لقد إ ستمتعت كثيرا بقراءة بعض ملخصات أ وراق عمل ندوة " كفايات التعليم في القرن الحادي والعشرين " عن بعد , تلك الكفايات التي تعني حسب مفهومي , القدرة على أ داء عمل بمهارة وإ تقان , والتي تجمع في عناصرها بين مكونات متماسكة وأ ساسية كالمعارف والمهارات والإتجاهات , فهي في حقيقتها أ داء عمل مهني وليس تقني , ذلك الأداء الذي يمكن التعرف عليه إ جرائيا وتحليل مهاراته في ضوء تحقيقه للأهداف المحددة , فالكفاية هي قدرة أ و مجموعة قدرات , وهذه القدرات التي تم ذكرها في بعض أ وراق العمل , خاصة نموذج القدرات العامة "للأستراليا " وغيرها , ليست جديدة على فكرنا التربوي , بل هي من صميم وثوابت فلسفتنا التربوية والتي تنص على كل ذلك منذ إ عتمادها , فالتركيز عليها هنا في نظري للتذ كير فحسب , لكن من خلال إ طلاعي بين الأ سطر إ ستوقفتي عبارة تشير الى أ ن الطالب العماني يحتاج الى : (قدرة العمل الجماعي مع أ شخاص من مختلف التوجهات ) ولا أ دري مالمقصود بالتوجهات , هل هي فكرية أ م فلسفية , عقائدية أ م فقهية , أ خلاقية أ م سلوكية , قيمية أ م ثقافية , ولا أ دري أ يضا سبب إ ثارتها هنا من خلال الطرح , وكيف تم استنباطها , لكن المتأمل يرى أ ن هناك ربما توجه لبلورة النظام التربوي بكل عناصرة بكفايات القرن الحادي والعشرين على مستوى التخطيط والسياسات التربوية , وعلى مستوى الإطار الوطني وفق إ حتياجات المجتمع وسوق العمل , على مستوى المعلم والمتعلم والبيئة المدرسية والمناهج والتقويم وآ لياته , وعلى مستوى تطوير خبرات التعلم التي تنمي قيم المواطنة , و الإنشطة التربوية وطرائق التدريس , وبناء معايير مهنية لإختيار المعلم وتدريبه بما يحقق جودة الأداء . إ ذن العملية التربوية كلها في حالة تجديد وتطوير بما يتناسب مع كفايات القرن الحادي والعشرين حسب فهمي للتوصيات , مع العلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية حسب ماورد في بعض أ وراق الندوة مازالت تركز في تعليمها على نفس النظام المتبع في القرن العشرين والقائم على فكرة الفصول الدراسية , على الرغم من وجود الشركات المتخصصة هناك في وضع كفايات القرن الحادي والعشرين , ولا أ توقع أ ن تتردد إ ذا طلب منها وضع نموذج يتناسب مع المكانة الإقتصادية التي تخطط السلطنة للوصول إ ليها بعد 50 عاما والآلية التي يجب التركيز عليها في النظام التربوي , مع العلم أ ن مخرجات التعليم في مجال تنمية الكفايات مهزوزة , فهي مجرد كائنات مسيرة ونمطية فقدت ثقافتها الأصلية وانجرفت في ثقافة عالمية مشوهة , ومع العلم أ ن المناهج التي تبنى على الكفايات أ خذت بالإ تجاه العكسي من تحت لفوق ( على قولهم ) إ بتداء من تقييم كفاية العاملين من مخرجات التعليم وتحديد وجوه النقص والقصور والتعرف على الإحتياجات الحقيقية , ومع العلم أ ن مقومات الكفاية الخلقية في المناهج الدراسية لابد من مسح الواقع السلوكي للطلاب عموما للوقوف على أ بعاد الأزمة الخلقية وتحديد المطالب التربوية التي يمكن لمناهج التعليم إ حتواءها وتنظيمها فكرا وتدريسا وسلوكا , وقد يصبح لها مقرر خاص بإ سم التربية الخلقية . إ ذن في نظري , كفايات القرن الحادي والعشرين لها تداعياتها على نظامنا التربوي في حالة التطبيق والتنفيذ و الذي هو في حالة إ حتقان وإ حتضار في ظل الضعف القرائي والكتابي وتدني التحصيل والذي يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي (فلان , ماطاق ..قالوا : زيده حجارة ).
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات