السلام عليكم جميعا احبتي فالله .. منذ فترة طويلة لم اضع شياء هنا
بعض من نزف القلم .. بعض من ذكرى لاحداث قد خطت واغلق عليها
في دفتر متين وعتيق .. لكي لا تخرج أبدا .. احداث مررت بها منذ فترة ليست ببعيده
عبارات ووصف بسيط ورسالة غير مباشرة قد تكون للجميع .. كتبتها واطرحها هنا لقرب موعد زيارتي القادمة في يوم ميلادي .. أللهم اني اسألك خير ذلك اليوم وان تبعد عني شر ذلك اليوم ....
ربي يعطيكم الصحة والعافية ...
اليوم : الأحد
التاريخ : 14 يوم ميلادي
المكان : عيادة الأورام في مستشفي جامعة السلطان قابوس ..
أخذت حقيبتي وجهزّتها بملابس متنوعة لأرحل عن أطفالي إلى مستشفي الجامعة وقد صلت باكراً في مسقط العامرة فتوجهي مباشرة للمستشفي لارتباطي بموعد في عيادة الأورام والحمد لله على ما أنعم .. فعند دخولي لتثبيت حضوري في السجلات وجدت ه زحامًا غريبًا فاعتقدت بأنهم لم يبرحوا مكانهم منذ اليوم السابق .. فالمواعيد بالشهور مهما كانت حالة المريض .. وقف أمامي رجلٌ ستينيّ لديه موعدٌ غداً ولا يرغب فيه فهو يطالب بموعد آخر بعد العيد والموظف يحاول إقناعه بأن يحضرَ في الموعد نفسه لعدم إمكانية الحصول على موعد آخر في وقت قريب .. إلا أن العجوز يرفض ذلك ويصرّ أن يؤجله فهو سيقصد الحج في يوم موعده .. ونسأل الله أن يتقبل منه ويرجعه معافى بإنه تعالى ..
على الطرف الآخر يوجد شاب عشرينيّ لديه موعد اليوم كما قد وثّق في الورقة التي يحملها إلا أن موظف السجلات يقول له لا موعد لديك اليوم واسمك غير موجود في الحاسوب .. يبدو أنّ من خطّ الموعد قد نسى أن يوثّق الموعد في الحاسوب في العيادة في المرة السابقة .. خطأ .. من يتحمله ؟! الزيارة لأخيرة له كانت قبل رمضان ..!! اذهب إلى العيادة في الطابق الثاني لكي يتم توثيق الموعد ( كاتب السجلات يخاطب الشاب العشريني ) ..
وأنا أقف محاولا الوصول لإعطائه ورقة موعدي .. تذكرت والدتي - أطال الله في عمرها - كانت تشتكي من ألم ٍحاد في المرارة .. عرجنا بها للطواري هنا ولم يعملوا لها أي شيء يُذكر
خرجنا بموعد للدكتور وللجراحة فقط أما متى الموعد؟! فسيتم إرسال رسالة لنا أو الاتصال وفق مايرون .. لم تتحمل الألم ونقلناها لأحد المستشفيات الخاصة لعلاجها وتم استئصال المرارة والحمد لله تعالى على ما أنعم به عليها ... بعد أربعة أشهر وصلت رساله الموعد من مستشفي الجامعة موعد للجراحة .. - سبحان الله -ربي أعلم ماذا سيحدث لو لم توجد المستشفيات الخاصة !!
..مازلتُ معكم في تفاصيل السجلات وأخيراً وصلت لكاتب السجلات وسلمته ورقه الموعد وقد سألني أين موعدك؟ وفي الورقة قد سجلت الإجابة لكن سألني oncology
قلت له إنجليزيتي (تعبانة) وما متعلم .. طلب مني الانتظار بعدها ..
المهم صعدت لعيادة oncology لأجد المشهد نفسه .. حيث الزحام ما شاء الله قد أتوا من المحافظات جميعها .. تعددت الأعمار .. هناك من كان على كتف والدته رضيعٌ وهناك من اتخذ عصا ماسحة الأرض ( الموفة ) مسندًا له عند التنقل بين مقاعد الانتظار وغرفه الطبيب .. الوقت يمر ببطء والمقاعد امتلأت .. وقد اضطررت أن أقف لأترك مقعدي لرجل عجوز آخر ..
- سبحان الله - المرض نعمة لا يقدرها إلا من مرّ بها .. لحظاتي جميلة حقيقة لهذا أردت أن أسجل أحداثها في هاتفي .. لأن الجميع رغم الانتظار إلا أن وقتهم يملأه المفيد .. فهذا يتصفّح إحدى الصحف المحليّة ، وذلك يعبث بهاتفه الجلاكسي 3 .. أظنّ أنه يتصفح النت .. وآخرٌ ممسك بكتيِّب الأذكار ومندمج فيه .. وهناك من جلب معه كتابًا أو رواية وقد انسجم في حروفها لدرجة أنه لم ينتبه لاسمه وقت مناداته ... فقطع قدوم زوجته إليه انسجامه مع روايته .. ومشاهد أخرى تسكن هناك حيث نحن .
طوال فترة ترددي على هذه العيادة والعيادة النهارية صادفت وجوهًا كم تكرر حضورها ووجوهًا أخرى جديده لم أرها من قبل
أما علامات المرض فواضحة لدى البعض ومبهمة لدى آخرين .. والحمد لله فهو يقويهم ويصبرهم ويؤجرهم الخير على ما ابتلاهم به ..
طال وقوفي إلى أن أصبح أحد المقاعد شاغرًا فجلست عليه وعيني على غرفة رقم (...... ..) فقد اعتدت أن أشاهد أحد الأطباء الوافدين يخرج منها وما أن يعود إليها وإلا وقد أتى بمزاجه غير الطيب .. مزاجه العصبي فهو بعيد عن الحنان مع المرضى فلم ألمح ابتسامته أبدا .. وعلى النقيض فإن الممرضات الوافدات في قمة الحنان ورقي المعاملة لاسيما مع كبار السن (الشيّاب ) ومتعاونات ويملكن سعة صدر تستوعب هؤلاء وأحوالهم مهما كانت ..
مرت ساعة ونصف الساعة ولا زلت أنتظر وأنتظر .. مسلسل الانتظار هو بطل يومي هذا .. انتظار في العيادة وانتظار في الصيدلية .. فجأة قررت الذهاب للممرضة لأعرف كم شخص أمامي في أحقية الدخول لأني رغبت في تهدئة الصداع الذي حلّ بي بكوب قهوة سوداءأو كوب شاي (من مطعم المستشفى ) ..
أمامي أربعة فيكفيني الوقت لأحتسى كوب شاي أو قهوة .. اتخذت المصعد للنزول وعند خروجي نظرت إلى أحد أركان الممر الخارجي فتذكرت المرحوم (سعيد وأخاه نصيب )عندما التقيت بهما قبل شهور مضت .. فرحلة البحث عن علاج لما أصاب سعيد رحمة الله عليه .. مشهد ٌ لا زلت أتذكر تفاصيله .. يا الله كأنها أحداث حدثت قبل يوم أو يومين ...
المطعم !! وما أدراكم ما المطعم ؟!!!.. جلست في إحدى الطاولات وأحتسي كوب الشاي لتعود ذاكرتي إلى( 17 )سنة سابقة .. تغيرت وتبدلت السنوات و لا جديد فلا زالت تلك الطاولة هي هي في مكانها وكم احتضنت لحظات جلوسي مع المرحوم عمي ( مبارك )- رحمه الله تعالى - برغم المرض وبرغم ما كان يعانيه إلا أن ابتسامته ولحظاته الجميلة كانت جميلة مع الجميع .. رحماك ربي فلترحم روحه وروح كل من رحل إليك وأن تحسن خاتمتنا يا الله ..
تأخرت ... لهذا عدت مسرعا للعيادة .. ولا زلت في الانتظار .. وأخيرا ... وبعد 4 ساعات انتظار تمكنت من الدخول للطبيب ( د . شيام ) استقبلني بابتسامة وصافحني بقوة ما شاء الله عليه .. بقيت معه فتره خلالها تصفح جعبة الحاسوب مراجعًا جميع أحداث وتفاصيل ما مررت به منذ حضوري معهم 2011
بعدها طرح أسئلته المعتادة والتي حفظتها عن ظهر قلب .. الخلاصة كل شيء طيب (تمام)
أربع ساعات انتظار مع الآلام المصاحبة وفي النهاية كل شيء (تمام ).. رحمتك يا ربي ..
هل سيكون مصيري كمصير الشيخ الستيني ؟! إلى متى ستتكرر ساعات الانتظار هذه ؟! شهور ؟؟! سنين ؟؟!!
هل بمجرد النظر والفحص المبدئي بواسطة الأيادي لمكان الآلام تكفي لكي يؤكد الدكتور ليطلق عبارته ( كل شيء تمام ) ..
بعد أن كان وزني 67 كيلو أصبح 44 كيلو وارتفع ليستقر عند 50.5 كيلو ..
وبعد أن كنت قادراً على حمل بمبون وأتامي في الوقت نفسه الآن لا أستطيع حمل أصغرهم ذي الشهور السبعة ( اليمان ) ..
هل يجب أن أبيع كل ما أملك لكي أكرر مغادرة بلادي للبحث عن مستشفي ينهي تلكم الآلام وليؤكد لي أن كل شيء على مايرام بالفعل ؟!
المهم غادرت المستشفى بكيس أدوية كبير الحجم يحتوي علي صناديق مختلفة الألوان لاضعها ضمن رفوف الأدوية في منزلي .. مع موعد آخر بعد ثلاثة أشهر وموعد خاص سيتم إبلاغي عنه خلال أسبوعين لتتكرر القصة ذاتها ..
اللهم كاشف الضّر ورافع الهمّ أشفني وأنت الشافي اللهم اكشف ما بي من ضرّ وأنت العلي العظيم.
وللقصة بقية ....
...
الأستاذ الشيبة
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات