احذر من الإسقاطات!!!
الإسقاط موضوع شيق ، و قد نقع فيه بدون قصد و قد نتعمده و قد نجهله ، فالإسقاط بأبسط معانيه: أن ترجع الأمر لسبب غير السبب الحقيقي ... كأن تسقط إخفاقك في أمر لسبب لا دخل له في إخفاقك ... و نجد أننا نمارس هذا الأمر بشكل كبير بقصد و بدون قصد، فمن طبع النفس البشرية عدم الاعتراف بالنقص و عدم الاعتراف بالتقصير و قد توقع اللوم لغيرها و تبعده عن نفسها ...
كم مرة قصرنا في أمر ثم نرجع السبب لغيرنا ... و ذلك من باب تخفيف الإنسان على نفسه الضغط الذي يحس به نظير الفشل الذي أصابه ...
فمثلا إذا أخفق طالب في مادة ... يرجع السبب لصعوبة المادة ...أو لتقصير المعلم في الشرح...أو لتقصير الأهل في المتابعة ...أو غيرها من الأسباب و نادر ما يوجه اللوم لنفسه ...
و قد يجدر بنا أن نضرب مثال من واقعنا في المدارس ... فعندما ظهرت نتائج المسابقات ... تفننا في نسج الأعذار و تبرئة النفس ... و إسقاط الإخفاق على المقيميين تارة و على آلية التقييم تارة أخرى و على بنود التقييم و غيرها ...
و إذا عودنا أنفسنا على ذلك ... فلن تتحقق الفائدة من الإخفاق أو الفشل !!!
لأننا نبعد أنفسنا عن السبب الرئيسي أو المشكلة الحقيقية ... فنسدل الستار عليها و لن تظهر لنا فنحلها ...و لن تظهر لنا جوانب القوة فنعززها و لن تظهر جوانب الضعف فنصلحها ، لأننا ضيعنا الوقت و اشغلنا أنفسنا في الإسقاط على الغير بل تفننا في ذلك ...
و مع هذا و ذاك ... قد يكون الإسقاط إيجابيا أحيانا عندما نمارسه بالعكس ...
أقصد عندما نرجع نجاحنا مثلا لسبب آخر غير مجهودنا فقط – ليس انتقاصا من حقنا – بل مع الاعتراف بما قمنا به مع سبب آخر لتجنيب أنفسنا من العجب بالنفس و الزهو بها ... فنبني بذلك صنما داخلنا نعبده من دون الله ... و هذا ما أشار له سيدنا إبراهيم عليه السلام- على حسب فهمي البسيط - و هو يدعو الله عز وجل : ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )
فعلى الإنسان أن يرجع الأمر لله من قبل و من بعد ... و أن لا نشغل أنفسنا بإسقاط الخطأ و اللوم على الغير ... و إنما نقف على الواقع و نتبين أوجه الخلل و نصلح ما استطعنا ...
سبحانك لا نحصي ثناءا عليك
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات