المنطقة الطبية اكتفت بتشكيل لجنة
مطالبة بكشف ملابسات وفاة علي الحفيتي سريرياً
البيان
يرقد المواطن علي الحفيتي 35 سنة من ذوي الاحتياجات الخاصة في قسم العناية الفائقة في مستشفى الفجيرة في حالة حرجة، منذ أكثر من أسبوع، بعد أن صارع الألم لمدة أسبوع، تدهورت فيه حالته الصحية تدريجيا، دخل على أثرها عمليتي غسيل كلى وذلك على فترتين متتاليتين من يومي الاحد والاثنين، ليدخل بعدها في غيبوبة دائمة معلنة عن موته سريريا، في حين اكتفت منطقة الفجيرة الطبية بالحديث عن تشكيل لجنة طبية حول ذلك.
خالد الحفيتي (قريب المريض)، ذكر في شكواه لـ"البيان"، أن سبب موت عمه سريريا يعود إلى تأخر تقديم العلاج المناسب له في مستشفى الفجيرة، حيث تدهورت حالته صحيا لعدم اخضاعه للفحوصات اللازمه، التي تعتبر مهمة في حالته كونه مريضا من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاقا صوتيا ويعاني من متلازمة داون، وهو مريض بداء السكري وارتفاع في ضغط الدم، وفشل كلوي مزمن تم تشخيصه في شهر ابريل من العام الجاري، وقد سبق تعرضه لجلطات بالساقين، حيث من المفترض أن يلقى رعاية طبية خاصة.
غياب الرعاية
وتابع خالد الحفيتي: المؤسف أن عمي لم يتلق الرعاية والاهتمام اللازمين عندما ساءت حالته الصحية، فالواقعة الاولى هي عندما تم رمي عينات الدم التي تم سحبها في قسم الطوارئ لحظة اسعافه وهو في حالة صحية سيئة جدا وهو يعاني من آلام حادة في البطن والصدر ظهر يوم الجمعة الماضي، دون تحويلها للمختبر للتعرف على النتائج، ووضع العلاج المناسب له، والاسوء عندما قام الطبيب المناوب بطمأنة ذوي المريض بأن الفحوصات سليمة ولا داعي للقلق وعليه تم حقنه بمسكن للألم والسماح له بالخروج والعودة للمنزل رغم حالته الصحية السيئة، ثانيا عدم إجراء فحوصات بالأشعة المقطعية لتعطل الجهاز الذي أخر عملية تشخيص الحالة، واكتشاف الجلطة الدماغية في وقت مبكر.
ثالثا تحويل المريض وهو في حالة إعياء شديدة إلى مركز غسيل الكلى للمرة الثانية على التوالي ولمدة أربع ساعات، ومغادرة الطبيب المعالج للمركز دون إشرافه على العملية ، إذ أن وزن المريض كان طبيعيا وهو نفس الوزن المسجل للمريض عند إجرائه لعملية الغسيل التي سبقتها بيوم واحد، ليخرج من عملية الغسيل ويدخل مباشرة في غيبوبة دائمة.
شكوى
وعليه تقدم المواطن خالد الحفيتي من إمارة الفجيرة بشكوى لمدير مستشفى الفجيرة، طالب فيها بالتحقيق مع الطبيب المناوب في قسم الطوارئ بمستشفى الفجيرة يوم الجمعة الموافق13 سبتمبر الجاري الساعة الـ 2 ظهرا، بالإضافة إلى الطبيبين المناوبين يوم الاثنين الماضي، لتقصيرهم في أداء واجبهم الطبي الذي نجم عنه تدهور حالة عمه علي عبدالله الحفيتي 35 سنة.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم الجمعة الموافق 13 سبتمبر الجاري، بعد أن ادخل المريض علي الحفيتي لتلقي العلاج وهو يعاني من آلام حادة في البطن والصدر، إلى قسم الطوارئ بالفجيرة قرابة الساعة الثانية ظهرا، ولم يلق المريض العناية اللازمة رغم شدة الألم وفق أقوال قريبه خالد الحفيتي ابن شقيق المريض، ليتم الاستجابة له بعد ساعة ونصف قضاها المريض متألما، بإرسال ممرض لأخذ عينات دم لفحصها مخبريا والتأكد من حالة المريض الصحية، لإعطائه العلاج المناسب.
فيما بعد أكد الطبيب المناوب لذوي المريض أن الفحوصات سليمة ويمكنه مغادرة المستشفى، وأعطاه حقنة مسكنة للالم وسمح للمريض بالمغادرة، وفي المنزل لاحظ الممرض الخاص بالمريض علامات إعياء استدعت قيامه باختبار السكري وقياس للضغط حيث اتضح ارتفاع حاد في السكر لدى المريض بنسبة 445 مما استدعى قيامه باللازم لتخفيض السكري وإعادته لحالته الطبيعية. طبيبان يتصرفان من دون مسؤولية
لم تتحسن حالة علي الحفيتي الصحية وبات يشعر بضعف في الحركة وعدم الرغبة بالطعام، وجاء يوم الاحد وهو موعد غسيل الكلى الذي يستغرق مدة أربع ساعات في اليوم الواحد، حيث إن العملية تتم ثلاث مرات في الاسبوع في المركز الخاص بالكلى بمستشفى الفجيرة.بعدها عاد المريض علي الحفيتي للمنزل بعد أن أتم عملية غسيل كليته وهو في حالة إعياء شديدة، وساءت حالته الصحية في صباح اليوم الثاني بعد أن شعر بضيق في التنفس ليقع على الارض فاقدا الوعي، ليتم إسعافه لقسم الطوارئ بمستشفى الفجيرة في الساعة 11 والنصف، حيث تم وضع الاكسجين له، ليطالب قريبه خالد بضرورة حضور الطبيب المختص بالكلى الذي يشرف على علاجه، للوقوف على الاسباب التي أدت إلى سوء حالته الصحية، لإسعافه في الوقت المناسب.
حالة حرجة
المريض طريح الفراش في حالة يرثى لها في قسم الطوارئ من يوم الاثنين الماضي، وخالد الذي يجلس بجوار عمه يترقب حضور الطبيب المختص بعلاج الكلى، مضت ساعات، من دون جدوى، ليحاول خالد أن يستوضح الأمر عن سبب تأخر الطبيب، فيسأل الطبيبان المناوبان اللذان كانا حينها يتبادلان الحديث فيما بينهما، فقاطعهما مستوضحا منهما سبب التأخير، ليفاجأ بأنهما لم يستدعيا الطبيب المعالج مدعيان أنها ليست ضمن اختصاصهم، واصفا تصرفهما كطبيبين بغير المسؤول، فواجبهم الطبي يلزمهم بتقديم المساعدة خاصة في الحالات الحرجة.
وبغية استدراك الوقت الذي ضاع أسرع خالد الحفيتي إلى قسم غسيل الكلى وطلب مقابلة الطبيب المختص الذي شرح له سوء حالة عمه الصحية وطلب منه الحضور لقسم الطوارئ.
وعلى وجه السرعة ذهب الطبيب المعالج للقسم، وعلى الفور قام بمعاينة المريض وطلب ضرورة اخضاعه مرة أخرى لعملية غسيل كلى، وعليه تم إجراء العملية لليوم الثاني على التوالي لمدة أربع ساعات، وما أن خرج المريض من العملية حتى دخل في غيبوبه دائمة، استدعت تحويله إلى العناية الفائقة بالمستشفى.
يشرح خالد الحفيتي: "سبب تعطل جهاز الاشعة المقطعية تأخيرا في عملية تشخيص حالة عمه الصحية، فبعد دخوله في غيبوبة دائمة تم فحصه وأوضحت الفحوصات بأنه أصيب بجلطة دماغية تسببت له بنزيف في الدماغ وأدت إلى موته سريريا".
قدم خالد في شكواه تقريرا من المختبر الخاص بمستشفى الفجيرة يوضح عدم دخول أية عينات دم يوم الجمعة إلى المختبر لتحليلها. لجنة
الدكتور محمد عبدالله بن سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية قال: إن المستشفى تسلم شكوى المواطن خالد الحفيتي، وسيتم تشكيل لجنة طبية مختصة للتحقيق في الحادثة، مؤكدا أن المنطقة لن تتهاون في اتخاذ أي إجراءات أو عقوبات حازمة ضد كل من يثبت عليه أي نوع من الاهمال أو الخطأ الطبي.
وفي حال عدم رضا أسرة المريض عن نتيجة التحقيق من حقها أن ترفع شكواها إلى وزارة الصحة مباشرة، حيث سيتم تشكيل فريق طبي محايد تماماً للفصل في الشكوى.
*** منقول ***
المفضلات