما في حقوق المواطنين, وقد تضمنت المادة (29) من النظام الأساسي للدولة هذه الحرية وامكانية التعبير عنها بقولها: "حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون" (فريحة, 2006, 119).
ومن أبرز مظاهر حرية الرأي:
_ حرية الصحافة:
كفل نظام الدولة الأساسي للأفراد أن يتملكوا المؤسسات الصحفية والإعلامية ودور النشر, وأن يصدروا صحفهم ومؤلفاتهم وهم في مأمن من وقفها أو مصادرتها طالما كانت وفق القانون, وقد نصت المادة (31) من النظام الأساسي للدولة على: "حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو يمس بأمن الدولة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه".
_ حق التعليم:
منذ انطلاق فجر النهضة المباركة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم كان التعليم على رأس مجالات التنمية التي شملها جلالته انطلاقا من الإيمان الراسخ بدور التعليم الريادي في إعداد الإنسان باعتباره محور التنمية وغايتها ووسيلتها، لذلك اتخذت مسيرة التعليم الحديثة في السلطنة نشر التعليم وتعميمه على مستوى مناطق السلطنة (وزارة التربية والتعليم,2003, 13) .
ولقد نصت المادة (13) من النظام الأساسي للدولة على ما يلي:
- التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع ترعاه الدولة وتسعى لنشره وتعميمه.
- يهدف التعليم إلى رفع المستوى الثقافي العام وتطويره وتنمية التفكير العلمي وإذكاء روح البحث وتلبية متطلبات الخطط الاقتصادية والاجتماعية, وإيجاد جيل قوي في بنيته وأخلاقه يعتز بأمته ووطنه وتراثه ويحافظ على منجزاته.
- توفر الدولة التعليم العام، وتعمل على مكافحة الأمية، وتشجع على إنشاء المدارس والمعاهد الخاصة بإشراف من الدولة، ووفقا لأحكام القانون.
- ترعى الدولة التراث الوطني وتحافظ عليه, وتشجع العلوم والفنون والآداب والبحوث العلمية وتساعد على نشرها (الشريقي,2006 , 3-4).
- حرية تكوين الجمعيات:
نصت المادة (33) من النظام الأساسي للدولة على: "حرية تكوين الجمعيات على أسس وطنية ولأهداف مشروعة وبوسائل سلمية وبما لا يتعارض مع نصوص وأهداف النظام الأساسي مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون, ويحظر إنشاء جمعيات يكون نشاطها معاديا لنظام المجتمع أو سريا أو ذا طابع عسكري، ولا يجوز إجبار أحد على الانضمام إلى أية جمعية" (الشريقي, 2006, 5)
- حق المشاركة في الشؤون العامة:
نصت المادة (9) من النظام الأساسي للدولة على: "يقوم الحكم في السلطنة على أساس العدل والشورى والمساواة، وللمواطنين فى الأوضاع التي يبينها القانون حق المشاركة في الشؤون العامة" (الشكيلي, 2006, 205-206).
- حق مخاطبة السلطات العامة:
نصت المادة (33) من النظام الأساسي للدولة على: "للمواطنين الحق في مخاطبة السلطات العامة فيما ينوبهم من أمور شخصية، أو فيما له صفة بالشؤون العامة بالكيفية والشروط التي يعينها القانون" ( الشريقي, 2006, 6).
ثانيا: الواجبات:
الواجبات هي الأفعال المطلوبة من الفرد الذي تناط به وظيفة أو دور ثابت يجب أن يؤديه في الجماعة (ناصر, 2002, 24).
ويروى ناصر وآخرون (2006, 271) أن واجبات المواطن تتمثل في:
- واجبات خلقية: وهي الواجبات التي تعدها القواعد المقررة ضرورية للحياة الاجتماعية والسلوك العام في المجتمع, وما ترتضيه الطبقة الانسانية، وتقبله العقائد السماوية.
- واجبات قانونية: وهي واجبات موثقة بالقوانين والتشريعات, وتتمثل في التزام الأفراد بما يحرزونه من عقود ومعاهدات واتفاقيات.
- واجبات اجتماعية: وهي الواجبات التي يفرضها المجتمع على الفرد الذي يعيش فيه, كما تتمثل في الزيارات والقيام بالواجبات في حالات الأفراح والأتراح.
- واجبات عائلية: وهي الواجبات الملقاة على أفراد العائل, وتتمثل في واجبات الأب نحو الأبناء، والزوجة نحو الزوج, ضمانا لتماسك العائلة, وتندرج تحتها واجبات اقتصادية حيوية.
- واجبات عقائدية: وهي الواجبات الملقاة على الأفراد تجاه الخالق، أو المبادئ التي ينتمون إليها، أو الأفكار التي يؤمنون بها.
أما الموافي (2008, 151) فيقسم واجبات المواطن إلى قسمين: واجبات تجاه الدولة، والمجتمع، وواجبات تجاه المواطنين الآخرين:
- واجبات االمواطن تجاه دولته ومجتمعه، ومنها:
- احترام القوانين.
- دفع الضرائب، وأداء التكاليف العامة.
ج- الدفاع عن الوطن، وأداء الخدمة العسكرية.
- واجبات المواطن تجاه المواطنين الآخرين، ومنها:
- احترام حقوق الآخرين وحرياتهم وحياتهم الخاصة
- احترام آراء الآخرين وحقهم في الاختلاف في الرأي والمعتقدات.
ج- احترام كرامة الآخرين، وتقديم العون والمساعدة لهم عند الحاجة.
أما حسن أخضر (2005, 16-24) فيقسم واجبات المواطن إلى ثلاثة أنواع، وهي:
أ – واجبات المواطن تجاه نفسه وأسرته، وهي:
1/ المحافظة على حياته وصحته.
فالحياة هبة من الله عز وجل، وهي نعمة كبرى من نعمه التي لا تعد ولا تحصى، لذلك يجب الحفاظ عليها بكل السبل التي شرعها الله .
2/ احترام المواطن نفسه:
واحترام النفس يوجب على الإنسان احترام الآخرين، ويصون لسانه عن الزلات، ويحافظ على سلوكه الإسلامي.
3/ الإخلاص للنفس:
وذلك بأن يحرص المواطن على شخصيته، ويحافظ على سمعته، فلا يدعي ما ليس فيه، وينسب أعمال الآخرين إليه؛ فالمواطن الذي يتظاهر بما ليس فيه يعتبر مرائياً فى الإخلاص من أجل القيم التي يجب أن يتصف بها الإنسان, ومن لم يخلص لنفسه يستحيل عليه أن يكون مخلصاً لإخوانه المواطنين.
4/ الاعتدال وضبط النفس:
فمن واجبات المواطن تجاه نفسه التزام جانب الاعتدال وضبط النفس، والاعتدال يعني الوسطية في كل شيء, فمن واجبات المواطن أن يكون معتدلاً في طلب حاجاته وتلبية رغباته، فإن طلب الأكل والشرب وجب عليه أن يتناول منها ما هو ضروري لتغذية جسمه دون تقصير أو نهم، وذلك في أمره كله.
5/ حق الأسرة والوالدين:
فقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- ببر الوالدين فقرن برّهما والإحسان إليهما بعبادته، كما قال تعإلى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الإسراء: الآية23)؛ لذا أقر لهما حقوقاً لابد أن يقوم بها الأبناء، وهي: حق الطاعة والإنفاق عليهما عند الحاجة غ, و الدعاء لهما، وصلة رحمهما، وإكرام صديقهما, وإجابة ندائهما على وجه السرعة، والتأدب واللين معهما في القول والتخاطب, وعدم الدخول عليهما بدون إذنهما لاسيما وقت نومهما وراحتهما, وعدم التضجر منهما عند الكبر أو المرض والضعف، والقيام بخدمتهما على خير وجه, وإكرامهما بتقديمهما في جميع الأمور، وبخاصة عند المأكل والمشرب .
6/ حقوق ذوي الرحم:
إن صلة الرحم حاجة فطرية وضرورة اجتماعية تقتضيها الفطرة الصحيحة، وتميل إليها الطباع السليمة، وهي من أفضل الأعمال وأجلّ الطاعات وأعلاها منزلة وأعظمها بركة .
ب: واجبات المواطن تجاه الدولة:
على المواطن الكثير من الواجبات تجاه دولته: منها:
1/ الدفاع عن الوطن:
علي المواطن أن يلبي نداء الوطن عندما يُدعى للدفاع عن ترابه وكرامته وشرفه واستقراره، ويجب أن يكون المواطن مستعداً للتضحية في سبيل الله ثم في سبيل الدفاع عن وطنه.
2/ السمع لولي الأمر: والمقصود السمع لولي الأمر مالم يأمر بمعصية, وولاة الأمر هم أصحاب التصرف في شأن الأمة حيث يملكون زمام الأمور وبيدهم قيادة الأمة, وقد جاء الأمر بطاعة ولاة الأمر في القرآن الكريم في قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: الآية59).
أهمية طاعة ولي الأمر:
– سبب في تماسك الأمة وترابطها .
– تؤدي إلى انتظام أمور الدولة وأحوالها سواء في أمور العبادات أو المعاملات.
– فيها إشاعة للأمن والاستقرار.
– تسهم في ظهور الأمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء.
– سبب للنصر على العدو.
– فيها ترويض للرعية، وتربية لهم على الطاعة والانقياد لمن شرع الله طاعته.
3/ المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، والمحافظة على الثروة الوطنية:
يجب على المواطن تحقيق أهداف خطط التنمية, وذلك بأن يختار المهنة التي تناسبه وتساعد على خدمة المجتمع وتنمية الثروة الوطنية, كما ينبغي أن يلتزم المواطن جانب الوسطية في الإنفاق للحفاظ علي ثروات الوطن؛ فثروة الوطن لا تعتمد على كمية الإنتاج فحسب, بل على كيفية الاستهلاك.
4/ المحافظة على الملكية العامة:
تسعى حكومتنا الرشيدة من خلال أجهزتها المختلفة إلى تحقيق مزيد من الرفاهية والعيش الكريم للمواطن والمقيم في هذا الوطن الحبيب, ولذا أولت اهتماماً كبيراً لإنشاء الكثير من المرافق العامة، ومنها المساجد والمدارس والمستشفيات والحدائق العامة والمكتبات والطرق والجسور, وقد أنفقت الدولة خلال خطط التنمية بلايين الريالات على هذه المشروعات الضخمة, لذا يجب المحافظة على المرافق التي أقامتها الدولة من أجل تحقيق مصلحة المواطن, وعلى المواطن أن يدرك أن المساس بهذه المرافق تعطيل لاستمرار نفعها، وفيه هدر لثروة الوطن, كما أن ذلك ليس من أخلاق المسلم الذي هذبه الإسلام ورباه على مراعاة شعورالآخرين، وحفظ ما يشترك فيه معهم.
5/ المشاركة الفعالة في التنمية:
وذلك عن طريق:
– تشجيع العمل الفني, إذ العمل الفني دور فعال في تربية الذوق السليم مما يؤثر في صقل مواهب الفرد والكشف عن قدراته.
– مكافحة الأمية؛ فالعالم اليوم يعيش عصر العلم والتكنولوجيا, والتعليم أساس في بناء المجتمع المتقدم للدول، ووسيلتها لتحقيق مزيداً من التطور, وعقيدتنا الإسلامية تأمر بالتعليم، بل إن العلم جهاد في سبيل الإسلام, وقد استشعر المواطنون خطر الأمية فبذلوا جهوداً كبيرة ومحاولات عديدة لتمكين الأفراد من تلاوة القرآن الكريم, وتعلم القراءة والكتابة عن طريق الانخراط في مدارس محو الأمية التي وضعتها الدولة في كل مدينة وقرية .
– ترشيد الاستهلاك:
إن المتأمل في مبادئ الإسلام وتعاليمه يجدها تسعى إلى إرساء قيم الاعتدال والوسطية في كل مناحي الحياة، وفي كل جوانب السلوك البشري سواء في علاقة العبد بربه، أو علاقته بالناس وبالأشياء الأخرى؛ فلا إفراط ولا تفريط , والمسلم مدعو –أيضا- إلى التصرف برشد ومسؤولية فيما سخره الله له ووهبه من خيرات في هذه الدنيا , لأنه مسؤول عنها، فعليه أن يتجنب الإسراف والتبذير في كل شؤون الحياة؛ وترشيد الاستهلاك مظهر سلوكي حضاري يجب على المواطن أن يسلكه, لأن مظاهر التنمية الشاملة التي تقوم بها الدولة لاستثمار الموارد الاقتصادية ينبغي أن يقابلها استهلاك راشد لمنتجات هذه التنمية وخدماتها؛ فالاعتدال في الإنفاق يعكس مدى وعي الإنسان وتمسكه بما يصلح دينه ودنياه.
– المحافظة على المناطق السياحية والتاريخية, حيث يحتوي وطننا الحبيب على كنوز تاريخية ومعالم سياحية جميلة يجب علينا أن نحافظ عليها؛ فنظافتها وجمالها عنوان مجتمعنا, ومن الأشياء البديهية التي يتحتم علينا بصفتنا مواطنين في هذا الوطن الغالي أن نشجع دائماً السياحة الداخلية، والحرص على التجوال داخل وطننا، والتعرف على كل شبر فيه، وكذلك التعرف على المعالم التاريخية والسياحية الموجودة فيه .
6/ ألا يخون وطنه بأن يتآمر مع الحاقدين للنيل من استقرار وأمن وطنه:
فعلى كل مواطن أن يدرك أننا شعب مستهدف في ثراوتنا وثقافتنا واستقرارنا، وعليه ان يحافظ على هذه النعم تتطلب اليقظة والاخلاص لسلامة للوطن, وعليه -أيضا- أن يحترم وطنه، فلا يحقره ولا يهن كرامته أمام الأعداء، إضافة إلى التصدي للشائعات والقلاقل والفتن الساعية إلى التشكيك في مكانة السلطنة وإمكانياتها ومواقفها .
7/ المساهمة في دعم المنتجات الوطنية:
- الحرص على شراء المنتجات الوطنية عندما نرغب في التسوق في المحلات التجارية وبث دعاية جيدة عن منتجاتنا المحلية في أي مكان نذهب إليه.
- المشاركة بما لدينا من مهارة وخبرة في العمل سواء في القطاع العام أو الخاص.
8/ الانتماء للوطن والفخر به:
الانتماء إحساس تجاه أمر معين يبعث على الولاء له والفخر به والانتساب إليه, وهو من بنود الدين إذ إن الإسلام أمرنا بحسن القيام بواجبات الوطن والنهوض به والوقوف مع ولاة أمره واحترام علمائه، كما أن الدفاع عن الوطن جهاد في سبيل الله .
9/ التكافل الاجتماعي:
من صفات المجتمع المتماسك التآزر والتعاون فيما بين أفراده، لذلك لما هاجر الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_ إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، بما يساعد على أداء مسؤولية التكاتف والتعاون بين أبناء المجتمع، وكذلك التآزر لصلاح الدين والوطن.
ج– واجبات المواطن تجاه إخوانه المواطنين:
-أن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
- أن ينصح لهم إذا استنصحوه في قضية من القضايا.
- أن يعوده إذا مرض ويدعو له بالشفاء, وألا يمسه بسوء أويناله بمكروه, وألا يحتقره أو يسبه أو يسخر منه أو ينبذه أو ينم عليه.
- ألا يحسده، أو يظن به سوءاً أو يبغضه أو يتجسس عليه أو يغشه أو يخدعه أو يغدره أو يخونه أو يكذبه.
-أن يصفح عن زلته، ويستر عورته, وأن يساعده إذا أحتاج إلى مساعدة.
- أن يحترمه ويوقره إن كان كبيراً، ويرحمه ويعطف عليه إن كان صغيراً.
كما يرى علي (2003, 143) أن من أهم واجبات المواطن:
- الدفاع عن الوطن وعدم خيانته.
- المساهمة في تنمية الوطن.
- الالتزام بقوانين الدولة.
- احترام النظام السياسي والسلطة الشرعية.
- التكاتف مع أفراد المجتمع.
ويرى فريحة (2006, 117) أن من أهم هذه الواجبات مبدأ الدفاع عن الوطن ف؛ ولقد نصت المادة (37) من النظام الأساسي للدولة على: "الدفاع عن الوطن واجب مقدس, والاستجابة لخدمة القوات المسلحة شرف للمواطنين ينظمه القانون"؛ كما نصت المادة (38) على: "الحفاظ على الوحدة الوطنية، وصيانة أسرار الدولة واجب على كل مواطن".
ويمكن القول: إن المواطنة في الدولة لا تكون إلا بمساواة جميع أبناء الوطن في الحقوق والواجبات, كما أن تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات من شأنه ترسيخ فكرة المواطنة، فالمساواة والمواطنة وجهان لعملة واحدة.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات