الذكريات الجميلة تظل جميلة في الزمان والمكان في اللحظة والموقف, ونظل نرجع إليها دائما لنضع مقارنة أو مقارنات بين مواقف الإدارات ، تلك الإدارات الصغرى والكبرى ، مواقف لبعض المعلمين والمعلمات مواقف توزيع التلاميذ في الصف الأول هذا التوزيع الذي يقوم على التمييز والتفرقة أحيانا حسب اللون أو العائلة في بعض مدارسنا لتظل تلك الذكريات جميلة أو تعيسة ذكريات المقاعد الأمامية أو الخلفية تلك المقاعد والصفوف التي أصبحت ثابتة لبعض الأفراد مع كبر أحجامهم وبلادتهم إلا أنهم يصرون على الاحتفاظ بها بالرغم من عدم قدرتهم على استيعاب أي شيء إلا أن إصرارهم عليها لإثارة المشاكل أو الفتن لإظهار قوتهم ونفوذهم ذلك النفوذ الذي يحتاج إلى إرادة قوية لاجتثاثه لتصبح الرؤوس كأسنان المشط داخل المؤسسة التربوية الأم أو خارجها فأولئك الأفراد في تلك الصفوف الأمامية لا يمكن أن تطبق عليهم مقاييس الجودة الشاملة في تلك المؤسسة والتي نست أن التعليم صناعة بشرية لا سلعية لذلك لا يمكن التحكم بالعناصر البشرية كالتحكم في المعدن أو الصخر خاصة عندما تطالب بحقوقها، حقوق أصبحت عالمية وليست محلية، فهذا المعلم الذي يربي ويكسب المعارف والمهارات والسلوك فقد كل الذكريات الجميلة، فاختل زمن التعلم وطابور الصباح ومراسم العلم والنشيد الوطني، وفقد الزمان والمكان، فاختلط الشرق مع الغرب والشمال مع الجنوب، لتصبح المواقف واحدة والذكريات كذلك، ونسى المعلم كل شيء، ولكنه تذكر حقوقه، تذكر آلامه وآماله، تذكر أيامه الحزينة ، أيام فقد فيها صبره وبصره ، وتذكر أنه لا يقل مكانة عن المديرين العموم ومديري الدوائر أو عن أولئك الذين على المقاعد الأمامية والذين يطالبون دائما بالترفيع المالي لأنفسهم ، وكأن هذا المعلم من كوكب آخر فأصبحت مطالبه غير مشروعة كمشروعيتهم، ولغته غير مفهومة كلغتهم ، ونداءاته غير مسموعة كنداءاتهم، فلا نلومه إذا فقد صبره، ولكن نلوم تلك المؤسسة التربوية الأم التي تدرس القيم ولا تطبقها , والتي تدعو للسلوك القويم وهي بحاجة إليه ، والتي تدعو للصدق ولا تطبقه، والتي تدرس المواطنة وتقصي المواطن , نلوم تلك المؤسسة التربوية الأم التي تدعو للعدالة والمساواة في مناهجها وتشريعاتها ولكنها لا تطبق على المعلمين أيا منها , وكأن حال هذا المعلم على قول الشاعر : ( لقد اسمعت لو ناديت حيا ...ولكن لا حياة لمن تنادي ) .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات