| اكْتِظَاظُ حُرُوفِ مَشَاعِرْ |

اكْتظّتْ أَحْرُفُ مَشَاعرِيْ بسُيُولٍ مِنَ الكَلمَاتِ، تَتَصَارعُ كَتصَارعِ قطَرَاتِ
مَاءِ الصنبُورِ وهِيَ حَبيسَةٌ تَنْتَظِرُ بَصِيصَ نُورٍ يُنبِئُها بالخُرُوجِ.
مَا إنْ يُدَارُ مِفْتَاحُ الصنْبُورِ، إلّا وتَتَدَافَعُ القَطَرَاتُ وتَتَعَاركُ لِتَهمِيْ بِقّوَةٍ
فَتُزِيحُ مَا تُزِيح مَا أمَامهَا منْ ذَرّاتِ النيتُروجينِ المَخلُوطِ بكميّةٍ مِنَ الأكْسُجِيْنِ
وقَليلٍ منْ ذرّاتِ ثَانِي أكسيد الكَربُونْ!
فَتَضْربُ الأرْضَ بحَيَويَةٍ، بَاثّةً فِيْ بَرَاعِمِ تُربَتِهَا حيَاةً تُسَاعُدُ زَهَرَاتِهَا لِئَنْ تَنْبَعِثُ مِنْ مَرْقَدِهَا،
فَتَجْذِبُ النحلَ منْ أعْشَاشِهْ، لِيَحملَ حبّاتِ طَلعٍ بأرجُلِه ليبثّ حيَاةً فِيْ أحيَاءَ أخرَىْ!
تَتَمَايَلُ الأشْجَارُ بِزُهُورِهَاْ، فَتُعَشِشَ الطُيُورُ عَليْهَا،
فتُشنّفُ أسْمَاعُ الخَلَائقِ بِأحْلَىْ مَقْطُوعَةٍ طَبيعيّةٍ مُمْزُوجَةٍ مَا بَيْنَ خَرِيرٍ وحَفِيفٍ وتَغْرِيدٍ.
فَمَاذَا لَوْ كَانَ تَقَاطُرُ الحُرُوفِ مِنْ حُدُودِ أسْقُفهَا المُكْتَظّة بالكَلمَاتِ يَجْعُلُ أرْوَاحَ الخَلَائِقِ القَريْبَة والمُسَالمَة
والمُعَاديَة، تَقَفُ هُنَيهَةً تَتَأمّلُ مَا فِيْهَا مِنْ خَبَايَاْ، فَيُنْسِيْ العَدُوّ شَنَفَه، ويُشنّفَ الصَدِيْقُ بِالغَوصِ فِيْهَا، ويَزْدَادُ قُرْبًا،
ويُقَرّبُ الأرْوَاحَ الجَمِيلَةَ لَسَيْلِ الكَلمَاتْ.

فَتَبْعَثُ فِيْ بَرَاعِمِ قُلُوبِهِمْ حَيَاةً تُوقِظُ زَهَرَاتِ حُبٍ كَانَتْ فِيْ سُبَاتٍ عَمِيْقٍ. بَعْدَ ذَلكَ يُغذِيْ رَحيقَ الأزْهَارِ
كُرَيَاتِ دَمٍّ بَاتَتْ شَحِيْحَةَ المَشَاعِرِ ، لتُحِييْ بَعْدَ ذَاكَ أعْضَاءَ أخْرَىْ، فَتَدبُّ الحَيَويّةُ الشَاعِريَةُ فِيْ تَكْوينَاتِ
أصْحَاب الأَرْوَاحِ العَطِرَةِ.

فُتُشْجِيْ أسْمَاعَهْم بَعْدَ ذَلكَ بنَغَمَاتِ الحُرُوفِ، المَعْزُوْفَةُ بِأوْتَارِ السُطُورِ الرَفِيْعَة.

نَبضْ ْ~
سَأرَاجعه بَعد المُحَاضرَة ^^



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..