«التربية» وضعت خطة لعلاج الظاهرة
عزوف طلبة عن «العلمي» يعرقل التوطين في «البترول»
العلوم والتكنولوجيا والابتكار عناصر تتمتع بأهمية حيوية لمستقبل الدولة.
الامارات اليوم
أكد مسؤولون في شركات بترولية وهندسية كبرى شاركوا في فعاليات الملتقى العلمي العالمي، الأسبوع الماضي، أن عزوف الطلبة المواطنين عن الالتحاق بالقسم العلمي وتفضيلهم دراسة المواد الادبية يعرقل جهود التوطين لديهم نظراً لاحتياجهم بشكل كبير إلى تخصصات علمية، مثل المهندسين والكيميائيين والجيولوجيين، فيما عزا طلبة عزوفهم عن العلمي لصعوبة مواده وعدم وجود عدالة في توزيع الدرجات بين المواد الدراسية.
وتفصيلاً، أفاد مدير إدارة البعثات في شركة ادنوك، فيصل العلي، بأن الشركة تحتاج إلى جميع التخصصات الهندسية، ولديها خطة استراتيجية للتوطين تقضي بتوطين 75% من وظائفها خلال عام 2017، مشيراً إلى أن عزوف الطلبة المواطنين عن الالتحاق بالتخصصات العلمية يتعارض مع احتياجات سوق العمل، ويعرقل جهود التوطين.
وأوضح أن أدنوك ترعى 10 آلاف طالب ضمن برامجها التعليمية، إذ تضم مدارس غلينلغ التابعة للشركة 5800 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 2800 طالب في بعثات جامعية داخل الدولة وخارجها، مشيراً إلى أن الشركة لديها ايضاً برنامج خاص بالطلبة المواطنين «واحة المتميزين»، يضم الطلبة من الصف الرابع ويراعاهم حتى الصف الثاني عشر، بشرط الانضمام إلى القسم العلمي.
وأشار العلي إلى أن الطلاب المنضمين لبرنامج «واحة المتميزين»، يتم تنظيم زيارات ميدانية لهم لأماكن العمل وتعريفهم بالمعدات والعمل الهندسي، وإشراكهم في دورات علمية صيفية لتجهيزهم للجامعة، لافتاً إلى صرف مكافآت فصلية للطلبة لتشجيعهم، خصوصاً أن الدولة تحتاج إلى التخصصات العلمية والهندسية بشكل كبير.
فيما أكدت شركة الاستثمارات البترولية الدولية، «آيبيك»، أهمية تشجيع الطلبة المواطنين على الدراسة في القسم العلمي والتوجه في مسيرتهم المهنية ضمن التخصصات التابعة له، مطالبة أن تصبح أساليب تعليم المواد العلمية أكثر متعة، خصوصاً أن الطلبة في الوقت الحالي يعانون صعوبة في دراسة المواد العلمية.
وقال العضو المنتدب للشركة، خادم عبدالله القبيسي، في تصريحات صحافية على هامش الملتقى، إن كثيراً من الطلبة يعتقدون أن الرياضيات والعلوم من المواد الدراسية الصعبة ويميلون للابتعاد عنها، لذلك يقع على عاتق الجميع دور كبير في إقناع الشباب بأن العلوم من المواد الممتعة، كما يجب على المعلمين إيجاد سبل لنقل الحماسة للطلاب حول العلوم، وإظهار دور العلوم والتكنولوجيا باعتبارها «نظام التشغيل» للعالم الحديث.
وأضاف القبيسي أن «العلوم والتكنولوجيا والابتكار عناصر تتمتع بأهمية حيوية لمستقبل الدولة ومستقبل شبابها، لذلك نحن بحاجة إلى إنشاء قاعدة صناعية صلبة مبنية على العلم والتكنولوجيا والابتكار، إذ يبدو هذا الأمر واضحاً من خلال دور أبوظبي في صناعة النفط والغاز، والفضاء، ومكونات الطائرات، والمعالجات الرقمية، والغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من القطاعات الصناعية المتقدمة، لأن العلم هو السبيل إلى النمو والازدهار على المدى الطويل، مؤكداً توافر كثير من الفرص والخيارات للمبدعين في هذا المجال في عديد من مؤسسات الدولة، في مقدمتها شركة الاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك».
من جانبهم، عزا طلبة في المرحلة الثانوية سبب اتجاههم إلى القسم الأدبي لسهولة مواده، وتساوي درجات المواد، لافتين إلى أن مجموع درجات مادة الاقتصاد أو علم النفس مثل مجموع درجات الرياضيات، والفيزياء، وتالياً فإن تحصيل الدرجات في المواد الادبية أسهل.
وقال الطالب في القسم الأدبي، محمد سعيد، إن الأدبي أسهل من العلمي، ويمكن تحصيل درجات جيدة في مواده الدراسية، بأقل مجهود دون تعب في المذاكرة والامتحانات، خصوصاً أن المواد الأدبية تحتاج إلى الحفظ، وتمكن مذاكرتها في البيت دون دروس، لكن مواد القسم العلمي تضم رياضيات وفيزياء وكيمياء ومواد صعبة تحتاج إلى مجهود في مذاكرتها، ويفقد الطلاب درجات كثيرة فيها.
وذكر الطالب خالد سيف، أن تساوي درجات جميع المواد الادبية والعلمية، دفعه إلى الالتحاق بالمسار الأدبي، مشيراً إلى أن معظم الطلبة تهرب من الرياضيات والفيزياء خصوصاً أنهما تتساويان في مجموع درجاتهما مع علم النفس والاقتصاد، بالإضافة إلى صعوبة امتحانات القسم العلمي مقارنة بامتحانات الادبي.
من جانبها، أفادت وزارة التربية والتعليم بوجود خطة لعلاج ظاهرة عزوف الطلبة المواطنين عن القسم العلمي على مستوى الدولة، ودراسة توجهات الطلبة للحد من الظاهرة، بهدف تلبية متطلبات سوق العمل للتخصصات والوظائف العلمية المطلوب تعزيزها، والتركيز على تحفيز الطلبة على الالتحاق بالقسم العلمي، من خلال مرشدين أكاديميين ومهنيين.
وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، أن الوزارة استشعرت خطر هذا الموضوع، وأنشأت إدارة خاصة للإرشاد الطلابي، تتولى توعية الطلاب بأهمية التخصصات العلمية ومستقبلها، واكتشاف الطلاب ذوي المواهب العلمية مبكراً، وتبنيهم تنمية مواهبهم.
فيما أكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم،مغير الخييلي، أن النموذج المدرسي الجديد الذي يطبقه المجلس يسهم في تحفيز ودفع الطلبة نحو دراسة العلوم من الجانبين النظري والتطبيقي، مع تشجيعهم على أن يتمتعوا بالاستقلال الفكري والاستمتاع بالمواد التي يقومون بدراستها بدلاً من الحفظ والتلقين، مشيراً إلى أنه في إطار الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030 أصبح اكتساب مهارات العلوم والتكنولوجيا أمراً ضرورياً ولا غنى عنه، لتمكين الأجيال من الانخراط في بيئة عمل تنافسية على المستوى العالمي.
*** منقول ***
المفضلات