قبلَ أيَّامٍ .. ومنْ هناكَ .. منْ لجنةِ النظامِ والمراقبةِ والمعروفةِ بِالْـ
[Control ] .. حيثُ الإشرافُ على سيرِ الامتحاناتِ أولى غاياتِهمْ .. والحفاظُ على هدوءِ المركزِ منْ أساسيَّاتِ نظامِهِمْ .. ولكنْ .. معَ ظلِّ هذا الانسجامِ أودُّ أنْ أكتبَ عنِ [ الاحتياطِ ]قديمًا وحديثًا.. فقدْ كانَ سابقًا يضجُّ المركزُ بهمْ .. وتسمعُ على بُعْدِ أمتارٍ أصواتَهُمْ .. ضوضاءُ تعمُّ المركزَ .. فيحتاجُوا كلَّ حينٍ إلى مَنْ ينبِّهُهُمْ .. وهذا حالُ التعارُفِ والتواصلِ ولا غرابةَ في ذلكَ ..


مِنْ رؤساءِ المراكزِ مَنْ نظَّمَ العملَ .. أعني : مَنْ قطعَ الصوتَ بأنْ جعلَ مكانَ التجمُّعِ بعيدًا جدًّا بحيثُ لا يُسْمَعُ للمعلِّمينَ في الاحتياطِ صدىً .. وتصرَّفَ آخرونَ بإرجاعِ مجموعةٍ ، وإبقاءِ أخرى لعلَّ عليها حاجةً وعسى .. كلُّ ذلكَ حتى يتكيَّفَ المركزُ بسيرِ اللجانِ منتظمةً طوالَ الأيَّامِ المحدَّدةِ ..


هذا هوَ الحالُ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ سمانٍ .. أيْ : قبلَ أنْ تُصْدَرَ للمراقبةِ علاوةٌ تقدَّرُ بثماني ريالاتٍ عنْ كلِّ يومٍ .. حيثُ كانتْ ساعاتٌ عجافٌ تُلْصَقُ في المعلِّمِ لصقًا .. أمَّا الآنَ .. فلقدِ اختلطتِ المفاهيمُ هذهِ معنويًّا ؛ فبعدَ أنْ كانتِ السنواتُ العجافُ عجافًا منَ المالِ .. إلَّا أنَّها كانتْ سمينةً بالمراقبينَ .. ولا يداخلُ لجنةَ النظامِ والمراقبةِ أدنى خوفٍ منْ بقاءِ اللجنةِ بلا مراقبٍ ؛ لأنَّ العددَ كافٍ وافٍ ..




وسنواتُنا السمانُ الحاليَّةُ باتتْ عجافًا منَ المراقبينَ في أيَّامٍ لمْ تكنْ في الحسبانِ .. ولمْ يُطْلَبْ منهمْ في خانةِ الاحتياطِ سوى ثلاثةً فقطُّ .. باتَ التقتيرُ سِمَةً بَيِّنَةً يوصفُ بها القائمونَ على سيرِ الامتحاناتِ .. بعدَ أنْ كادتْ تُلْصَقُ بالمعلِّمينَ ورغبَتُهُمْ في المراقبةِ ابتغاءَ المالِ فحسبُ .. فأصبحنا نرى رؤساءَ المراكزِ كلَّ فصلٍ يعانونَ منْ نقصٍ في أعدادِ المراقبينَ .. معَ أنَّهمْ يعتقدونَ أنَّ الحلَّ والعقدَ بينَ ثنايا أصابِعِهِمْ .. ظاهريًّا هكذا .. ولكنَّ المفاجآتِ التي يصطدمونَ بها صباحَ يومِ المراقبةِ لَتَنْسِفُ طباعَ الحليمِ فيغدو فَظًّا غليظًا معَ منْ صَادَقَ أيَّامًا .. فيقعُ في حبائلِ غضبِ الرئيسِ معلِّمينَ أَتَوْا بأعذارِهِمْ الطارئةَ همْ أيضًا .. ولكنْ .. لا يقبلُونَ نقاشًا .. فإنَّ الأمرَ خارجٌ عنْ إرادَتِهمْ .. ولا يلامونَ .. فكثرةُ الضغطِ تولِّدُ انفجارًا ..


وهكذا أصبحتْ سمانُ السنواتِ عجافٌ بهمْ ؛ فيصبحُ حالُ رئيسِ المركزِ كالمثلِ القائلِ : [ يومْ ما رامتْ تطحنهْ .. قامتْ تكيلبهْ ] .. فهوَ يضطرُّ للتخلِّي عنْ مراقبِ دورٍ ليتحلَّى المركزُ باكتمالٍ ، فيكونُ في لجنةٍ بديلًا عنْ زميلِهِ .. وفي نفسِ الوقتِ نراهُ قدْ أجرى قرابةَ الخمسةِ اتصالاتٍ .. لمْ يلقَ ردًّا إيجابيًّا إلَّا منْ أحدِهِمْ ؛ لينقذَ الموقفَ قبلَ أنْ يأتيَ أحدٌ منَ الوزارةِ أوِ المديريَّةِ لمتابعةِ لجانِ المركزِ .. ولكنْ .. مَنِ السببُ في كلِّ ما يحدثُ يا ترى ؟!


إنَّها وببساطةٍ .. خطَّةٌ منْ الخططِ التي تسعى إلى حلبِ النملةِ حلبًا ؛ ولأنَّ المسألةَ فيها نقودًا .. فإنَّ المركزَ يضطرُّ لإرجاعِ المراقبِ إنْ أخطأَ في تقديرِ يومٍ وجاءَ بناءً على تخمينِهِ أنَّ عليهِ مراقَبَةٌ .. وإنْ كانَ في الاحتياطِ واحدٌ فقطُّ .. يرتاحُ منها المسؤولونَ بتحديدِ عددٍ معيَّنٍ منْ المعلِّمينَ للاحتياطِ .. ولكمْ أنْ تتصوَّروا لجانًا عددُها خمسةَ عشرَ فما فوقَ .. واحتياطُها خمسةٌ .. عذرًا .. أعني : ثلاثةٌ فقطُّ .. فمنْ أينَ سيتمُّ توفيرُ معلِّمٍ في غضونِ عشرِ دقائقَ إذا كانَ معلِّمانِ متغيِّبانِ .. وبينهما ثالثٌ مريضٌ .. وآخرُ مطلوبٌ في لجنةٍ خاصَّةٍ ..
قدْ يتمُّ التستُّرُ على أمورٍ كهذهِ .. ولا تُبْدَ إلَّا في حالةِ اجتماعِ المديرِ العامِّ برؤساءِ المراكزِ .. ولكنِّي أرى في الحقيقةِ تستُّرًا عليها خلالَ سنواتِ عملي في هذا المجالِ ؛ لتوفيرِ البديلِ وضمانِ سيرِ العملِ .. فما ذنبُ رئيسُ المركزِ في حالةٍ كهذهِ ؟!


وأخيرًا .. أهمسُ في أذنِ منْ ظنَّ أنَّ المبالغَ قدْ جذبتْ نفوسًا للمراقبةِ .. أنَّ المعلِّمَ راغبٌ طامعٌ في راحتِهِ بعدَ عناءِ التدريسِ .. وليسَ لهُ جهدٌ ليستمرَّ في غضونِ أسابيعَ ثلاثةٍ منْ أجلِ ثمانيةِ ريالاتٍ عنْ كلِّ يومٍ .. فلتتبدَّلْ وِجهةُ نظرِكمْ حولَ المعلِّمِ .. ولتحسنوا بهِ الظنَّ .. فذاكَ افتراضٌ منْ حكايا الخيالِ .. لا منَ أرضِ الواقعِ إخوتي الكرامَ .. إلَّا إذا كانَ في حاجةٍ تجبُرُهُ لذلكَ ..


إحدى رئيساتِ المراكزِ خاطبتِ المراقباتِ بكلِّ ثقةٍ قائلةً : أظنُّ أنَّكُنَّ أتيتنَ للمراقبةِ باختيارِكُنَّ .. فتفاجأتْ بأكثرِ منْ صوتٍ يقولُ لها : لا .. فتعجَّبتْ وقالتْ : كمْ معلِّمةً جاءتْ وليسَ لديها الرغبةُ في المراقبةِ ؟! فرفعَ نصفُ الحاضراتِ أيديَهُنَّ بعدمِ الرغبةِ في المراقبةِ .. وما إدراجُ أسمائِهِنَّ في المراقبةِ إلَّا إكمالًا للنَّقصِ وسدًّا للعددِ لا أكثرَ .. وطالبنَ ببيعِ الأيَّامِ المخصّصةِ لهنَّ معَ زميلاتِهِنَّ .. وكأنَّ لسانَ حالَهنَّ يقولُ : [ شايفْ خيرْ وخضرةْ .. وما أستعجبْ منْ جرادِ المقبرةْ ] ..

فأينَ منْ يظنُّ أنَّ التهافتَ على المراقبةِ سيبلُغُ أوجَهُ بعدما عُيِّنَ لها مبلغًا خاصًّا بها !! فالمدارسُ باتتْ تجبرُ المعلمينَ على المراقبةِ ؛ بعدَ أنْ توقَّعتْ أنَّ الأعدادَ ستفيضُ بما لا طاقةَ لها على إرسالِها ..





*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..