لطفا...عالجها قبل أن تطلقها



رغم أننا نتداولها جميعا و نستخدم نفس المادة لإطلاقها و لكن كلا منا له طريقته الخاصة قبل أن يطلقها ... فن قد يكون تعلمناه و قد يكون اكتسبناه من واقع تعاملنا ...


و لكن هذا الفن خطير لمن لم يحظى بالوقوف على مكنوناته ...


و يكفينا لنعلم خطورته قوله تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )



فما أتحدث عنه بغريب و لا بعجيب و لكن حاليا استخدمها لأتواصل بها معكم إنها الكلمات ... المكونه من حروف ... حروف جميعا نستخدمها ... و لكن لسنا بنفس الآلية نستخدمها ...


بعضا منا يطلقها دون أن يدرك خطورتها و لكن في النهاية يجد حصيلة ما قاله يتحمله وحده ...


و البعض منا يرقب نفسها قبل أن يطلقها لذا تجد قوله دائما كالسيف ...


و البعض منا يجعل قوله مؤثرا و مقبولا ... و البعض الآخر قوله منفرا و غليظا ...


و يكفيني أن أذكر مثلا حيا صار معي في طفولتي و قد ذكرته يوما شكرا لمن أسداه لي ...
إنها معلمتي الغالية ...

كنا في الابتدائية و المسائل الرياضية طويلة و تحتاج لسرعة و إلا سيمسح ما كتب على السبورة و بعدها نتكبد عنا النقل و البحث عن الحل الصحيح ، لدرجة أننا عندما نكتب الحل نقلا من السبورة نظرنا على السبورة و أيدينا تكتب على الدفتر ... فتخيل كيف يكون شكل الكتابه؟! ...


المهم كانت معلمتي ترقب ما نكتب سريعا و تمر علينا مطمئنة على سير الحل و تارة تملئ علينا ما نكتب تسهيلا لنا ...
فقالت يوما لي ... هكذا خط العباقرة في الرياضيات ...


فكانت تلك الكلمات وقعها كبيرا غريبا ما نسيته حتى يومي هذا و بحمده و فضله أجدت في أكثر من مادة و لكن هذه العبارة تأبى علي أن اختار مادة مفضلة أكثر منها ... بسبب ما كانت تطلقه تلك المعلمة النجيبة ...



خلاصة القول أن ما نطلقه قد يرفع قوما و يبني جيلا ... و قد يخفض قوما و يحطم شعبا ...



فلنرقب ما نقول و نتحرى ما نقوله قبل أن نطلقه ... و قد يكون في البداية عرقلة بسيطة و لكنه في القريب العاجل سيكون مألوفا و ستجد نفسك تتقن الفن بل مجيدا فيه ...



ألهمنا المولى و إياكم قولا حسنا و فطنة و حنكة في الحديث و التعامل مع الآخرين ....



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..