ردوا سلامي على جيران قيضيه ...
انه موسم العودة إلى الديار ... بعد رحلة المقيض ... وكما جرت العادة ... فإن سكان المناطق البحرية المعروفة بالغبائن في (شبه جزيرة مسندم) ينتقلون في فصل الصيف إلى المدن الأقل حرارة وإلى حيث مزارع النخيل التي يمتلكونها في المدن وهاهم الكمازرة ينتقلون جماعات ويودعون الجيران والأهل والأصدقاء على أمل اللقاء بهم في السنة المقبلة ... أو الصيف القادم ...
هنا تتخالط الدموع ... بين الفرح ... والحزن ... فراق الأهل ... والأحبة ... والجيرة ... وفرحة العودة إلى الوطن ... إلى الأرض الطيبة كمزار ... ويتمازج الفرح بالحزن ... فهذا الجار قادم ليعطي جاره بعض الهدايا من طعام وغيرها مما جادت يده ... وهذا كبير السن يحمله أحفاده ... وهذه طفلة يرفعها أخاها على ظهره ... وهذه الجدة تنتظر من يأتي ينزلها في القارب متكأه على عصا بيدها ... وبجنبها قفص خشبي يحمل بعض الدجاج ... والمشهد يتكرر كل سنة وكل حول ...
حيث الجميع ركبوا القارب ... يلوحون بأيديهم إشارة الوداع ... للقادمين من الأهالي ... والأطفال يتراقصون فرحا على ظهر القارب ... وتأتيهم صرخة يأمرهم بالجلوس في أماكنهم ... وذاك يقول لهم اهدءوا يا أشقياء ... والكلمات الأخيرة التي تنطلق كالسهام لتستقر في قلوبنا ... ( في أمان الله ... وفي حفظ الرحمن ... نستودعكم إلى العام المقبل بإذن الله ... وسامحونا )
وينطلق القارب ... يشق المضيق ... بين الخلجان وما حولها من الجزر بتشكيلاتها الجميلة والرائعة ... والجميع يشاهد المناظر في صمت ... ويتأمل ... ما يحمله قادم الأيام ... كل يفكر ما يقبل عليه من عمل ونشاط ...
يظن الكثير ... إن فصل الصيف بالنسبة لسكان تلك المناطق هي استراحة محارب... ولكن من يعرفهم يعلم جيدً ... إن هؤلاء لا يستريحون ... ففصل الصيف بالنسبة لهم موسم صيانة القوارب ... والبتاتيل ... وشراء المعدات البحرية كشباك الصيد ... والأقفاص (الدوابي أو الجراجير) ... قائد السفينة أو النوخذة المعروف عند أهل الخليج ... المسئول المباشر عن جميع اسر الصيادين لديه ... وعادة ما يكونوا أسرة واحدة ... تراه يتنقل في الدولة المجاورة بين رأس الخيمة ودبي لشراء كل ما يلزم البحارة من طعام أساسي ... ومعدات صيد ... أما البحارة فهم مشغولون بصيانة القوارب وتركيب شباك الصيد ...
نعود إلى الماضي القريب قليلاً ... للحديث عن بعض التفاصيل ... فأن أهل كمزار كانوا يتنقلون بين خصب ... ودبا ... حيث مقيضهم ... واقتصر الان إلى خصب ... واستقر كثير من العائلات في المدن ...
ربيعي والعرب لديارهم شدت ... طبيعي جوهم أجمل ربوع عمان
إذا في ضامرك هم وكدر شلت ... نسايم تنعش الخاطر من الوجدان
يخاطبني خيالي والملا غطت ... حريم النوم أنا لهم سهران
دموعي من عيوني مول ما جفت ... يحاصرني اشتياقي زود خلان
أنا شوقي لهم أكثر إذا عدت ... زمان الصيف والموعد إذا قد حان
للشاعر (بن بكار ... رحمه الله)
*** منقول ***
المفضلات