الحوسني ينتزع فضية وبرونزية في كأس الخليج العـربي
مواطن يهرب من عملية جراحية ويفوز بميدالـــية جوجيتسو









الحوسني يتوسط مدربه الفرنسي عبدالعزيز الشرقي، واللاعبة إيميليا المتوّجة ببطولة كأس الخليج العربي.

الامارات اليوم

تحامل على آلامه، وتهرب من إجراء عملية جراحية، عبارة عن التهاب في الزائدة الدودية، ثم التحق بالمنتخب الوطني المشارك في بطولة كأس الخليج العربي المفتوحة للجوجيتسو، التي اختتمت مساء السبت الماضي في العاصمة أبوظبي، وحقق ميداليتين فضية في وزن تحت 70 كلغ، وبرونزية وزن تحت 74 كلغ، رغم تحذيرات الأجهزة الطبية له في مستشفى زايد العسكري، الذين نصحوه بضرورة إجراء العملية بالسرعة القصوى، حسبما روى نجم الجوجيتسو، إبراهيم الحوسني، القصة لـ«الإمارات اليوم».

وقال إبراهيم الحوسني إن: «تعطشي للفوز ورفع علم الإمارات كانا الدافع وراء تحمل الآلام والتهرب من العمل الجراحي على الرغم من التحذيرات الملحة للجهاز الطبي لمشفى زايد العسكري لعدم دخول هذه المنافسة، لأكون اللاعب العربي الوحيد الذي ينجح في انتزاع فضية وزن تحت 70 كلغ، وبرونزية وزن تحت 74 كلغ، ولولا شدة الآلام لتمكنت من انتزع الذهبية في كلتا المنافستين».

ويعد الحوسني أحد اللاعبين الذين هنأهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالاتصال بهم هاتفياً عقب فوز الإمارات بالمركز الأول وحصد 48 ميدالية مختلفة خلال المشاركة في كأس الخليج العربي المفتوحة للجوجيتسو التي احتضنتها على مدار الأسبوع الماضي صالة اتحاد المصارعة والجودو والكيك بوكسينغ بالعاصمة أبوظبي.

وأوضح الحوسني: «تشريفي بتلقي الاتصال من سمو الشيخ محمد بن زايد، كان أكبر مكافأة لأي رياضي يبذل الغالي والنفيس في سبيل رفع علم الإمارات خفاقاً في المحافل الدولية، خصوصاً أن لسموه الفضل الكبير في تطوير ودعم رياضية الجوجيتسو وبلوغها المراتب العالمية».

وتعود آلام الحوسني الذي يتدرب في نادٍ خاص في إمارة عجمان إلى قرابة سبعة أشهر، وتخللها دخوله لمرات عديدة بحالاتٍ إسعافية إلى مشافي الدولة، كان آخرها قيام مدربه عبدالعزيز الشرقي، الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل، بنقله منتصف الشهر الماضي إلى مشفى القاسمي بإمارة الشارقة، الذي قضى فيه الحوسني قرابة خمسة أيام قبل تحويله لمشفى زايد العسكري الذي قضى فيه قرابة ثمانية أيام اخضع فيها لعملية منظار المعدة ولفحوص شاملة، أفرزت نتائجها عن وجود التهابات على صعيد الزائدة الدودية تقتضي الخضوع بالسرعة القصوى لعمل جراحي لاستئصالها.

وعن كيفية التهرب من العمل الجراحي وخوض المنافسات، قال الحوسني: «حاولت الأجهزة الطبية لمشفى زايد العسكري جاهدة إقناعي بالعدول عن فكرة المشاركة، وبأنني غير مؤهل أصلاً لخوض أي نشاطٍ رياضي، إلا أن إصراري على التهرب من العمل الجراحي حتى انتهاء البطولة جعلهم يرضخون لرغباتي، خصوصاً بعد توقيعي على ورقة التعهد بتحمل المسؤولية».

يعود عشق الحوسني الذي يعمل في القوات المسلحة لرياضية الجوجيتسو لعام 2005، الأمر الذي كان يتطلب منه ولثلاث مرات أسبوعياً التوجه لأبوظبي من أجل خوض الحصص التدريبية، حتى جاء عام 2011 والتقى بمدربه وحامل ذهبية العالم لنسختي 2005 و2013 الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية عبدالعزيز الشرقي للدخول بشكل احترافي لهذه الرياضية، بعد أن نجح هذا الأخير بقيادته في الارتقاء من الحزام الأبيض وصولاً للحزام الأزرق وحصد 10 ميداليات مختلفة منها خمس ميداليات ذهبية.

وعن تجربته الاحترافية، قال الحوسني: «يعود كل الفضل للارتقاء بمستواي لمدربي عبدالعزيز الشرقي الذي قاد الكثيرين من أبطال العالم، وصاحب الخبرات الكبيرة، ومنها قيادة لاعبي نادي عجمان الذي انتمي إليه لحصد 17 ميدالية في البطولة الأخيرة».

وتابع: «على الرغم من صغر حجم النادي الذي انتمي إليه، إلا أننا نعمل مع المدرب الشرقي كعائلة واحدة، خصوصاً أن الشرقي يتمتع بخبرات كبيرة مكنته العام الماضي من قيادة لاعبي النادي لحصد 45 ميدالية في بطولات عالمية ومحلية».

وعن طموحاته المستقبلية قال: «فور الانتهاء من العمل الجراحي سأخلد لفترة قصيرة للراحة ومن ثم سأعاود التدريبات في نادي عجمان بغية الاستعداد بشكل جيد للبطولات العالمية المقبلة».

الشرقي: لا يمكن ثني الحوسني عن مراده

أكد المدرب العالمي عبدالعزيز الشرقي في حديثه لـ«الإمارات اليوم» أنه «لا يمكن التغلب على حماسة الحوسني وثنيه عن طموحه، خصوصاً في ما يتعلق بعشقه لهذه الرياضة، فمنذ معرفتي به في عام 2011 تلمست فيه خامة البطل الإماراتي القادر على اعتلاء منصات التتويج»، وأضاف:«العلاقة القوية وحماسه للتدرب ومساعدته المستمرة لي في النادي، جعلته بمثابة احد أبنائي الذين افتخر بهم، وأنا واثق بقدرته على بلوغ العالمية».



*** منقول ***