على مقاعد الدراسة ومراحلها المختلفة , هناك ذكريات نظل نتذكرها دائما , ذكريات لوجوه وأفراد , قد ترحل تلك الوجوه أو الأفراد وتظل مواقفها وحكاياتها , صفاتها وملامحها أسماءها وألقابها , تظل رسوماتها كالوشم على الحائط والمقاعد وجذوع الأشجار , على الصخور والرمال , يظل كل ذلك عالقا في الذاكرة , وتظل رسوماتها تعبر عن شئ ما , ربما عن مشاعرها أو أحاسيسها , ربما عن رغباتها أو احتياجاتها , ربما عن طموحها , طموح الشباب وآمال العاشقين , أحلامهم ورؤيا هم , رؤياهم للحياة وللمستقبل , رسومات قد تحمل معنى العهد والوعد , وعد المرأة وعهدها , وعد لايمكن الاعتماد عليه , وعهد لايمكن المراهنة عليه , فهو كلام عابر , مهما كان عمقه أو بساطته , ومهما كان واقعيا أو خياليا , فهو كلام كالروايات أو القصص, أو هو القصة والرواية , روايات من الخيال وقصص من الذاكرة , قصص عجيبة لها إبطالها , لهم تجارب ومغامرات , لهم مشاريع واستراتيجيات , لهم خطط للتطوير وبرامج للإنماء , لهم قصص تحمل عناوين ومسميات مختلفة , قد تكون غريبة أو عجيبة مسلية أو مثيرة , تثير فضولك لقراءتها أحيانا , قصص فيها الكثير من الآمال والطموح والكلام العابر المستهلك الذي يشغل الأفراد , جهدهم وفكرهم , حواسهم ومشاعرهم , لكنها تصبغ بصبغة التطوير والتحسين والتجديد والتقييم , وكلها أحيانا قصص لأفراد تثير فضولك لمتابعتها ولمعرفة نهايتها أو نتيجتها خاصة عندما تحمل مسمى إستراتيجية أو مشروع في المجال التربوي أو التعليمي , قصص مستورده ومشاريع مستهلكة واستراتيجيات لا يتم تقييما أو تقويمها في كثير من الاحيان , ولكن يتم وضعها وكتابتها وروايتها , كالتي ترويها (أجاثا كريستي ) و (رجاء الصانع ) أو (علاء الأسواني ) كلها قصص وروايات عاجزة عن إحداث تطوير حقيقي لأ زمة التربية والتعليم , قصص تقليدية لأصلها الغربي محاكية له وناقلة عنه , قصص تربك الحقل التربوي وتكشف خلله وضعفه , قصص يبدو التطوير فيها مجرد كرنفال أو مهرجان دعائي كعروض الأزياء التي تتكرر بكل تقليعتها وغرائبها بطريقة شكلية لا جوهرية , عروض لا تناسبنا , عروض أصبحت مملة ومكررة لا تخدم توجهنا أو فكرنا , لا تخدم آمالنا أو طموحنا , لاتناسب عاداتنا أو تقاليدنا, لكن هناك من يصر على عرضها واستمرارها ويدافع عنها دفاع المستميت . قصص كلها كلام من أ جل الكلام , خاصة القصة الجديدة التي تحمل عنوان : " تقييم التعليم " "قصة نيوزلندية " , بكل تفاصيلها , قصة لم أجد فيها أي تقييم لفلسفتنا التربوية أو لأهدافها , ولم أجد فيها أي تقييم لأهداف التعليم أو للمناهج , وحسب حواري مع بعض أبطال القصة , يبدو أنهم انطلقوا من الأسفل ليصعدوا إلى القمة , متجاهلين صعوبة القمة وتضاريسها الصعبة والمعقدة , متجاهلين الضباب الذي يخيم على القمة والذي يمنع الرؤية , تلك القمة التي لم يعد الهواء النقي يصل اليها , فكثرفيها التلوث وظهرت فيها الامراض المزمنة والعقيمة , تلك الامراض التي أ صبح من الصعب علاجها فانتشرت في الحقل وأ فسدته , أبطال قد يكون الحماس سببا في سقوطهم وهلاكهم , " وحسب الحوار معهم يبدو أن هناك من آمن بفكر "غاندي " كإسلوب للتغيير, فكر قد لا يكون تربويا , وحسب الحوار معهم يبدو أ نهم بحاجة إلى رؤية , وحسب الحوار معهم يبدو أن الأبطال تنقصهم الكثير من الخبرة وربما هم بحاجة لقراءة الفلسفة ومعرفة الأهداف الحقيقية للتعليم قبل أن يكونوا أبطالا , وربما الخبير أو الخبيرة التي تقودهم بحاجة إلى ذلك أ كثر منهم , فعمرها الافتراضي الذي قد انتهى لا يساعدها لاستيعاب أي شئ أو صعود القمة , لكن هناك من يدفعها للأمام وهي تحاول أ ن ترجع للخلف , و يبدو أنهم لم يتعلموا من القصص السابقة , فالنداء , لم يترجم إلى الآن حسب تقديري بطريقة صحيحة , فالترجمة لم تصف الداء لتضع الدواء , ولكن الترجمة نفسها قصة , عبر عنها الرجل بأسلوبه وتجاربه والأنثى كذلك , على اختلاف العمق والنظرة , وعلى اختلاف التحليل والتفكير , تعبيرا لا يخلو من العبث أحيانا , عبث الرجل وعبث المرأة , عبث لايجوز أن يكون في التعليم , في تقييمه أو تحسينه , في إصلاحه أو تطويره , في منهجيتيه وإستراتيجيته , فالتعليم نظام أمة وكيان دولة لا يجوز العبث به في أي حال من الأحوال من مجموعة أفراد ليصبح قصة أو رواية , كقصة "عمارة يعقوبيان " أو رواية "بنات الرياض " فإذا كان على قول "أحمد الصاوي "الشيطان لعبته المرأة , والمرأة لعبتها الرجل " فتقييم التعليم لعبة من ؟
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات