كان يا ما كان ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ..يروى أن معلماً طلب من تلاميذه كتابة ما يتمونه في المستقبل كموضوع لمادة التعبير ،فشرع الطلاب يكتبون أمنياتهم ،وكانت أمنيات صغيرة في الجملة ما عدا طالباً واحداً طرز الورقة بأمنية عظيمة فقد تمنى أن يكون دكتوراً في المستقبل !!! وعندما سٌئل الطالب : لماذا اخترت هذه الأمنية ؟! أجاب الطالب : أبي دكتور وابن عمي دكتور ، استغرب المعلم كثيراً !! ثم سئل الطالب : عن تخصصهم ؟! شهق شهقة طويلة ثم أجاب لا أعرف !!! فلا عجب في تلك الأمنية الحالمة التي تمتزج بالسماء وتعانقها من طالب صغير ؛ لأن تلك الشهادات بدأت تنتشر انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة كانتشار الفطر لدى بعض التربويين الذين يتفاخرون ويتباهون بحرف " الدال " حيث يصفون أنفسهم بالعظماء وكمال يقأل في الأمثال المصرية " كل شيخ وله طريقة " .
ومما أدهشني كثيراً أن رجال الدين " المشايخ " بدوا يكتبون أسماؤهم مسبوقة بحرف " الدال " فحاولت أن ابحث عن أصل كلمة " دكتور" في القواميس واكتشفت أخيراً أنها كانت تطلق على " الحاخام" وهو رجل الدين صاحب أعلى مراتب العلم في الكنيسة ، وقد استخدمت لأول مرة في جامعة بولونيا بإيطاليا تكريماً للشخص الحاصل على مزيداً من العلم والمعرفة .
ومن المفارقات أن المجتمع يحترم كثيراً كلمة "دكتور" بصرف النظر عن التخصص في تلك الشهادة فقد تكون في تربية الدواجن أو في الفيزياء النووية - فلا مجال للمقارنة طبعاً - المحك الحقيقي ليس بكلمة دكتور وإنما بالانتاج الفكري أو الأدبي أو العلمي لصاحب الشهادة العليا ، ومدى تطبيق الدراسات والبحوث على أفراد العينة للتوصل إلى نتائج علمية يستفاد منها في الميدان التربوي ، وفي المقابل هناك الفريق الآخر ( الفاشلين ) الذين يحاولون شراء تلك الشهادات من أجل الشهرة والتفاخر بحرف " الدال "!!! فهم يستترون -للآسف- حول جدار الإسقاط !!! وبعضهم - للآسف- قد يسقط في مستنقعات البلاهة والجهالة فيركض وراء المناصب الإدارية !!! والفريق الأخير (زبده المجتمع) الذين حصلوا على تلك الشهادات وقد ساهموا إسهاماً كبيراً في خدمة المجتمع كماً وكيفاً ، فكما هو معروف للجميع أن الشهادات العليا تنقسم إلى قسمين رئيسين الأول يمثل الاتجاه الأفقي والآخر الاتجاه الرأسي فلا تجد في دول أوروبا نسبة حصول شهادات الدكتوراه كثيراً ؛ لأن الاتجاه السائد هو الأفقي وليس الرأسي .
فالتاريخ أبرز شواهد كثيرة ليسوا من حملة شهادة الدكتوراه ساهموا في تقدم البشرية من هؤلاء " بيل غيتس" الذي شغف بالحاسوب منذ أن كان طالباً في الصف الثامن ،وقام بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف إلى معرفة عدد السيارات التي تمر في الشوارع فاستخدم معالج أنتل 8008 وقد حققت هذه الشركة الصغيرة ODATA أرباح قدرت بعشرين آلاف دولار إلى أن قام بإنشاء شركة مايكروسوفت ، ونموذج آخر كان له أثر "والت ديزني " كان مخرجاً أمريكياً مشهوراً وقد أسس شركة "والت ديزني" وهو أيضاً مخترع المنتزة الشهير ديزني لاند وقد عرف بأنه راوي قصص بارع ونجم تلفزيوني كبير والأهم من ذلك أنه مع فريقه ابتكر عدداً من الشخصيات التي أحدثت شهرة حول العالم ومن هذه الشخصيات "ميكي ماوس" و " دونالد داك " كما أن "ديزني" يعد أكثر شخص في التاريخ يحصل على جوائز الأوسكار ، وأيضاً " ستيف جوبز" أحد أقطاب رجال الأعمال الأمريكية الذي استطاع أن يخرج إلى النور كلاً من جهاز " ماكنتوش" و "اي باد " و "آي فون" لشركة آبل، وأيضاً الألماني"يوحنا جونتبرغ"الذي اخترع آلة الطباعة عندما صنع قطعة معدنية لكل حرفاً من حروف الهجاء بعدها غمست حروف الهجاء في الحبر واستخدمت للكتابة ما بين عام 1436م حتى 1440م ، وأيضاً الألماني " وليم رونتجن" الذي اخترع الأشعة السينية "أشعة أكس" قبل نهاية القرن التاسع عشر بخمسة أعوام حيث نجح في توليد أشعة تخترق الأجسام الصلبة وأخيراً من الناحية الزمنية نظارة جوجل التي اخترعها مجموعة طلاب وتمكنك هذه النظارة من تصفح الشبكة العنبكوتية ومشاهدة الفيديو وغيرهم من الذين حفروا أسماؤهم في سجل الخالدين بحروفاً من نور .
أخيراً : درب النجاح مفتوح للجميع ستكون رقماً مؤثراً ، وعنصراً مرجحاً يصفق لك الجميع إعجاباً بك عندما تقدم لهم علماً نافعاً فهل تصدق أن صماء عمياء بكماء نالت أكثر من شهادة دكتوراه ، وألفت عشرات الكتب استفاد منها الآخرون بعد وفاتها ...؟!
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات