هل اصبح الاضراب هدفا للوصول إلى غايات إصلاحية يطالب بها المضربين وصولاً إلى تحقيق بعض المطالب إياً كانت نوع هذه المطالب مادية كانت او معنوية ؟
فمنذ اليوم الاول لبدء الاضراب كان يتبادر إلى أذهان كثيرين من الناس أن هناك رسالة كان يجب ان تصل إلى دوائر صنع القرار في المؤسسة التعليمية وقد يتجاوزها ولنمسي الاشياء كما يقال بمسمياتها ــ إلى مجلس الوزراء ــ ووضعهم في حقيقة تحرك المعلمين كي يسرّع البطء في تنفيذ بعض المطالب المتعثرة وخاصة المالية منها كي يدرك الجميع ان لا مجال في تصحيح الاوضاع المالية اسوة بمن تم تصحيح أوضاعهم في المؤسسات الحكومية الاخرى إلا بهذه الصورة من وسائل الضغط وهو الاضراب ...
ولنكن واضحين وصريحين أن المطلب المالي هو أساس هذه التحرك وهو مطلب وحق مكتسب ليس فيه أي جدال وانا هنا لست بوارد أن ادّعي المثاليات كغيري لأقول كما قال البعض ــ أنتم ليس همكم إلا المال ـــ فهذه لغة عرجاء ولغة بالية وليس لأحد الحق ان ينكر أهمية المادة التي قدمها الشارع المقدس على كل شيء حين أوردها في قرأننا الكريم وهو ليس من باب المصادفة حين يقول ــ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ــ فقدم المال حتى على أعز شيء مع بني البشر وهو النسل ....
ولذلك انا أجزم أن كل تلك المطالب الغير المادية سيقت ضمن عريضة المطالب وهي ليست أولويات بالنسبة للمضربين عن العمل وإنما أخذ الرأي العام للتعاطف والمساندة في قضيتهم الحقيقية من هذا الباب الذي أشرت إليها وأنا أكرر وأقول حتى وإن كانت مادية فهي محقة خاصة عندما نتحدث عن التاخر لسنوات تجاوزت قانون الخدمة المدنية في الترقيات كان يجب أن تحسن أوضاعهم وتصحح رواتب الفئات المتضررة بأي شكل من الاشكال ....
ولكن اليوم وما نشاهده من البعض أنه لا يبحث عن حلول من خلال اللغة التصعيدية والتحريضية التي يعمد إليها البعض وذلك بتعقيد الامور ورفع سقف المطالب إلى أمور تتجاوز صلاحيات المؤسسة نفسها وهو أسلوب يحمل في طياته الكثير من علامات الاستفاهم والاستغراب وخاصة عندما نقرا ما بين السطور من إستخدام لبعض المصطلحات والتي استحضرت من مشاهد ومن بيئات لا علاقة بمطالب المضربين او المطالبين بالحقوق ...
بل وإن إصرار البعض على عدم منح الوزارة للتحرك في وضع هذه المطالب في تصرف الحكومة ومتجاهلين ومقفلين كل طرق والحلول أمام الاخرين بذريعة إن الوزارة لم تفي بوعودها التي جاءت قبل عامين وهي ذريعة أو شماعة يراد منها شد العصب مع الجميع وتسخين الاجواء وتوتيرها بالقول ــ إن هذه فرصتكم الاخيرة التي أمامكم فإذا تراجعتم فيها فإنكم بعدها لن تحصلوا على أي مطالب ــ وكأنما البعض يعتقد ان الحكومة هي خصم وعدو لدود لا عاقل فيها ولا رشيد ولا حكيم وهو عكس ما يجب ان يفكر فيه هولاء المضربين ...
ولذلك إن ما يلفت النظر في أجواء هذا الاضراب وما يدعو للغرابة أكثر فأكثر هو أن مجرد الاعلان عن تحرك المسؤولين في الوزارة بما يتعلق بمعالجة مطالب المضربين سواء بمقابلة شخصية او تصريح أو دعوة على طاولة حوار أو عقد مؤتمر صحفي بهدف تدوير الزوايا للوصل إلى عامل مشترك بين المؤسسة والهيئات التدريسية نجد هناك من يسبق الدعوة لهذا التقارب إلى إصدار بيانات قد حيكت ورتبت من أجل إفشال كل محاولات الالتقاء او التفاهم بل إن هذه البيانات جميعها تدعو إلى عدم الالتفات إلى أي جو من أجواء التهدئة أو الانفراج ومن يقرأ مضمون بعض هذه البيانات المجهولة الهوية يجدها تركز إلى إطالة عمر هذه الازمة وخلط الاوراق لعدم تمكين كلا الطرفين لسماع الاخر من المعلمين والمؤسسة التعليمية ...
وهنا يكمن الخطر حيث وكان المطلوب تحرك مؤسسات اخرى على غرار هذا التحرك حتى تصبح عندها الامور أكثر تعقيداً وفضوية وذلك لتأزيم الاوضاع في أماكن أخرى كي يصعب بعدها حل الازمة الاولى وهو ما يسعى إليه أصحاب تلك البيانات المجهولة الهوية والمصدر ....
ما نطلبه من الاخوة الزملاء المعلمين العودة إلى لغة الحكمة والعقل والرشد وعدم إدارة الظهر لأي تقارب بل عليهم ملاقاة اليد الممدودة لقطع الطريق أمام المعطلين للغة الحوار والتفاهم فكل شء لا يحل إلا بالحوار ولغة العقل وعلينا ان ندرك أن عامل الزمن طال ام قصر من عمر هذه الازمة فلابد من العودة إلى الطاولة نفسها ووضع كل خلافاتنا عليها وطرحها للنقاش بأي حال من الاحوال ...
فلماذا إذا لا نختصر الطريق والمسافات قد تكون أسهل بكثير من غداً ؟؟
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات