في وسط (كوالالمبور ) بماليزيا , وفي ( بوكيت بنتانج ) أو شارع العرب كما يسمى , هناك قد تفقد الاتجاه , إذا كان لك أي اتجاه , لتصبح غير قادر على التمييز بين الشمال أو الجنوب, بين الشرق أو الغرب , فوجودك هناك قد يفقدك الشعور بالاتجاهات وأشياء أخرى , فقد تفقد السمع أو البصر , قد تفقد المحفظة أو الشنطة , إذا كنت ممن يحملون المحافظ أو الشنط , , شنطتك أو شنطتها , لتصبح بلا شنطة أو بلا خارطة , خارطة للطريق , أي طريق , ليصبح المارة هم الخارطة , وهم الطريق , وهم الاتجاه , اتجاه الشرق أو الغرب , فهذه الوجوه هي التي تدلك على الاتجاه , اتجاه المعالم أو المطاعم , فالمطاعم لها وجوهها ومعالمها, لها ذكورها ولها إناثها , فتلك المطاعم هناك (كمطعم الصحراء ) كأنه لأهل الصحراء ومعالمهم , ومااكثرهم وأحلاهم , (ومطعم الخيمة ) بمعالمه و آثاره , له وجوه تناسب الخيمة وأهلها , وما أكثرهم وأحلاهم , و (مطعم الطربوش ) له وجوهه و ألوانه , طربوش على رؤوسهم ليتناسب مع المطعم ومعالمه , وما أكثرهم وأحلاهم , لكن هناك في شارع العرب , نذوب جميعا مع أصحاب الصحراء والخيمة , لنصبح وجوه الشرق أو وجوه الغرب , لترجح تلك الوجوه التي تلاحقها كلمة "حلال" أينما اتجهت , لتصبح أكثر من أي وجوه أخرى هناك , فالحلال على كل شئ , على الطعام والشراب , وعلى اللوائح والأقمشة والمعادن والاحذ ية , لتنفتح شهيتك دائما , لتأكل كل شئ وأي شئ , خاصة بعد المساج أو ( المساس ) على قولهم , ففي الخيمة وأمامها , تفقد الاتجاه كما فقدته , وتفقد الطريق كما فقدته , وتفقد الخارطة كما فقدتها , لتعيش على خارطتها واتجاهها وطريقها , هي كانت هناك هيفا ء مقبلة وعجزا مدبرة , وكان خدها شامي وعيونها عيون الهنود , لكن هنا أضنها , " ادعك خدلج ...دملج ادلج ...اغنج وأبلج ... شمس على غياب " فقدت الإحساس أمامها هناك كما فقدته هنا , لأعيش على إحساسها هنا أو هناك , وفقدت الشعور أمامها هنا وهناك , لتمنحني هي الشعور هنا أو هناك , ذلك الشعور الجميل الذي شعرت به في الخيمة أمامها في لقاء عابر هناك , هو نفس الشعور الذي اشعر به الآن هنا في خطابي لها وكتابتي لها هنا , شعور يحتاج إلى لقاء انتظره , ليكتمل الحوار ويكتمل اللقاء ليكتمل الشعور , فربما المكان هنا قد يجعل اللقاء أكثر نضجا , والمشاعر أكثر شعورا , والأحاسيس أكثر إحساسا , فمن الذي سيمنع لقاك ؟ " مادمت إنا أهواك وتهواني ..ومادامت حياتي في يديك ...لابد ما ألقاك وتلقاني ...وتأتي أنت أو آتي إليك ", لتكتمل تلك الصورة الجميلة , بكل تفاصيلها الجميلة , لأقول لك : آه يا عيوني ...أنتي إلهامي ...وآمالي ... وأحلامي ...وأنغامي , متى سأراك وتراني , وألقاك وتلقاني , يا خوفي من رؤاك , ويا خوفي من لقاك .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات