[SIZE="6

استفقت من حلم واقعي اصابتني احداثه ومجرياته بحالة من التيهان والشرود بسبب الثوران الفكري الذي أصبحت حممه تلفظ شضايا لضاها من فوهة التعبير اللفظي فتحيل تلك الارض المنبسطة الي رماد يتناثر هنا وهناك بدئت احداث الحلم الواقعي وأنا ابحث في خارطة التربية والتعليم عن مسمى (( مجلس ادارة المدرسة)) وبعد أن اعياني البحث وأخذ الجهد الجهيد مني كل مأخذ وجدت ضالتي اخيرا تقبع في غرفة مدير المدرسة تحدها من الشمال انجازات المدرسة متمثلة في الكؤوس والميداليات والدروع المنجزة خلال الاعوام المنصرمة بينما يقابلها في الجهة الجنوبية مجموعة من مجالس الاباء ورواد الفصول و مشرفوا الانشطة بينما تركت الجهتين الغربية والشرقية للأعمال التي ستنجز لهذا العام جرداء قاحلة لا نبت فيها من عمل يذكر فمع بداية كل عام دراسي جديد يجتمع مدير المدرسة مع مساعده لتشكيل (مجلس ادارة المدرسة) ولا اعلم حقيقة ما الهدف من تشكيل هذا المجلس هل السبب ملئ خانة الاسماء التي تكمل ديباجة مكتب المدير أم تلبية لرغبة وتنفيذا لقرارات وزارية تفرض على ادارات المدارس هذا التشكيل فرضا والزاما 000فمانعرفه عن مجالس الادارات والمؤسسات والهيئات ان لها اهدافا واعمالا واجتماعات دورية تنفذ بصورة منتظمة او غير منتظمة يتخذ في هذه الاجتماعات مجموعة من القرارات لصالح العمل وتناقش فيه ويتباحث من خلاله جميع الاشكاليات التي تعترض سير العمل محاولا العمل على حلها أو ايجاد حلول لها الا ان ما نشاهده في مجلس ادارة المدرسة مع الاحترام الشديد هي عبارة عن اسماء تدرج في خانة الاسماء ليسد فراغا شكليا بغض النظر عن قيمة ومكانة وامكانيات وقدرات الاشخاص المختارين لسد هذا الفراغ فغالبا ما يتشكل هذا المجلس من المعلمين الاوائل والاداريين والفنيين والاخصائيين او قدماء التعيين هذا هو الدارج غالبا :11mmer3:000وان كنت اقر في هذا الجانب اختيار هذه الفئات الا انني ارى ان تفلتر تلك الاسماء بفلتر المؤهلات والقدرات والامكانات التي يتمتع بها الشخص المختار لتكون مستقبلا قادرة على حل ما يعترض مدرستها من معوقات اوبما ستواجهه من اشكاليات لا أن تكون مجرد اسماء تخضع لمعيار المجاملات والشكليات فقط 000 فمجلس ادارة المدرسة له من الاهمية بمكان فهو يعتبر وبمعنى مختصر مجلس الحل والعقد في المدرسة وهو الدينمو المحرك لسفينة المدرسة لتبحر في عباب بحر التربية حاملة النشىء الطلابي والكادر التعليمي والمهني وموفرة لهم سبل الراحة اللازمة حتى تتمكن المدرسة من ممارسة انشطتها وفعالياتها وبرامجها واعمالها المختلفة لتحقيق اهدافها المرسومة وتنفيذ رؤيتها المستقبلية المبتغاة الا ان ما نشاهده وللأسف الشديد في الواقع الميداني في مدارسنا يهمش هذه المجالس تهميشا ظاهرا واكاد اجزم بان غالب مدارسنا لا تعقد اجتماعا حقيقيا لتفعيل هذا المجلس اكثر من مرة او مرتين خلال العام على اكثر تقدير ! بل ان الغالب الاعم قد يمر العام بأكمله عليه دون ان يعقد هذا الاجتماع وان كان ثمة اجتماعات فهي اجتماعات صورية شكلية مزيفة او مستنسخة من اعوام سابقة فهي مرائية لإشباع تقارير وملفات مطلوبة التنفيذ او لسد افواه المنتقدين من الزائرين وانني لاستغرب فعلا كيف يهمش هذا المجلس ويتم التركيز على مجلس الاباء والمعلمين فقط ويعطى من البروز والاهتمام والمتابعة والاعلام الشيء الكثير بينما يهمل هذا المجلس ويركن في غرف مدراء المدارس على لوحات الورق البيضاء 000ان المدير الناجح هو من يفعل مثل هذه المجالس لانه من خلالها يستطيع ادارة مدرسته و ينفذ قراراته من خلال المجموعة لا من خلال التفرد بالرأي فنجاح المدير يتمثل من خلال اشراك مجلس ادارته في شؤون المدرسة يناقش معهم المشكلات الطلابية والظواهر السلبية وكيفية وضع الحلول الناجعة لها ويستعرض معهم الاجادات والامكانات الطلابية وكيفية الارتقاء بها ورعايتها وتنميتها كما انه يتباحث معهم حول جميع الانشطة والبرامج والفعاليات والبرامج المزمع تنفيذها مع عدم الاغفال بأهمية الخطة العامة للمدرسة واهدافها حيث يعتبر مجلس ادارة المدرسة حلقة الوصل بين الطلاب والاباء من جهة وبين المعلمين والادارة من جهة اخرى لذلك فان علامة تميز المدير الناجح هو قدرته على الاستماع لوجهات النظر من اعضاء مجلس الادارة والاستماع لآرائهم و الاخذ بمشورتهم فكلما اشكل عليه امر عرضه على طاولة النقاش والحوار فالرأي المأخوذ من خلال الجماعة والمشورة حتما سيكون اكثر نجاعة (( فما خاب من استشار)) :11retcherلذا فان المدرسة التي تفعل دور مجلس الادارة تجد انها الاكثر استقطابا لشرائح مجتمعية مختلفة والتعاون مع المؤسسات والهيئات المختلفة كما وان الغالب الظاهر عليها انها ستكون خالية من الاشكاليات والسلوكيات الغير مرغوب فيها وحتى وان وجدت تلك الظواهر فإنها ستكون نادرة او محدودة ومقدور التغلب عليها لذلك فان عملية الاهتمام بانعقاد مجلس ادارة المدرسة بواقع مرة كل شهر على اقل تقدير مؤشر صادق لرغبة مدير المدرسة على اشراك اعضاء المجلس في وضع الحلول واخذ المشورة والاستماع لوجهة النظر المختلفة للوصول الي قرارات اكثر صوابا فليس من المعقول ان تتوافر جميع تلك القدرات الهائلة في شخصية مدير واحد يستطيع بمفرده حل جميع ما تعترضه من عراقيل او تواجهه من مصاعب وحتى وان استطاع ذلك بمفرده فإنني على قناعة تامة بان غالبية قراراته سيجانبها الصواب وحتى وان كانت صائبة لكنه باشراك الآخرين سيجد قرارات أكثر صوابا وأكثر نجاحا ونجاعة من قراراته الفردية لذلك فأن احجام مدير المدرسة عن عقد تلك الاجتماعات الايجابية لمجلس ادارة المدرسة اعزوه الي سببين لا ثالث لهما يرجعان لشخصية المدير والتي اولهما أن تكون شخصيته دكتاتورية :11xing:تؤمن بالرأي الواحد فقط لذا فلا جدوى من عقد هذه الاجتماعات من وجهة نظره مادام رأيه هو من سيسود وسينفذ ولا عبرة لآراء الآخرين اما الشخصية الثانية فهي الشخصية الضعيفة :rain:التي لا تستطيع ادارة دفة الحوار والنقاش بل والادهى هي شخصية تخشى ان تناقش ويتباحث معها في بعض الامور والملاحظات السلبية في مدرسته وادارته لذا فهو يتحاشى مثل هذه الاجتماعات ومادام مركب السفينة يبحر فهو في رضى من نفسه كونه لازال يطلق عليه ربان السفينة بغض النظر عن الاضرار التي يواجهها المركب في سيره او يتعرض من خلالها الراكبون على سطحه فمتى سنجد تفعيلا فعليا لمجلس ادارة المدرسة يغيب من خلاله دور المدير المستبد في خلاط العمل التعاوني التشاوري ليخرج العمل بذائقة وطبخة تربوية حلوة المذاق تغذي العقول الراقية دمتم بالصحة والعافية[/SIZE]:11sh:


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..