تبدأ فصول هذه المأساة باعتراف مدمن في مقتبل الشباب أمام ضابط المباحث بأنه تعرف على شيرين قبل ثلاث سنوات عن طريق صديقتها مها التى كانت في زيارة للشقة التى كنا نستأجرها في منطقة السالمية لكي نتعاطي فيها المخدرات ، وبدأ التعارف بين الشاب وشيرين منذ هذه اللحظة ، ثم تطورت العلاقة بسرعة بين الشاب وشيرين ، فكان دائما يدعوها للسهرات وتعاطي لمخدرات في الشقة ،واقترب كل منا اكثر ، فقد كنت أعاشرها معاشرة الأزواج ، ولم تكن لديها أي مشكلة ، وكنا في حالة من الإدمان الدائم ، ولم أعرف أبدا طعم الحلال من الحرام ، ولم تكن هناك أبدا في حياتنا أي ضوابط ، وكانت لا تهتم أبدا بان تعود لأهلها مبكرا بعد السهر معي ، وكنت دائما اسألها : أهلك ما بيخافون عليكي ، ويسالوا عنك .. كنتي فين ؟ و أتأخرت ليه وكانت كلما عادت إلى أهلها بعد السهر معي تسبب مشكلة لأهلها لدرجة أنهم تعودو على ذلك .وفوجئت في يوم من الأيام بأنها تطرق باب أهلي ومعها شنطة ملابسها ، وأبلغتني إن أهلها طردوها فاضطرت الى المجيء عندي ، وعاشت معى في شقة أهلى حيث كانت أمي تعيش معى ، وكانت والدتى كلما سألت عنها كنت أقول لها : ليست هناك أى مشكلة ، فهى رفيجتي وعندها مشكلة مع اهلها ، والزمن سيحل هذه المشكلة.ولقد عاشت شيرين معنا انا وامي في الشقة اكثر من عام ، ثم تم القبض على في قضية مخدرات . فقد كنت من اصحاب السوابق بسبب ادمان المخدرات . وبعد خروجي من السجن ، وجدت شيرين تعيش مع والدتي وعدنا الى الادمان مرة أخرى.ويتابع الشاب المدمن اعترافاته للضابط ، بأن يسأله : من الذى قتل رفيجتى شيرين ؟ وسأله الضابط هلى هى رفيجتك أم زوجتك ؟ وتابع الشاب اعترافاته بأنه عندما كان في السجن ، كانت شيرين تزوره في السجن بأستمرار ، ولما خرجت استأجرنا شقة ، وفرشناها ، حيث قمنا ببيع كمية من الهيروين ، ويبنما انا وهى في غاية الانسجام في الشقة ، عرضت عليها الزواج ، فوافقت ، ولكنه كان زواج مساطيل حيث كنا وقتها نتعاطى المخدرات ، او كلام مدمنين . وفجأة سأله الضابط اين جثة شيرين ؟ وبكل بساطة يجيب الشاب بأنها في شقتى ، هنا استدعى الضابط قوة من الشرطة ، وقام بابلاغ الادلة الجنائية ، ووصلت القوة الى الشقة ومعهم الشاب مكبلا في قيوده ، وقام بفتح الشقة ، ودخلت القوة الى الغرفة فوجدوا رائحة كريهة تنبعث منها وليس بها سوى بعض الكنب ، ووجدوا جثة شيرين ، وقد اسند ظهرها الى الحائط وكانت ترتدى ملابس النوم ، وبدأ عليها أنها فارقت الحياة منذ فترة طويلة حيث كانت جثة شيرين زرقاء اللون ، وبجانبها حقنة بها آثار دماء.وقام رجال الادلة الجنائية برفع البصمات الموجودة بالغرفة ، وكان ضمن ما وجدوه محارم كثيرة عليها آثار دماء ، وحقن هيروين كانت معدة للحقن ، ومنفضة سجائر كانت مليئة بأعقاب السجائر ، وثم رفع جثة شيرين ، وقبض على الشاب ، وتم احتجازه في انتظار تقرير الطبيب الشرعي ، وجاء تقرير الطبيب الشرعي ليؤكد على ان سبب الوفاة حقنة هيروين زائدة ، أحدثت صدمة في القلب الذي لم يستطع تحمل هذه الجرعة الزائدة.وفي التحقيق اعترف الشاب بأنه وشيرين كانا يتعاطان المخدرات ، وقبل أن ينتهي من ذلك قام بمعاشرتها ، وبعد أن نام قامت هي بحقن نفسها بجرعة زائدة من الهيروين ولكن لم تتحملها فماتت ، ولم يشعر بذلك إلا عندما استيقظ من النوم ، فوجدنها قد توفيت وجثتها ملقاة على الأرض ، فقمت بإسنادها إلى الحائط ثم تعاطيت جرعة من مخدر الهيروين ، ولكن تقرير الطبيب الشرعي أكد إن البصمات التي كانت على ذراع الفتاة تماما هي بصمات الشاب ، وتم تقديم الشاب إلى المحاكمة بتهمة قتل الفتاة بجرعة زائدة من مخدر الهيروين ، وأصدرت المحكمة حكمها بحبس الشاب خمس سنوات ، وإحالته إلى مستشفى الطب النفسي للعلاج ، على ان يعود بعدها لاستكمال فترة السجن.وبعد ،،، ماذا نقول ؟ ولمن نقول ؟ أين الأسرة ؟ ما هي وظيفتها للأبناء ؟ لم يتم تعليم هذا الشاب قيم الحلال والحرام ؟ هل لم يتم تعليم الصلاة ؟ هل طوال فترة شبابه لم يقرأ آية واحدة في القرآن العظيم ؟ لماذا لم يتربى على تقوية الوازع الديني في نفسه ؟ أنها مسئولية كبيرة ، ضخمة لا يتحملها الشاب وحده ، انه ضحية أسرة ، ضحية أب وأم لم يقوما بوظائفهما الأساسية في تربية الابن . ولكنها المخدرات … وهؤلاء هم ضحاياها...ملف مرفق 205