ثُمَّ لَمْ يَمْسَسْهُ الْمَوْتُ !
" عاشَ حَياتَه المِقْدامَةَ الْعَظيمَةَ ، وَشِعارُهُ :
(اللهُ ، والجَنَّةُ ) ! "
خالِد مُحَمَّد خالِد


بَدْءًا مِنَ الْمَوْتِ أَرْخَى العُشْبُ سُتْرَتَـــــهُ
ظِلاً ، إلى قَلْبِـهِ الْمَوْعـودِ يَنْجَـــــــــــــرِفُ

آتٍ ، يُوَسِّعُ مِـلءَ الضَّـوْءِ رائِحَــــــــــــــــــــــــةً
للحُلْمِ حَيْثُ مَرايـا الْحُـبِّ تَنْكَشِـــــــــــــفُ

مُذْ كَدَّسَ النَّأْيُّ فِـي أوْقـاتِ عُزْلَتِـــــــــــــــــــهِ
يَمامَ دَمْعٍ وَشَى عَـنْ سِـرِّهِ الشَّغَــــــــــــــفُ

كانَ الْمَكانُ كَصَحْـوِ الْـوَرْدِ مُكْتَنِــــــــــــــــزًا
بالصُّبْحِ لَمْ تَنْتَـزِعْ أنْفاسَـهُ السُّـــــــــــــــــدَفُ

هُناكَ يُفْلِتُ مِنْ ضِلْعِ الْمَـدى طَــــــــرَفٌ
مِنَ البَياضِ ، لِفَرْطِ الْوَجْـدِ يَرْتَجِــــــــــــفُ

مُغامِرٌ تَحْـتَ سَقْـفِ اللهِ فـي دَمِــــــــــــــــــــــهِ
طَيْرُ الْحَنينِ الَّذي مـا مَسَّـهُ التَّلَـــــــــــفُ

لا شَيءَ يَقْتَنِصُ الآيـاتِ إنْ بَسَطَـــــــتْ
جَنَّاتِها ، لِزوايـا الْجَـوْفِ تَنْعَطِـــــــــــــــــــفُ

يجيءُ غيْمًا ، يَعُبُّ الْمـاءَ مُنْشَـــــــرِحًـا
مِنَ الصَّلاةِ ، فِخاخُ اليُبْسِ تَنْصَـــــرِفُ

تَزلُّفًا لَـفَّ فـي المَسْـرى عِـــــــــــــــــــــــمامَتَـهُ
وَالْمَوْتُ فِي طُهْرِها المَطْوِيِّ يَلْتَحِـــــــــــــفُ

يُمَسِّدُ الـرُّوحَ فـي كُرْسـيِّ خَلْـــــــــــــــــــــــــــــوَتِـهِ
بِرَشَّةٍ مِـنْ جِـرارِ الذِّكْـرِ تُغْتَـــــــــــــــــــــــــــــــرَفُ

وَالعابِـرونَ زوايـا الظِّــــــــــــــــــــــــــــــلِّ تُرْبِـكُهُـم
قِيامَةُ الْفَجْرِ ، فـي عيْنَيْـهِ تُكْتـــــــــــــَشَـــــــفُ

هُـوَ المُـؤَبَّـدُ شُطْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآنًـ ا مُـمَـدَّدَةً
تُحاصِرُ التِّيهَ ، يَذْرو خَطْوهُ الصَّـــــــدَفُ

لِمَنْ يَحُـثُّ وَطيْـشُ الرِّيـــــــــــــــــــــــحِ يَلْحَقُـهُ
بَيْنَ الدَّقائِقِ ، لا يَنْـأى وَلا يَقِــــــــــــــفُ ؟!

تَفَصَّدَ الْقَلْبُ مِنْ لَسْـعِ اللُّهـاثِ هَـوًى
وَشَفَّ عَنْ دَمْعَةٍ في الْعِشْـقِ تَعْتَكِـــــــــــــفُ

لَمَّا تَبَخَّـرَ سِـــــــــــــــــــرْبُ الْــــــحُلْـمِ مِـنْ يَـدِهِ
كَحَفْنَةِ الْغَيْمِ ، مَطَّ الشَّهْقَةَ الأسَــــــــــفُ !

ما أبْطَأَ الْوَقْتَ ! جَفَّتْ فـــي أصابـِعِـهِ
حَـلاوَةُ الْعيـدِ والأيَّـامُ تَعْـتَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رِفُ

يَمْشـي بِفانوسِـهِ يَجْـــــــــــــــــــــــــــــــتَـرُّ قافِـلَـةً
مِنَ الْحَنيـنِ وَنَخْـلُ الدَّمْـعِ يَأْتَلِـــــــــــــــــــــــــــــفُ

كَـأَنَّ نُزْهَتَـهُ الْخَضْـراءَ يَحْلِـــــــــــــــــــــــــجُـهـا
عَنِ النُّشوءِ رُؤًى فِي الْغَيْبِ تَنْتَصِـــــفُ!

(حَديقَةُ الْمَوْتِ)مَرَّتْ كَالسَّــلامِ عـــَلَـى
فُـؤادِهِ بُرْهَـةً مُــذْ أذَّنَ الْـهَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــدَفُ

ما زالَ يَغْطسُ في غابـاتِ فُسْــــحَتِـهِ
صَهيـلُ أمْنِيَّـةٍ بالـدَّمْـعِ يَنْـقَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــذِفُ

ماذا يُوَحِّدُ بِالصَّوْتِ الَّـذي ارْتَعَـــشَـتْ
أمْواجُهُ في حُروفٍ خَفْــــــــــــــــــــــقُها (أَلِـفُ)؟!

اخْلَعْ فُؤادَكَ في الْفِـرْدَوْسِ مُنْـــــــــحَسِـرًا
عَنْ بُحَّةِ الْعُمْرِ ، تأْوي نَبْضــــــــــــَكَ الْغُرَفُ

إنْ باغَتَ اللَّيْلُ ذاكَ الْيَوْم فـي عَجَـلٍ
كَفَّيْكَ ، عَنْ مُرْتَجاكَ الْعَذْبِ يَنــــــــــــْصَرِفُ

هشاشَةُ الْجُرْحِ لَـوْ مَــــــــــــــــــــدَّتْ شَرائِعَهـا
لَنْ تَقْضِمَ الرُّوحَ ، فِي أبْهائِها الصُّحُفُ

تَسَلَّلَ الْمَوْتُ ، أَحْنى الطِّيـــــــــنُ رَغْبَتَـهُ
لَمَّا تَهـاوى وَظـنَّ الحُـبّ يُقْتَطَـــــــــــــــــــــــــــــــــفُ

عَبَرْتَـهُ ثُـمَّ لَـمْ يَمْسَـــــــــــــــــــــــــــــــسْـكَ طائِـرُهُ
يَجيءُ مِنْ صَحْوِكَ الْمَنْشورِ يَرْتَشِــــــــــــفُ

كَما تَشاءُ ، تأبَّطْـتَ الْخُلــــــــــــــــودَ وفـي
عَيْنَيْكَ فَجْرٌ عَنِ الْمَنْسوجِ مُخْتَلِــــــــــــــفُ !






*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..