مقال بعنوان :
ظاهرة التسرب من المدرسة
بقلم/ أ. وليد حمدان الريسي
معلم علوم بمدرسة سعد بن معاذ للتعليم الأساسي(5-10)
عندما تهطل الأمطار يفرح التلاميذ جميعا في بلادي وترتفع أيديهم الصغيرة الناعمة بالدعاء إلى الباري أن يجعل المطر أشد نزولا . وتتم تلك الفرحة في عالم الصغار بمعزل عن مشاعر الكبار اللذين يحملون هم نزول المطر وما يترتب عليه من وعورة الطرقات وامتلاء الشوارع بالمياه وانسداد المجاري! والسر في شعور التلاميذ بالفرح يرجع إلى احتمالية أن تغلق المدارس أبوابها !؟.
فظاهرة تسرب الاطفال من المدرسة من القضايا الاجتماعية والتربوية الخطيرة، لما لها من تأثير على مختلف الاصعدة الانية والمستقبلية للأجيال القادمة، والتي اصبحت ظاهرة تتفشى في طبقات المجتمع, مخلفة العديد من الهموم والمشاكل.
إن تسرب الطلاب من المدرسة له عدة أسباب منها :
• الأسباب الاجتماعية وترجع إلى كبر حجم الأسرة فالأسرة التي يزيد عدد الأفراد بها أكثر من خمسة تكون عملية المتابعة من جانب الآباء صعبة خصوصا بالنسبة للعملية التعليمية.
• تعرض التلميذ للتوبيخ والإهانات من المدرسين أمام أقرانه في المدرسة لعدم إجابته على الأسئلة التي توجه إليه أو نتيجة لحصوله على درجات بسيطة او رسوبه في بعض المواد أو إهماله في مظهره أو نسيانه لكتبه أو كراساته مما يؤدي إلى الضيق من المدرسة والهروب منها .
• جو المدرسة الصادم بمعنى التعامل الصارم مع الأولاد بالضرب أو الفصل أو التهديد المستمر من قبل أعضاء هيئة التدريس في المدرسة أو مدير المدرسة لبعض التجاوزات التي يرتكبها بعض الطلاب ..
• مصاحبة رفاق السوء حول التلميذ وجذبهم إليهم كأن يصور له أن المدرسة ليس لها قيمة أو التعليم لا يساوي شيئا وأن العاملين في حقل الورش مثل الوظائف المهنية البسيطة تكسب أموالا كثيرة وأن مدة التعليم طويلة على الحصول على المكسب المادي ...
• شعور التلميذ بالعجز والعنف عن متابعة الدراسة ومواصلة التعليم وذلك إما لأسباب اجتماعية مثل عدم إعطاء التعليم الأهمية الكبرى من جانب الأبوين أو عدم تلبية احتياجات الطالب من الملبس المناسب والمكان المناسب للمذاكرة .
• وهناك أسباب في الطالب نفسه حيث إن قدرته على الاستيعاب ضعيفة ناتجة عن قلة في الذكاء وعدم القدرة على المذاكرة مدة كافية .
• تقليد بعض التلاميذ لأبيهم أو أخيهم الكبير الذي لم يتعلم وأخيرا بخل بعض الآباء للصرف على أبنائهم أو إعطاءهم المصروف عند الذهاب إلى المدرسة .
ولكي نعمل على علاج هذه المشكلة فعلينا أن نعمل على القضاء على أسبابه سواء من المدرسة أو البيت .
أولاً: على المعلم تجنب ما ذكرنا من سلبيات وان يتبع المعلم الأساليب التربوية وان يطور نفسه أكاديمياً وتربوياً وان لا يثقل كاهل الطالب بالواجبات المنزلية وان لا ينسى الإخلاص والعمل لوجه الله .
* أن يراعى واضعو المناهج الدراسية الأساليب التربوية الحديثة في إعداد المناهج الدراسية من حيث تماشيها مع متطلبات العصر و مراعاة النواحي النفسية والعقلية لطالب القرن الحادي والعشرين .
ثانياً مع الأسرة:
*علي الأسرة الانتباه لضرورة التوجيه والإرشاد الدائم بخطورة مثل هذه الظاهرة غير التربوية ومردودها السلبي على الطالب .
*على الأسرة التعزيز المستمر وتوضيح أهمية التعليم و مردوده الايجابي على الطالب مستقبلاً.
*على الأسرة متابعة الطالب سواء داخل المنزل أو خارجه.
ثالثاً – مع المجتمع :
*يقع على عاتق الأسرة نصح الطالب عن رفقاء السوء وعلى كل فرد في المجتمع القيام بذات الدور ومحاربة وصد – الشلل الفاسدة – إن صح التعبير.
*على الإعلام دور التوعية المستمرة بخطورة أي ظاهرة غير تربوية دخيلة على مجتمعنا قبل أن تتفشى.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات