عبايات غريبة الشكل وصرعات على غير العادات والتقاليد..!!


الرؤية

درجت في الآونة الأخيرة تصاميم عباءات غريبة الشكل، باتت الفتيات يرتدينها في جميع المناسبات والزيارات والأوقات، وباتت المصممات يتسابقن في تصميم الأغرب والأكثر جدلاً، طابعات عليهن بصمتهن الخاصة، لا سيما أن سوق العباءات شهد أيضاً طفرة وازدهاراً من جهة عدد المصممات والطلب والبيع.
وعرف عن المصممة الإماراتية سارة المدني تصميم عباءات ذات أشكال مختلفة مميزة أشبه بالصرعات، فهي أول من صمم «العباءة البدلة»، وهي مزيج بين العباءة التقليدية السوداء والبدلة الرسمية، في خطوة لإتاحة الفرصة للمرأة العاملة بأن تكون تقليدية وعصرية في آن واحد.
وبالنسبة إلى التصاميم الغريبة والصرعات، أفادت المدني «أن ذلك يرجع في المقام الأول إلى شخصية المصممة نفسها، فتصاميمي الغريبة نابعة من شخصيتي، فمن يعرفني يعلم أنني أتحلى بصفات عديدة، منها الجرأة والقوة، وأحب الضحك والمرح، وحتى أبسط تصاميمي غالباً ما تحمل تفاصيل صغيرة أترك من خلالها بصمتي».
لكن في ظل مجتمع عربي محافظ وتقليدي، لا بد من وجود بعض التعليقات في ما يخص العباءة الغريبة الشكل، وهذا ما واجهته المدني في بداياتها، إذ إن الكثيرين اتهموها بالـ «تخريب» في شكل العباءة والعبث بها، لكنها ردت على ذلك بأن البعض يرى المقاسات الضيقة على المانيكانات، وهذا قياس المانيكان لا الفتيات العاديات، مشيرة إلى أنها تتحرى قياسات الزبونات، وتعمل على هذا الأساس، فالعباءة مصممة للسترة، وطالما اللون الأسود والاحتشام موجود فلا عيب في ذلك.
أما بالنسبة إلى إقبال الفتيات على طلب عباءات غريبة الشكل، فترى المدني أنه «في بداية الأمر يتخوفن، لأن العباءة غريبة الشكل تتطلب من الفتاة أن تكون جريئة في اختياراتها، وزبوناتي اعتدن على تصاميمي، وينتظرن آخر المجموعات في كل موسم، ومنهن من لا يتقبلن تصاميمي في بادئ الأمر، ثم ما يلبثن حتى يبتعنها ويرتدينها».
ولفتت إلى أن أكثر مرتاداتها من الإماراتيات، و20% منهن من دول أوروبية، وبعضهن يطلبن التصميم ذاته، لكن على قماش ملون غير الأسود المعتاد كالأحمر مثلاً.
ومن جهتها أوضحت المصممة عفة دباغ التي ذاع صيتها الحسن من خلال تشكيلات عديدة تميزت بالأناقة والرقي، أنها تحب الابتكار والجديد، لكن ضمن الأناقة والأنوثة.
وتابعت «هدفي أن تظهر المرأة بجمالها وأنوثتها و«شياكتها» أكثر من الظهور بشكل لافت للنظر، ونحن في الوطن العربي محافظون بطبعنا، وهنالك نوع من المبالغة في بعض التصاميم، وبالنسبة إليّ أحب أن أرى إحدى زبوناتي مرتدية من تصاميمي، ويعلّقون عليها بأنها تبدو جميلة، وليست ملابسها الجميلة».
وتعتقد دباغ أن اللبس يكمل جمال المرأة، لذلك فتركيزها غالباً ما يكون على التصاميم والخامات والقصات والألوان، وأن التصميم يمكن أن يعدل حسب رغبة الزبونة، لكنها دائماً ما تتحين الفرصة لتضفي الجمال والأناقة لا الغرابة.
وأوضحت أن فرادة التصميم تعبر عن أناقة من ترتديه، وفي ذلك ميزة وإضافة ولا خلل.
وتتفق مع دباغ مصممة العباءات السعودية هانيا بريكان التي ارتدت من تصاميمها الأميرة أميرة الطويل، مشيرة إلى أنها تحاول أن تضمّن تصاميمها الغرابة، على ألا تكثر منها.
ولفتت إلى أن الفتاة من الممكن أن ترتدي تصاميم غريبة، لكن ليس في أي مكان وزمان، مضيفة «أنتصر للفخامة والجمال، لكنني لا أتوجه بشكل رئيس إلى الغرابة، والبعض يفضّل الأخير ظناً منهم بأن ذلك نوع من التميز»، وأنهت بريكان «أراعي أيضاً التقاليد والعادات المحافظة، فالعباءة في الأصل صُممت للسترة والحشمة، وهذا ما يميزها، لكن بما أن العباءة هي رداء المرأة الخليجية اليومي، فلا بد من أن تتضمن التنوع والألوان».



*** منقول ***