إماراتية تروي : عم طفليّ اغتصبهما وهددهما بالذبح..
24 الامارات - خاص
توجهت سيدة إماراتية (طلبت التحفظ عن ذكر اسمها) إلى موقع 24 لتروي قصتها المأساوية هذه، حيث تعرض طفلاها اللذان لم يتجاوزا ربيعهما الخامس إلى أقسى أنواع الوحشية التي يمكن أن يتعرض لها طفل، فكيف إذا كان المرتكب هو من يفترض به حماية أولئك الأطفال.
بصوت مرتعش تروي السيدة قصتها: "أنا أحب طفليّ كثيراً، هما كل ما أملك في الدنيا، لكنني عجزت عن حمايتهما، خاصة أن من ارتكب الفظاعة بحقهما ليس إلا عمهما".
وتواصل: "لم تمض أشهر قليلة على زواجي حتى اكتشفت أن زوجي، والد جنيني الذي حملته حديثاً يهوى التحرش بالأطفال، حاولت أن أخلصه من عقدته تلك، لكنني فشلت، استشعرت الخطر على طفلي المقبل، وقررت حمايته من احتمال تعرضه لموقف كهذا من والده، فسارعت إلى الانفصال عن زوجي".
رعب داخلي
وتضيف والدة الطفلين "بعد أشهر من انفصالي علمت أنني حامل بتوأم، وحينها عاهدت نفسي على فعل المستحيل لإعالتهما، وحمايتهما من كل مكروه، فطليقي لم يخف تحرّشه بالأطفال، مما جعلني في رعب داخلي دائم، وبت أحرص على مراقبته لدى لقائه بهما، حتى بلغا سن الخامسة".
تغيرات
"منذ حوالي الشهر"، تقول السيدة "بدأت ألاحظ تغيرات على سلوك طفليّ، فنشاطهما قل، وضحكاتهما لم تعد كما كانت، وباتا يتبولان لا إرادياً ليلاً، ويكثران من البكاء لأقل الأسباب ويصمتان لفترات طويلة، حتى بدأت أفقد أعصابي، وألح عليهما بالأسئلة دون جدوى".
اكتشاف الجريمة
وعن ليلة اكتشاف الجريمة قالت الأم "ذات يوم كان ينام بجواري أحد طفليّ، وفوجئت بأنه يقوم بحركات غريبة، فذعرت، وأخذت بضربه والصراخ عليه، ثم سألته من أين تأتي بهذه الحركات، وكنت أتوسل الله أن لا يكون ما أخشاه قد وقع، وأتت الكارثه حين قال طفلي "عمي علمني أنا وأخوي وعملها".
انهارت الأم ومعها كل جهودها التي بذلتها لتحمي طفليها، وأكملت "وكأنني سقطت من أعلى قمة جبل، احتضنته وناديت شقيقه وطلبت منهما أن لا يخافان ويرويان كل ما حدث، فأكدا لي أن عمهما كان يمارس معهما بعض الحركات التي شرحاها لي، وذلك حينما كان أبوهما يأخذهما إلى منزل الأسرة".
هددهما بالذبح
وتضيف الأم:"أبلغني طفليّ أن عمهما قام بفعلته أكثر من مرة، وكان يهددهما بالذبح حال أخبرا أحداً بالأمر، ودون وعي حملت طفليّ بجنون إلى المستشفى، ليؤكد لي الطبيب أو ينفي أي خبر، ثم توجهت إلى الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، واستمعت الجهات المعنية لأقوال صغيريّ، اللذين أصابتهما حالة من البكاء الشديد، وكانا يتشبثان بي وكأنهما يسألانني ما الذي حصل".
واختتمت السيدة روايتها قائلة "عم طفليّ تحرش بهما، جملة تدور في رأسي كشبح حول حياتي إلى جحيم، بمن سيثقان غداً وكيف سيكملان حياتهما، أسأل الله أن يعافيهما ويعافي نفوس الناس من هذا الداء".
استشارية نفسية
موقع 24 توجه إلى الاستشارية النفسية في دار التربية الاجتماعية للفتيات في الشارقة، هند البدواوي، التي أوضحت أن "الطفل المغتصب من قبل الأهل أو الأقارب، يقع تحت تأثير نفسي يدفعه للتغير داخل الأسرة، وقد يصبح عدوانياً أو مريضاً نفسياً، فالطفل سيشعر بأنه معتدى عليه، و بالتالي لا يستطيع منع هذا الاعتداء لأنه نابع من سلطة أقوى منه، هذه الازدواجية في الحب و الكره ستوصله إلى المرض والشعور بالذنب والرغبة في تفريغ الضغط الداخلي، وقد يصبح المغتصبون فيما بعد منحرفين جنسياً أو مرضى نفسيين عصابيين".
خوف ونفور
وأكدت أن "الطفل الذي يتعرض للاغتصاب يعاني من الخوف والنفور من الناس والعزلة والقلق وعدم الثقة بالآخرين وينشأ لديه إحساس بعدم الأمان والشك ويمر بضعف الذاكرة ويصاب باضطراب في الشخصية وقد يكره والديه".
وأشارت أن "هناك فرقاً بين من يتعرض للاغتصاب مرة واحدة، ومن يتعرض له عدة مرات فالذي يتعرض لمرة واحدة فإنه ينسى بسرعة ولا آثار نفسية مستقبلية لديه".
سلوك المغتصب
وعن تصرفاته مع الأهل ومدى تأثرها قالت إن "الطفل الضحية يبدأ بعد الجريمة بعزل نفسه عن الأطفال ويتحاشى مشاركتهم اللعب، وبالطبع ينخفض مستواه الدراسي، وقد تحدث له عملية تبول لا إرادي وهذا ما يسمى بالطب النفسي بالنكوص أو العودة إلى مرحلة الطفولة المبكرة عندما كان عمره حوالي السنة، ليجتذب حب الوالدين وانتباههما ويشعر بالحنان في أحضانهما، وكأنه يريد أن يطلق صرخة استغاثة أو نجدة لطلب المساعدة، ويخاف من أي شخص غريب أو ضيف يدخل المنزل ويشعر بالفزع إذا احتضنه أو لاطفه بشكل عادي".
ودعت الاستشارية النفسية أن "تحمي الأسرة أطفالها من إمكانية التعرض للاعتداء بالتقرب من الطفل والصراحة معه لأن الخوف قد يعرضه للتغرير، فيخفي الأمر عن الأهل خوفاً منهم، مع ضرورة مراقبة سلوك الطفل، والحذر من علاقته بالكبار غير الموثوقين"، مؤكدة أن الطفل المغتصب يحتاج بشكل أساسي إلى علاج نفسي.
*** منقول ***
المفضلات