الأنشطةُ الورقيَّةُ .. هلْ آنَ وقتُ رحيلِها !!

إنَّهُ ومنْ دواعي الغبطةِ والسرورِ هوَ العملُ على تطويرِ مناهجِنا
الدراسيَّةِ سنةً إِثْرَ سنةٍ .. ووزارتُنا بمبادراتِها هذهِ نراها تسقي عَطَشًا وتروي ظَمَأً ..
إنَّها لنظرةٌ تربويَّةٌ مستقيمةٌ ثابتةٌ على عروشِ التطوُّرِ ومتطلبَّاتِ
التنميةِ الوطنيَّةِ المجيدةِ ..
وإنَّ منْ بينِ هذهِ الطوالعِ المبشِّرةِ بالخيرِ والسَّعْدِ هوَ الاهتمامُ
بتنميةِ الاتجاهاتِ الإيجابيَّةِ والقدرةِ على بناءِ أسئلةٍ
تتحدَّى القدراتِ وتنمِّي التفكيرَ .. وهذا هوَ العدلُ في مراعاةِ الفروقِ
الفرديَّةِ بينَ التلاميذِ .. إذْ أنَّها ولسنينَ طويلةٍ كانَتْ تفتقرُ بشكلٍ ملحوظٍ
لهذا النوعِ منَ الأسئلةِ ..

أباركُ لوزارَتِنا هذا الإتقانَ في المناهجِ .. فهيَ تسقينا منْ لُبابِ الفكرِ
ماءً يتغلغلُ بينَ ثنيَّاتِ عقولِ الناشئةِ فيُغْدِقُ خيرًا ..
وترتقي في لباسِ العلمِ مكانةً فيكسوها أَلَقًا بينَ الشعوبِ وفخرًا ..

هنا أتساءلُ :
أينَ سيكونُ موقعُ الأنشطةِ الصفِّيَّةِ الورقيَّةِ منَ إعرابِ زمنِ الحصَّةِ الدراسيَّةِ !!
فممَّا اشتملتْ عليهِ صفحاتُ الكتبِ الدراسيَّةِ لمناهِجِنا الحاليَّةِ
[الحلقةُ الأولى منَ التعليمِ الأساسيِّ]
هوَ الكمُّ الوفيرُ منْ أسطرِ الدروسِ .. يصاحِبُها التنوُّعُ المثيرُ للطرحِ ..
والإلمامُ الشاملُ بالموضوعِ والفكرةِ .. والتسلسلِ الجميلِ للقيمِ والاتِّجاهاتِ ..
وكذلكَ تنميتُها للجانبِ الوجدانيِّ والأخلاقيِّ بدقَّةٍ متناهيةٍ يبحثُ
التلميذُ عنْ حلقاتِ فصولِها المنتثرةِ على جنباتِ النصوصِ ..
لتحلِّقَ في ختامِها على مركبةٍ منَ الآراءِ تنقلُ لنا بالصوتِ والصورةِ
نقلًا حيًّا مباشرًا رأيَهُمْ في النَّصِّ أوِ العملِ أوِ الفكرةِ ..
ولهذا التعبيرِ عنِ الرأيِّ منْ حرِّيَّةٍ تصقُلُ الشخصيَّةَ صقلًا منذُ نعومةِ أظفارِها ..
فلكلٍّ منهمْ رأيَهُ .. وأنا وأنتمْ ليسَ علينا إلَّا احترامُ آرائِهِمْ بعدَ إبرازِهِمْ بطاقةَ الأسبابِ ..
أَبَعْدَ هذهِ الدسامةِ والطلاوةِ التي فاقتْ حدَّها في الدرسِ الواحدِ
يكونُ للأنشطةِ الصفِّيَّةِ الورقيَّةِ زاويةً منَ الحصَّةِ !!

أعلمُ أنَّ منكمْ مَنْ يؤيِّدُ تلميحي هذا .. ومنكمْ مَنْ يعارِضُهُ ..
لذا أقدِّمُ لكلِّ تربويٍّ سفينةً فضائيَّةً ينقلُ لنا فيها خِبْرَتَهُ في كيفيَّةِ تسييرِ الأنشطةِ الورقيَّةِ
في خضمِّ الأمواجِ الإيقاعيَّةِ العذبةِ التي ضمَّتْها مناهِجَنا الجديدةَ ..
متأمِّلةً أنْ يكونَ الرأيُ منْ مسقطِ رأسِ القاعةِ الدراسيَّةِ ارتفاعًا نحوَ
سماواتِ الدليلِ وجاذبيَّةِ الواقعِ ..
فمنْ كانَ مستعدًّا للانطلاقِ عبرَ فضاءاتِ الواقعِ .. فهيَّا بنا على بركةِ اللهِ ..








*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..