أخبروه أن هناك ساحرة تقيم في بلد مجهول لها ملامح جمال تسحر كل الرجال وتسرق قلوبهم وتحولها لجواهر أرجوانية تعلقها في سقف غرفتها المظلمة. تلك الأسطورة المرعبة في نظر الكثيرين كانت تمثل رادعا حتى أن يفكروا في سبر أغوار تلك البلدة أو التفكير في زيارتها حتى..
وقد نبتت في رأس الناس فكرة أن هذه الساحرة الفتاة خلقت من ظلام ودخان فهي كمتمات وطلاسم وأرواح وأشباح تسير في كل ركن وزاوية، مما كان يستدعي سريان القشعريرة والبرد في جسده ، ودوما يحاول طرد تلك الأوهام التي تحاول جاهدة ثنيه عما عقد عليه العزم. أعدت كل العدة المطلوبة للرحلة الطويلة وركبت البحر وهو في متعة كبيرة يصدر ألحان ونغمات الحياة..

وأثناء سير المركب في البحر هبت ريح قوية كادت أن تغرق المركب، الكل أصبح خائفا وهو قبع متمسكا بالصاري منتظرا النهاية، نهاية حياته في عرض البحر. ما هذا الحظ، أكُلُّ هذا بسبب الرغبة في الوصول إلى الساحرة؟ هل الأرواح الشريرة عرفت بقصده وأنه قادم وتريد أن تمنعنه من الوصول؟ بدأ يتساءل وبدأت الأفكار المخيفة تدور في رأسه. وعند عتمة المساء كان كل من في المركب قد غرق إلا هو ضل متمسكا بالصاري المكسور متشبثا بالحياة..



بعد المعاناة إندفع بقوة نحو ساحل يكاد يراه. هدأت العاصفة وتركه الموج على ساحل الرعب حيث تقيم الساحرة.. غريبة حدائق غناء وهواء جميل وهدوء مخيف مجرد صوت غناء يأتي من بعيد يكاد يسمع يجذبه بلا شعور. يا ألله ما أجملها تطل من النافذة.. وما أجمل فستانها الأحمر.. فستان الحفلات. عيناها تضيء وأسنانها تشع.. وخدودها وكامل التفاصيل الأخرى كلمة روعة لا تكفي..




.. يدخل من الباب.. وبحديث كالغناء نسيَ أنها ساحرة وعما قريب ستنتزع قلبه لتعلقه في سقف غرفتها لتبقى تغني من التالي من التالي. تعااال إقترب .. يريد أن يقاوم ولكن طلاسمها وتمتماتها السحرية.. عيونها الملتهبة.. الأفاعي من حولها تخرج نافخة للسم قاذفة. والأبواب والشبابيك تنغلق.. ويبدأ الهواء يختفي ليختنق..


وتجري الدموع من عينيه دمعة ممات تقطر على يدها لتحرقها وتسرخ أنت لا تستحق الموت أنت عنهم مختلف..ولكن كل شيء إنتهى.. صار صريعا وهي تصرخ صراخها افزع كل البلدة.. وحتى قصرها من هول صراخها تفجر ليسقط متهدما ليكون قبرا لها ولكل القلوب التي سحقتها..



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..