ميراث الحسد والكراهية دفع شاباً لسرقة خاله
البيان
جاء إلى دولة الإمارات محملاً بأحلام كبيرة بالخلاص من فقر ورثه ويخشى أن يورثه لأبنائه، لم يعرف في وطنه إلا الفقر ومايرافقه من ذل الحاجة وضعف الحيلة. ورغم أنه كان مجرد عامل إلا أن مرارة الفقر التي لازمته منذ نعومة أظفاره ألزمته بجد العمل والحفاظ حتى على الفلس فلا ينفقه إلا في مكانه الصحيح، ليس بخلاً ولكن ليختبئ به من شبح الفقر الذي يخاف أن يعاوده في أي لحظة. وهكذا أخذ يرتقي من عامل إلى مشرف عمال وحتى مشرف موقع، ومع الارتقاء في المكانة كان رصيده البنكي يكبر شهراً بعد آخر، وبعد سنوات من التعب والحرمان استطاع أن يصبح شريكاً في إحدى شركات المقاولات ثم صاحب شركة ناجحة لها سمعتها في السوق، كما تضخم رصيده وأصبح رجل أعمال ناجحا.
وفي الوطن كانت شقيقته لاتزال ترزح تحت ذل الفقر والحاجة، فاتصلت به ورجته أن يأخذ زوجها وابنها البكر ليعملا لديه في أبوظبي لينتشلا عائلتيها من ظروفهما المادية السيئة، ورغم أنه لم يحب يوماً زوج شقيقته أو يتخيل أن يقربه منه، فقد وافق أن يأتي بهما ليعملا لديه في الشركة، وأسكنهما في شقة بمشاركة بعض عماله، كما منحهما صلاحيات ومكانة أكبر من مؤهلاتهما العلمية والعملية بدافع ارضاء شقيقته ومساعدتها بطريقة غير مباشرة.
تقصير
لم يقابل زوج أخته وابنها هذا العطاء بالإمتنان، بل على العكس تماماً، اعتبراه أنه مقصر في حقهما بخيل عليهما، فكيف يضعهما في سكن مع عمال غرباء وهم أقاربه، لماذا لايستقبلهما في منزله الفخم أو يستأجر لهما مايماثله أو على الأقل يكون لهما سكن مستقل وليس مع العمال. ومع كل زيارة له في شقته يزداد حقدهما، وينظران إلى أثاث منزله وكل تلك المصوغات التي تزين زوجته فتشتعل غيرتهما ويحادثهما الشيطان أن لكل منهما الحق في التمتع ببعض من هذا الثراء.
لم تبق تلك المشاعر حبيسة عقليهما بل سرعان ماترجما أفعال وممارسات تمثلت في التلاعب في الحسابات المالية والكميات التي يتعاقدان على شرائها لمصلحة العمل مستغلين في ذلك ثقته بهما وإنشغاله بعروسه الجديدة. ولكنه سرعان ماشعر بتلاعبهما في ماله، فقد كان حدسه موجها بالدرجة الأولى إلى أمواله التي تعب لسنوات طويلة حتى جمعها. وعندما تتبع حدسه وصل إلى دليل أكيد على سرقة زوج أخته وابنها له. ومع ذلك لم يستطع أن يخيب رجاء أخته ، فاكتفى بطرد زوجها وإعادته إلى وطنه واستبقى الفتى عنده أملاً ان يكون أفضل من أبيه، وأنه سيتمكن من السيطرة عليه بعد أن يبعده عن والده السيطرة، ثم تشجيعه على العمل بجد واعداً إياه أن يطور مكانته ويرفع أجره ويحمله مزيدا من المسئوليات بشرط أن يكتسب الخبرة المناسبة ويثبت إخلاصه وأمانته.
ففي يوم شاهد خاله ينزل من سيارته أمام باب الشركة، وعندما نظر داخل السيارة لاحظ وجود علبة مجوهرات فقام بفتح السيارة بواسطة مفك وأخذ المجوهرات التي كان خاله قد ابتاعها ليهديها إلى زوجته الجديدة. لم يشك الرجل بابن أخته واعتقد أن لصاً هو من سرقه، فقام بإبلاغ الشرطة عن الواقعة. وبعد أيام قليلة كان الرجل قد ترك مبلغاً كبيراً من المال في سيارته، وقد اعتاد على ذلك لحاجته إلى سيولة مالية بين يديه بشكل دائم، فقام ابن أخته بفتح السيارة وسرقة المبلغ ثم قاد السيارة إلى إمارة دبي حيث تركها هناك بعد أن استولى على المال.
(تنشر صحيفة البيان صباح كل أحد بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي قصصاً لتوعية أفراد المجتمع) حكم
قامت الشرطة بتفريغ تسجيلات كاميرا مراقبة الشارع التي تغطي مكان وقوف السيارة بالقرب من الشركة واستطاعت أن ترصد السارق في حادث سرقة المجوهرات، وتعرف الرجل على ابن شقيقته عندما عرض عليه الفيلم المصور، وبناء عليه تم القبض على السارق الذي اعترف بجميع سرقاته لخاله، وقامت النيابة العاملة بتحويله للمحاكمة بتهمة السرقة وحكم عليه بالسجن سنتين والإبعاد عن الدولة بعد تنفيذ الحكم بعد أن رفض الخال الاستجابة إلى رجاء أخته والتنازل عن حقه أمام المحكمة.
*** منقول ***
المفضلات