في كل يوم أو أكثر
أكتب قليلا من هذه القصة
إلى أن تمت الليلة والحمد لله على تمامها ..
حييت عجيا منذ كنت صغيرا - وعشت وديعا لا تحب غرورا
فآتاك يعقوب المحبة كلــها - وراعاك حتى لا تنال شرورا
تسللت الرؤيا إليك بنومة ـ فقلتَ : أبي إني رأيت مثيرا
كواكب بل والشمس والقمر الذي - ينير سجودا لي ولست أميرا
ومن خوفه قد قال لا تقصص الذي - رأيت وكن في الكاتمين صبورا
(2)المكيدة
ولم تدر أن القوم يكبر حقدهم ـ وقد أجمعوا امرا عليك خطيرا
فقالوا أبانا ليس يظهر ودنا ـ ألسنا له في النائبات نصيرا
الا فاقتلوا هذا الذي حال بيننا ـ وبين أبينا كي نعيش حبورا
ومن ثم توبوا إن ربي غافر ـ ويستركم سترا يدوم دهورا
وقال كبير القوم لا تقتلوه بل - ببئر الا فارموا يكون أسيرا
فجاءوا إلى يعقوب قالوا أيا أبي ـ أتأذن أن نمضي به ونسيرا
لنرتعْ ونلعب لا تخف قطّ إننا ـ سنحفظُـه لا لن يصيب شرورا
أيأكله ذئب ونحن عصابة ـ الا إنه الخسران كان مصيرا
وقد ذهبو إذ أجمعوا الأمر كلهم ـ فألقوه لم يرعوا لذاك ضميرا
(3)رحيل يوسف
وجاءوا أباهم إذ تباكوا عشية - يقولون سرنا لسباق مسيرا
ويوسف أبقيناه عند متعانا ـ وقد غدر الذئب اللئيم صغيرا
وهذا قميص فيه من دم يوسف ٍ - ولست بتصديق الكلام مشيرا
وقد ضل يعقوبُ الحزين متمتما ـ يبثُّ لربي كي يكون مجيرا
(4)يوسف في البئر،مستعبدا ،في بيت سيده
وحينا أتت سيارة تطلب السقا ـ فنادى منادٍ بالهتاف بشيرا
لقينا غلاما فاقتنوه بضاعة ـ وباعوه زهدا بالقليل يسيرا
فعاش بدار للعزيز مكرما ـ لحين وقد جاء البلاء خطيرا
(5) الإبتلاء بالفاحشة والنجاة
فغلقت الأبواب من ثم أقبلت ـ إلى الفحش تدعوه وكان صبورا
فقال معاذ الله ربي ومكرمي ـ يهين ظلوما بالعذاب سعيرا
وقـد الفيا بالباب إذا جاء سيد ـ تقول سنجزي المفسدين ثبورا
فقلت وربي ما فعلت وإنها ـ هي السوء تبغيه وتحلف زورا
فأنطق ربي للشهادة ناطقا ـ فكان لمنهاج الصواب ظهيرا
وعادت بطغيان العنيد وكيدها ـ تهدده ان يسجنن صغيراَ
(6) يوسف السجين ، مع الفتيان
فقلت الهي السجن أفضل مسكنا ـ ورحماك فاصرف شرها وغرورا
فسرت إلى السجن الكئيب مصابرا ـ مكثت مهانا في الظلام دهورا
وجاءك فتيان فقال أنا ارى ـ بنومي أني قد عصرت خمورا
وآخر إني أحمل الخبز قائما ـ فتأكله طير ـ نراك خبيرا
فهل لك أن تهدي المعاني مؤولا ـ إذا أنت بالتأويل كنت بصيرا
فقلت لهم يا صاحبيَ هديتما ـ وكنت لهم حضنا وكنت النورا
فأولكم يسقيى الخمور لربه ـ وثانيكم فالصلب كان مصيرا
هما ذهبا لكن بقيت وحرقة - تزيد وذاك السجن كان حصيرا
(7)رؤيا الملك والتأويل وانتهاء السجن
ولكنَّ ربي شاء بالمن رحمة ـ فأرسل رؤيا للخلاص سفيرا
فقال أرى السبع السمان تبيدها ـ هزال وأعني قد رأيت بقيرا
ومن ثم سبع السنبلات رأيتها ـ خضورا وأخرى قد يبسن دثورا
الا نبؤني إنني لست واعيا ـ إذا كان منكم يستطيع عبورا
فقالوا له أضغاث أحلام نومةٍ ـ ولسنا بتأويلٍ فديت خبيرا
وقال لهم ساقي الخمور تذكرا ـ الا أرسلوني قد ذكرت قديرا
وجاءك ، يا صديق أفتِ بما رأى ـ فعلَّمته ، لا ما أردت شكورا
فأرسل أن نادوه إني أريده ـ يكون خليلا أو يكون وزيرا
فقلت لمن قد جاء إرجع وسله عن ـ زليخا التي كانت تريد عهورا
وكان لك الفتح المبين خرجت عن ـ ظلام بسجنٍ كنت فيه أسيرا
(8) مع إخوته إلى النهاية
وأقبل في السبع العجاف جماعة ـ يريدون من زاد الحياة وفيرا
فأعطيتهم من ثم قلت ألا اجلبوا ـ أخا من أبيكم كي أزيد كثيرا
وإلا فلا كيلٌ لكم قطُّ عندنا ـ ولا تقربوني ما بقيت وزيرا
فساروا ليعقوب الكريم وراودا ـ وآتوه ميثاقا فكان مسيرا
فآويت بنيامين عنهم وقلت يا ـ أخي َّ تصبَّر إن لقيت شرورا
وأدخلت في رحل الصغير سقاية ـ ليبقى ويمضي السابقون دبورا
فأذن فيهم أيها العير إنكم ـ سرقتم بئستم في الخليقة عيرا
فقالوا معاذ الله ما كان قصدنا ـ فسادا ، ففتش رحلنا والعيرا
ومن كان موجودا لديه فإنه ـ يجازى جزاءً في القياس عسيرا
ففتشت رحل القوم قبل وعاءه ـ ومن ثم أخرجت الصواع أخيرا
فقالوا لإن يسرق فإن له أخا ـ أتى فعله للشر كان ظهيرا
فقالوا لتأخذ واحدا عنه إنه ـ له والد شيخ ٌ وكان كبيرا
فقلت معاذ الله نأخذ غيره ـ إلا إنه البهتان كان وزورا
فساروا إلى يعقوب قالوا له الذي ـ رأوه وقد كان النبي صبورا
وما كان منهُ غير بث شعوره ـ إلى الله يشكو غمَّةً مقهورا
وقال لهم سيروا بنيَّ تحسسوا ـ ليوسف ـ لا يأسٌ يكون كفورا
وجاؤك قالوا يا عزيز تصدقا ـ فقد مسنا الضرُ الأمر كثيرا
بضاعتنا المزجاة جئنا بها فما ـ لدينا سواها كي يكون نظيرا
فقال لهم تدرون فعلا فعلتمُ ـ بيوسف أم ذا الجهل كان مغيرا
فقالوا له يا أنت إنك يوسف ـ فقال نعم ـ والله كان نصيرا
فمن يتقِ الرحمن يجزيه منةً ـ وقد كنت في الشداتِ جدُّ صبورا
فأرسلهم نحو النبيِّ أبيهم ـ وعندهمُ ذاك القميصُ منيرا
فقال لهم يعقوب يا قوم إنني ـ ليوسفَ ريحا قد وجدت أخيرا
فما قالها إلا وألقوا بوجهه ـ قميصا به ارتدَّ النبي بصيرا
فألقاهم ربي لأجلك سجدا ـ وقد كان تأويل المنام مثيرا
على ِسنةٍ للنوم تكتب قصة ـ فسبحان ربي عالما وخبيرا
تــــــــــمـــــــــــت
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات