خصب ولاية الهدوء
. تحركنا بالسيارات في صباح أحد الأيام متجهين إلى خصب في رحلة عائلية وبما أنني من سكان إمارة رأس الخيمة فقد كانت الرحلة بالنسبة لنا سهلة جدا حيث مررنا بمدينة الرمس وشعم إلى أن وصلنا على الحدود التي تربط الامارات بسلطنة عمان وهناك عند الحدود شعرنا بالراحة التامة حيث استقبلونا بالحفاوة التامة ورحابة الصدر في مركز الحدود كان الجو رهيب جدا حيث الأمطار كانت تنهمر بصورة رائعة ، تحركنا بعدها تحدثنا مطولا عن جمالها قبل أن نصل إليها كانت الرحلة شيقة ، طريقها جبلي ولكنه مبسوط بصورة حضارية رائعة كنت أشاهد الجبال الشامخة التي تزين طريق ولاية خصب ،
وقبل الحديث عن جمال هذه الولاية سأتحدث قليلا عن موقعها الجغرافي .. فهي ولاية عمانية تعتبر مركزا إقليميا لمحافظة مسندم في سلطنة عمان ، وتبعد عن مسقط 481 كم تقع في أقصى شمال المحافظة ولقد استمدت اسمها من تربتها الخصبة التي تنفع للزراعة وبهذا أطلق عليها باسم خصب ، كانت الامطار تزداد كلما اقتربنا من أرضها الهادئة و هدوئها ذكرني كثيرا بهدوء ولاية صلالة التي زرتها سابقا كذلك وغيرها من المحافظات العمانية التي تنم عن الهدوء والجمال ،
مشينا في قرابة الساعة والنصف أو أقل فوق الطريق المرصوفه في الجبال وعند بلوغنا مشارف الولاية مررنا بكثير من القرى الجميلة التي توجد فيها وعلى الرغم من بساطة المنازل االموجودة هناك وبنائها الرائع الذي يذكرنا بالتراث فقد خُيل إليَ بأنني أمشي في مدينة أثرية قديمة مما لمسته في طريقة البناء التي شيدت بها المنازل الاثرية البسيطة ، عندما مشينا على أرضها الرطبة التي بللت بمياه المطر كان الجو باردا وجميلا جدا يخالج الروح قبل الأنفاس ،
رأينا الكثير من المعالم الأثرية والقلاع والحصون التي تعود إلى أزمنة تاريخية قديمة ، أكملنا المسير حتى وصلنا إلى قلعة ” خصب ” فهي قلعة بغاية الجمال بنيت ورسمت بريشة فنان وبجمالها الهندسي تجعل مرتاديها يبحرون بخيالاتهم عبر العصور التاريخية القديمة وبعدها علمت بأن قلعة خصب هذه تعود إلى بداية عهد آل بوسعيد وقامت وزارة الثقافة في عمان بترميمها في مطلع عام 1990 م ،
وبما أنني أهوى التراث والتاريخ بصورة كبيرة تجولت حول القلعة الشامخة وألتقطت بعض الصور الرائعة لها بعدها أكملنا المسير حتى وصلنا إلى شاطئ البحر وهناك استمتعنا كثيرا بهدوء البحر وهوائه العليل توقفت الامطار عن الهطول وبدأت أنظر إلى البحر الرائع الذي كان يضفي على جمال الولاية جمالا آخر كان صافيا جدا وبه بعض الثوران لوجود الامطار لعب الصغار كثيرا بالرمال الشاطئية الرائعة ومرحت كثيرا فالذي يميز خصب هدوء البحر وجماله والاماكن الاثرية التي تقع فيه كذلك يضاف إليها بأنه تكثر بها القلاع والحصون والابراج كما قلت آنفا ،
وكذلك توجد في خصب بعض الجزر التي تزين أرضها الرائعة وهذه الجزر هي : جزيرة الغنم ، مسندم ، أم الطير ، جزيرة سلامة وبناتها ، أم الفيارين وغيرها من الجزر التي سمعت عنها لكن لم يحالفني الحظ بزيارتها ولكن صديقة لي من خصب حدثتني عن جمال تلك الجزر ولربما في يوم من الأيام سوف أقوم برحلة أخرى لهذه الولاية الرائعة التي سلبت عقلي وروحي …
وعلى الرغم من وجود مطار واحد بها ينقل المسافرين إلا أن الرحلة بالطريق البرية مثيرة جدا ورائعة أكثر حيث تكثر بها المغامرات والاحداث وبالأخص بأن طريقها مرصوف على الجبال …
** منقول من مدونة مريم الزعابي **
المفضلات