♨☜ هلْ ستصبحُ كرياتُ دَمِهِ سوداءُ !! ☞♨
الحلقـةُ الأولـــــ[ أنتَ ورئيسُ العملِ ] ــــــى ..
أناسٌ كرياتُ دَمِهِمْ بيضاءُ .. يعيشُونَ حولَنا .. لا .. بلْ قدْ تكونُ أنتَ منهمْ أوْ أنا .. يدافعونَ عنِ الفضيلةِ أنَّى وُجِدَتْ .. ويذودونَ بشدَّةٍ عنْها .. عُرِفَ عنهمْ معاداتُهُمْ للواسطةِ الجائرةِ .. فهمْ يعلمونَ أنَّ الكذبَ حرامٌ .. وأنَّ سلبَ المؤمنِ حقَّ أخيهِ ظلمٌ وعدوانٌ فلا يتعاملُونَ بهِ .. وأنَّ الغشَّ عارٌ فلا يتَّصفونَ بهِ ..
كرياتُ دمِهِمُ المعنويَّةَ بيضاءُ ناصعةٌ فعلًا .. ولكنَّنا سنقفُ لنفتِّشَ في أفعالِ أولي هذهِ الكرياتِ .. سنجدُ في تعامُلِهِمْ معَ معارِفِهِمْ وأصدقائِهِمْ .. أنَّهمْ يقومونَ بواجبِ حمايتِهمْ على أتمِّ وجهٍ .. ولا يُؤخَذُ عليهِ ثغرةٌ في جانبٍ كهذا .. كرياتُ دمهمْ بيضاءُ كما قلتُ ولا زالتْ ..
فإذا ما أتينا نعمِّقُ الجلوسَ بينَ أغوارِ نواياهُمْ .. سنجدُ عجبًا لا ترضاهُ أنتَ بنفسِكَ .. قدْ يكونُ منْ أقصدُهُ [ رئيسُكَ في العملِ ] يتساهلُ في بعضِ الأمورِ منْ بابِ التعاطفِ والتراحمِ معكَ .. كونُهُ منكَ ذا مقربةٍ .. أوْ ذا مرحمةٍ .. فتطالبُهُ بإجازةٍ لكَ .. دونَ أنْ تُحْتَسَبَ .. فأنتَ في نظرِهِ وهوَ في نظرِكَ العضدَ والساعدَ .. منطبقًا عليكما قولَ المثلِ : { لا تحاسبْ بو باغي تناسبْ } ..
فيما عداكَ يطالِبُهُ نفسُ الرئيسِ بأنْ يُحِلِّلَ لقمتَهُ دائمًا .. وأنْ يتَّقيَ اللهَ في عملِهِ وفيمَنْ تحتَ مسؤوليَّتِهِ .. فإذا كنتَ مديرًا في مدرسةٍ أوْ أيَّ عملٍ أوْ كنتَ موظَّفًا أوْ معلِّمًا أوْ عاملًا أوْ طالبًا أوْ وليَّ أمرٍ .. فرغبتَ في حاجةٍ منْ رئيسِكَ الذي يعلوكَ منصبًا .. كمساعدةٍ ماليَّةٍ أوْ إجازةٍ أوِ استئذانٍ أوْ توظيفٍ أوْ دفعِ مكروهٍ يحاصرُكَ في عملِكَ أوْ معَ أحدٍ منْ أهلِكَ أوْ كنتَ مريضًا .. وأتيتَ إلى رئيسِكَ فلمْ يُخيِّبْ آمالَكَ .. فستقولُ عنهُ : أَنْعِمْ بفلانٍ .. متعاونٌ لأبعدِ الحدودِ .. وَطيبَتُهُ بلا مثيلٍ .. قلبُهُ أبيضُ نقيٌّ .. أينَ سنجدُ مثلَهُ لوِ انتقلَ ! ..
ترى الخيرَ ماثلٌ أمامَ الجميعِ ما دامَ أبو فلانٍ هوَ [ الشافعُ ] لكَ حتى تصلَ لمبتغاكَ .. ماذا كنَّا سنفعلُ لوْ لمْ يكنْ هنا !! لا يراني أمامَهُ إلَّا والموافقةُ تكادُ تسبقُ طلبي .. ثمَّ تبدأُ تترنَّمُ لهُ بأدعيَّةٍ صادقةٍ مخلصةٍ .. وتعبيراتٍ قلبيَّةٍ ذَوْقِيَّةٍ تنمُّ عنْ حُبٍّ وإعجابٍ بذاكَ الرئيسِ .. سائلًا المولى أنْ يديمَ إحسانَهُ عليكَ ..
معَ أنَّكَ يا مَنْ أتيتَ إلى رئيسِكَ تعلمُ يقينًا أنَّ ما تطلبُهُ منهُ قدْ يكونُ مخالفًا لنظامٍ مُتَّبَعٍ أوْ قدْ يسلُبُ حقًّا منْ حقوقِ غيرِكَ .. أوْ أنَّ رئيسَكَ قدْ أوقفَ زميلَكَ عندَ حدِّهِ حينما طلبَ منهُ ما طلبتَ أنتَ ، ولمْ يقبلْ عذرَهُ لأيِّ سببٍ كانَ ..
وفي الجهةِ الأخرى إنِ استعملَ الشفاعةَ لغيرِهِ .. فجاءَهُ مادًّا يدَهُ ليستأذِنَ فوافَقَهُ على مرادِهِ اتُّهِمَ [ بالمحسوبيَّةِ والواسطةِ - غيرِ المشروعةِ ] .. وأنَّ فلانًا قريبٌ منْ رئيسِهِ .. وأنَّ الرئيسَ يدني لهُ المتملِّقينَ المتشدِّقينَ .. ويحابي المنافقينَ الذينَ يلتفُّونَ حولَهُ .. أوْ يليِّنونَ لهُ الحديثَ .. وأنَّ الغيابَ والاستئذانَ لا يمنحُ إلَّا للقريبينَ منهُ .. هنا .. عندَ مفترقِ الطريقِ .. عايشتَالموقِفَيْنِ .. وتأكَّدْتَ أنَّهُ لوْ كانَ قريبُكَ الأوَّلُ لحظيتَ مكانةً عَلِيَّةً .. ولَتَمَتَّعْتَ بكافَّةِ ما يبثُّ في إرسالِهِ اليوميِّ مِنْ حنانٍ وعطفٍ وتعاوُنٍ .. فهلْ تستطيعُ أنْ تحكمَ على مديرٍ كهذا ولكنَّهُ لا قرابةَ بينَكما .. فحُرِمْتَ مِنْ ذاكَ النعيمِ دهرًا .. فهلْ سيستحقُّ رئيسُ العملِ هذا – منْ وجهةِ نظرِكَ - صفةَ .. ذا .. [ كريَّاتِ دمٍ سوداءَ ] !!
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات