كانت السماء مكفهرة الجبين في يوم شتوي ممطر..
والريح تعبث بأغصان الأشجار،
فتجعلها تتمايل مصدرة صوت أشبه بالأشباح في هدئه الليل..
وصوت الرعد وهويحث البرق الذي يعصف بكل شيء ،
.يتهاوى من السماء كأنه غضب الجبار على أهل الأرض .
في وسط هذا كله كانت امرأة عجوز قد خط الدهر فيها أثره، وأعيتها الحياة،
تجرعت كؤوس المرارة والحرمان..تجلس قرب الموقد ترتشف فنجان القهوة
وتمعن النظر في لهيب النار، وهو يجاهد بكل قواه ليشتعل في الأغصان المبتلة،
يغلب عليه الدخان المتصاعد الذي يشق طريقه إلى النافذة،
وكأن شيئا يوجهه إليها.
أخذت العجوز تحدث نفسها تارة ، وتوجه حديثها إلى قطتها تارة أخرى،
كيف لا ..
وهي كل ما تبقى لها بعد خروج أبنائها واستقرارهم للعيش المدينة ......
كانت العجوز تعتمد على نفسها فهي تنفق مما تحصل عليه من عمل يدها
- من خلال اهتمامها ببقرة تمتلكها فتستفيد من منتجها-.
تسمع طرقا على الباب، يوقظها من غفوتها، يقطع الهدوء الذي يخيم على المكان..
جلست تتساءل ، من يا ترى القادم؟!
تنهض متثاقلة نحو الباب وأنيسة وحدتها –القطة – تتبعها ، وهي تتجه نحو الباب الخشبي القديم الذي تهاوت جوانبه، لاسيما أنه لن يصمد طويلا
أمام شدة الطرق عليه..
المفضلات